خبراء يكشفون للبرلمان الأوربي محاولات الإمارات التأثير في سياسات وديمقراطية دول الاتحاد

البرلمان الأوروبي
البرلمان الأوربي (غيتي)

كشفت 3 تقارير أعدها خبراء في لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان الأوربي كيفية تدخل دولة الإمارات في شؤون دول أوربية من خلال تشكيل لوبيات تمثل قوى ناعمة بهدف التأثير في السياسة الأوربية.

وتضمّن التقرير الأول -الذي قدّمه نيكولا جيوفانيني المدير التنفيذي لمنظمة Droit au Droit- لقاءات مع العشرات من أعضاء البرلمان الحاليين والسابقين والدبلوماسيين والمسؤولين والأكاديميين والصحفيين لشرح حجم الضغط الذي تسعى الإمارات لممارسته على مؤسسات الاتحاد الأوربي.

وبحسب التقرير، تعتمد الإمارات على القوة الناعمة من خلال إنشاء دوائر ضغط بهدف رسم صورة مغايرة للواقع وإقناع صانعي السياسة الأوربيين بتطوير سياستهم الخاصة، رغم أن ذلك يتعارض مع القيم والمصالح الأوربية وحقوق الإنسان.

كما يتحدث عن كيفية مساعدة إمارة دبي “طبقة الأغنياء” الروس على الهروب بأموالهم إلى الإمارات وذلك بعد أيام من فضيحة بيغاسوس.

ويشرح التقرير كيف يعمل “اللوبي الإماراتي” على شن حملات بقيادة سفارة الإمارات في بروكسل ومجموعة الصداقة البرلمانية وشبكة من الاستشاريين لجعل رؤية الاتحاد الأوربي أقرب إلى السياسة الخارجية لدولة الإمارات.

وخلص التقرير إلى حتمية اتخاذ خطوات جادة لمعالجة المشكلة “حتى لا تظل الديمقراطية الأوربية عرضة لمخاطر التدخل الأجنبي”، بالإضافة إلى “تشديد اللوائح الخاصة بتسجيل المنظمات وجماعات الضغط العاملة في بروكسل نيابة عن الحكومات الأجنبية”.

التأثير السري في الإنترنت

أما الباحثة شيلبي غروسمان من مرصد الإنترنت بجامعة ستانفورد، فقد قدمت تقريرًا آخر حول التكتيكات التي اعتُمدت عبر تويتر، وقالت إن حكومات توكل عمليات التأثير السرية عبر الإنترنت وحملات التضليل إلى شركات تسويق رقمية مقرها الإمارات ومصر.

وأضافت الباحثة أنه من بين التكتيكات الأخرى ما يسمى بتغيير أسماء الحسابات على تويتر، مثل حساب غيّر اسمه عام 2016 إلى اسم “حكومة قطر الانتقالية” ونشر تقريرًا مزوّرًا على أنه من منظمة هيومن رايتس ووتش، وكذلك حساب مزيّف يغرّد على أنه “مواطن قطري” في حين أنه حساب مقيم في مصر أو الإمارات، بالإضافة إلى نشر معلومات مضلّلة عن ليبيا وعلاقتها بتركيا.

أما التقرير الثالث فقد قدمته رولا جبريل وهي صحفية وكاتبة وأكاديمية ومخرجة، وتناولت فيه “وجود دكتاتوريين آخرين مستعدين لقتل معارضيهم ويساعدون الأغنياء الروس المتهمين بالفساد الذين يروّحون عن أنفسهم حاليًّا في الإمارات”.

كما تحدّث التقرير عن موقف الإمارات من إدانة الحرب الروسية ورفض زيادة الإنتاج لمنع أزمة الطاقة، وقالت مقدمته “إنهم شركاء لبوتين في الحرب على الديمقراطية الأوربية بالبروباغندا ودعمهم وتمويلهم للأحزاب من الأقصى اليمين عبر أوربا من باريس إلى روما وفيينا”.

ورصد التقرير أيضًا “التعذيب في سجون أبوظبي والحرص على امتلاك أسلحة ضخمة رغم أنها بلد يضم 9 ملايين نسمة فقط”، و”فوبيا المجتمعات المدنية واعتماد سياسة التخويف من الإسلاميين لإبادة من يريدون تمامًا كما يفعل بشار الأسد وفلاديمير بوتين في سوريا”.

المصدر : الجزيرة مباشر