حمى الضنك تتفشى في تعز.. ومسؤول صحي للجزيرة مباشر: سرعة انتشارها تفوق إمكانياتنا (فيديو)

ينتشر وباء حمى الضنك في مدينة تعز جنوبي اليمن، ووصل عدد الحالات إلى 8 آلاف و428 إصابة سُجلت بينها 5 وفيات.

واستقبل مستشفى (الثورة) العام في تعز 10 حالات صباح اليوم الأربعاء إلى حدود الساعة الواحدة ظهرًا، في حين يتزايد عدد الحالات الوافدة ليلًا.

وقال الطبيب المقيم بالمستشفى منذ أسبوع (أسامة الجرادي) لكاميرا الجزيرة مباشر، إن عدد المرضى يشكل ضغطًا على المستشفى، إذ يفوق إمكانياته.

وتشهد العيادات والمستوصفات الصغرى توافدًا كبيرًا للحالات، وفق الطبيب، في غياب تام للتوعية بالمرض، خاصة بين الأطفال الذين قد تصل مضاعفات إصابتهم بالمرض إلى نزيف داخلي يؤدي إلى الوفاة.

والتقى مراسل الجزيرة مباشر بأحد المرضى من منطقة بني يوسف بريف تعز، الذي أصيب بحمى الضنك لما يقارب 5 أيام، بينما جرى تشخيصه بشكل خاطئ في المستوصفات الصغرى بسبب غياب المستلزمات الطبية.

وأفاد طبيب مقيم في مستشفى الثورة بأن الأمطار الشديدة وعدم ردم المستنقعات يُعد سببًا أساسيًّا لتفشي وباء حمى الضنك.

وأضاف للجزيرة مباشر أن موسم الأمطار هو موسم انتشار الوباء، كما يؤدي سوء التشخيص وتأخره إلى تفاقم حالة المريض.

ورصدت كاميرا الجزيرة مباشر إصابة أطفال بحمى الضنك ومرضى اختلفت أعمارهم، يسعى الطاقم الطبي في مستشفى تعز لتقديم الرعاية اللازمة لهم.

دعوة لتدخّل منظمة الصحة العالمية

وقال تيسير السامعي -نائب مدير الإعلام والتثقيف الصحي بمكتب الصحة- للجزيرة مباشر، إن عدد الإصابات تجاوز 4 آلاف في الشهرين الماضيين، وذلك بشكل كبير في مديريات تعز الثلاث (القاهرة- المظفر- صالة) وهي “بؤر لانتشار البعوض الناقل لحمى الضنك”.

وأوضح أن كل مستشفيات المدينة ومراكزها الصحية تستقبل الحالات المصابة، وعلى رأسها مستشفى الثورة والمستشفى الجمهوري ومستشفى المظفر.

وشدد المتحدث للجزيرة مباشر على أن سرعة انتشار الوباء أكبر من إمكانيات مكتب الصحة والجهات المعنية في تعز، وطالب بضرورة تدخّل المنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية.

وقال السامعي إن الحصار والحرب -المستمرة منذ 2015- لهما دور كبير في انتشار حمى الضنك، إذ يقع مصدر المياه في مناطق سيطرة الحوثيين مما يضطر المواطنين إلى تخزينها بطريقة غير صحية، كما أن فِرق الرش الضبابي لا تتمكن من الوصول إلى خطوط التماس.

ونفّذ مكتب الصحة، الأسبوع الماضي، حملة لمكافحة البعوض الناقل للحمى من خلال الرش الضبابي والتوعية والتثقيف في مديريات المدينة.

ينقله البعوض

وتفيد منظمة الصحة العالمية ​​بأن حمى الضنك هي عدوى فيروسية ينقلها البعوض، وتظهر في المناخات المدارية وشبه المدارية في العالم، ولا سيما في المناطق الحضرية وشبه الحضرية.

وتحذر المنظمة من أنها من الأسباب الرئيسية للإصابة بأمراض خطيرة والوفاة، وأنه لا يوجد علاج محدد لها، إلا أن الكشف عنها مبكرًا وإتاحة الرعاية الطبية اللازمة يقلل من معدلات الوفيات إلى ما دون نسبة 1%.

ينتقل الفيروس إلى الإنسان بواسطة لسعات إناث البعوض الحاملة لعدواه، ويتكاثر الفيروس في معدتها الوسطى قبل أن ينتقل إلى أنسجتها الثانوية بما فيها الغدد اللعابية، ويستغرق ذلك ما بين 8 أيام و12 يومًا في حال تراوحت درجة حرارة المحيط بين 25 و28 درجة مئوية.

وقد يكون المرض مصحوبًا بأعراض، بينما لا تظهر أي أعراض على المريض في بعض الحالات، وأشارت منظمة الصحة إلى إمكانية انتقال الفيروس من الأم إلى جنينها، وإن كانت معدلاته منخفضة.

المصدر : الجزيرة مباشر