نادية الأفغانية تنكرت في زي رجل لتعيش في العهد السابق لطالبان.. أين هي الآن وماذا تفعل؟

الأفغانية نادية غلام (تويتر)

في 2003، صدر الفيلم الأفغاني “أسامة” للمخرج صديق بارماك، وهو أول عمل سينمائي أفغاني ينتج في عهد ما بعد طالبان.

استوحى الفيلم قصته من واقع حياة فتاة يتيمة الأب، أجبرتها الظروف في أفغانستان وحكم حركة طالبان آنذاك على التشبه بالرجال والتنكر منذ أن كانت في الثانية عشر من عمرها في زيهم لتعيش حياتهم وتنخرط في مجتمعهم.

هذه الحبكة كانت ورائها حكاية الطفلة نادية غلام (مواليد 1985)، التي وجدت نفسها العائل الوحيد لأسرتها المكونة من جدتها ووالدتها التي فقدت عملها كممرضة بعدما تفاجأت ذات صباح بإصدار طالبان قرار بمنع النساء عن العمل.

كانت نادية في الحادية عشر من عمرها عندما استولت طالبان على السلطة، وتسببت قنبلة سقطت على بيتهم في أحد أيام سنة 1993، في وفاة أخيها وإحداث تشوهات غائرة بوجهها.

عاشت نادية نحو 10 سنوات متنكرة في هوية أخيها المتوفي (زلماي)، حتى تمكنت من الحصول على شهادتها الثانوية ومن ثم الحصول على فرصة للجوء إلى إسبانيا.

وبعد أكثر من 25 عاما على ما عاشته الطفلة نادية في موطنها، خرجت لتحاول مجددا مساعدة أفراد عائلتها الذين بقوا في أفغانستان، إضافة إلى كل شخص يريد التمتع بحياة أفضل.

ومن مقر إقامتها في برشلونة بإسبانيا، طالبت في مقابلة مع موقع (يورونيوز) بإنقاذ جميع النساء في أفغانستان، كونها تعدهن “جزءًا من عائلتها”.

وقالت بلغة إسبانية متقنة “تمكنت من إنقاذ 6 فتيات ومنحهم مستقبلًا أفضل وأكثر إشراقًا لأن أصبح يمكنهن الدراسة والذهاب إلى الجامعة والتمتع بالحرية”.

وتابعت “عائلتي هي جميع النساء في أفغانستان. وإن لم يكن على ما يرام فلن أكون في وضع جيد”.

وحول وصول طالبان مجددا إلى السلطة، رأت نادية أن الوضع “سيكون أكثر سوءا من ذي قبل”.

وتابعت “أمل أن تفيد شجاعتي النساء الأفغانيات الأخريات. اليوم أعتقد أنهم (أفراد طالبان) أصبحو أكثر سوءا. لقد تعلموا الكذب. من قبل، كانوا يجهلون تمