ردود فعل دولية متباينة إزاء الإعلان عن حكومة طالبان الأولى في أفغانستان

قوات من طالبان تقف أمام مبنى السفارة الأمريكية في كابل (الأناضول)

استقبلت دول العالم المختلفة إعلان حركة طالبان لحكومة مؤقتة في أفغانستان بردود أفعال متباينة مزجت بين الحذر والاستياء من تعيين الحركة أشخاصا في مناصب عليا بينهم من رصدت الولايات المتحدة ملايين الدولارات للقضاء عليهم.

وأعلنت طالبان، أمس الثلاثاء، حكومة مؤقتة لتصريف الأعمال ضمت معتقلين سابقين في معتقل غوانتانامو الأمريكي وشخصيات ما زالوا على “قائمة الإرهاب الأمريكية” وترصد المباحث الفيدرالية الأمريكية ملايين الدولارات لمن يدلي بمعلومات عنهم تؤدي للقضاء عليهم.

ومع استعداد الوزراء الجدد ونوابهم للعمل بعد تعيينهم، مساء أمس الثلاثاء، حث القائم بأعمال رئيس الوزراء محمد حسن أخوند المسؤولين السابقين الذين فروا من أفغانستان على العودة متعهدا بضمان أمنهم وسلامتهم.

وقال أخوند في تصريحات للجزيرة “لقد تكبدنا خسائر كبيرة من أجل هذه اللحظة التاريخية وعصر إراقة الدماء في أفغانستان انتهى”.

وغادر عشرات الآلاف البلاد بعد سيطرة طالبان على السلطة، منتصف أغسطس/آب الماضي، بعد حملة عسكرية خاطفة، وكثيرون ممن رحلوا أصحاب مهن يخشون الانتقام بسبب تعاونهم مع الحكومة المدعومة من الغرب.

الولايات المتحدة

قال البيت الأبيض، أمس الأربعاء، إن الولايات المتحدة لا تعتزم الإقرار بحكومة طالبان في أفغانستان.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين “هذه حكومة مؤقتة، لا أحد في هذه الإدارة، لا الرئيس ولا أي شخص في فريق الأمن القومي قد يقترح أن طالبان عضو في المجتمع العالمي يحظى بالتقدير والاحترام. لم تكسب ذلك بأي شكل من الأشكال ولم نقيم الأمر على هذا النحو أبدا”.

كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد صرح، في وقت سابق الأربعاء، أنه ينبغي على حركة طالبان أن “تكتسب” شرعيتها من المجتمع الدولي.

وقال بلينكن للصحفيين في القاعدة العسكرية الأمريكية في رامشتاين بألمانيا إن قادة “طالبان يبحثون عن شرعية دولية. كل شرعية وكل دعم يجب أن يُكتسب”.

وأضاف بلينكن أن واشنطن “قلقة إزاء انتماءات وسجلات بعض هؤلاء الأفراد”.

ألمانيا

قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الأربعاء، إن بلاده ليست متفائلة بتشكيل الحكومة الجديدة في أفغانستان.

وقال ماس “ندعو مع الشركاء الآخرين إلى حماية الحقوق الأساسية لا سيما حقوق المرأة، وفي هذا السياق فإن الأخبار التي وصلت لنا من أفغانستان أمس لا تجعلنا متفائلين”.

وأضاف “تشكيل حكومة انتقالية لا تضم مجموعات أخرى أمر لا يؤشر إلى مزيد من التعاون الدولي والاستقرار في البلاد”.

وتابع “نأمل أن ترسل تشكيل حكومة الإشارات اللازمة، يجب أن يكون واضحا لطالبان أن العزلة الدولية ليس في مصلحتها ولا سيما مصلحة الشعب الأفغاني”.

وأضاف أن “دولة باقتصاد منهار تماما لن تحقق الاستقرار أبدا”.

فرنسا

أعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن أسفها، الأربعاء، من أن “الأفعال غير متطابقة مع الأقوال” تعليقاً على تشكيل الحكومة الأفغانية.

الاتحاد الأوربي

عبر الاتحاد الأوربي عن استيائه من التعيينات، التي أعلنت في كابل، مساء الثلاثاء، لكنه أبدى استعداده لمواصلة المساعدات الإنسانية لأفغانستان، وستعتمد المساعدات على الأمد الأطول على احترام طالبان للحقوق الأساسية.

وانتقد الاتحاد الأوربي، الأربعاء، حكومة طالبان معتبرا أنها ليست “شاملة” ولا “تمثيلية” للتنوع الإثني والديني في البلاد.

وقال متحدث باسم الاتحاد الأوربي في بيان “لا يبدو أن التشكيلة الحكومية شاملة وتمثيلية للتنوع الإثني والديني الغني في أفغانستان الذي كنا نأمل بأن نراه ووعدت به طالبان خلال الأسابيع الأخيرة”.

السعودية

قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، الأربعاء، إن بلاده تأمل في أن يسهم تشكيل حكومة لتصريف الأعمال بأفغانستان في تحقيق الاستقرار و”نبذ العنف والتطرف”.

كما أكد وزير الخارجية في اجتماع وزاري مخصص لمناقشة الأزمة الأفغانية على “دعم المملكة للشعب الأفغاني والخيارات التي يتخذها فيما يتعلق بمستقبل بلادهم، بعيدا عن التدخل الخارجي”.

وأضاف أن الرياض تأمل في “أن يكون تشكيل حكومة تصريف الأعمال خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق الأمن والاستقرار ونبذ العنف والتطرف وبناء مستقبل مشرق يتماشى مع هذه التطلعات”.

وشدد الأمير فيصل على أن “المملكة تولي أهمية قصوى لدعم السبل التي يمكن لأفغانستان من خلالها التغلب على تحدياتها الحالية”.

الصين

أبدت الصين، الأربعاء، استعدادها لمواصلة الاتصالات مع قادة حكومة طالبان الجديدة في أفغانستان، ووصفت تشكيلها بأنه “خطوة ضرورية” في إعادة الإعمار.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ ون إن بلاده تحترم سيادة أفغانستان واستقلالها ووحدة أراضيها.

وقال وانغ “نأمل أن تستمع السلطات الأفغانية الجديدة للناس من جميع الأعراق والفئات من أجل تلبية تطلعات شعبها وتطلعات المجتمع الدولي”.

حكومة طالبان

وتشمل حكومة تصريف الأعمال الجديدة معتقلين سابقين في سجن غوانتانامو العسكري الأمريكي، في حين أن وزير الداخلية سراج الدين حقاني مطلوب لدى الولايات المتحدة في “اتهامات بالإرهاب” وترصد مكافأة 10 ملايين دولار لمن يأتي به.

وعين عمه خليل الرحمن حقاني الذي رصدت مكافأة 5 ملايين دولار لمن يساعد في القبض عليه وزيرا للاجئين وإعادة التوطين.

كانت تقاريرغربية إخبارية أشارت إلى أن رئيس الوزراء محمد حسن أخوند وافق، عام 2001، على تدمير تمثالي بوذا العملاقين في باميان وسط أفغانستان واللذين يعودان إلى القرن السادس.

اعتذار غني

اعتذر الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني الذي فر من كابل مع وصول قوات طالبان إلى مشارف المدينة، اليوم الأربعاء، عن السقوط المفاجئ لحكومته، لكنه نفى مجددا أخذ ملايين الدولارات معه.

وقال غني في بيان “مغادرة كابل كانت أصعب قرار أتخذه في حياتي، لكني رأيت أنه السبيل الوحيد لعدم نشوب حرب وإنقاذ كابل ومواطنيها الذين يبلغ عددهم 6 ملايين نسمة”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات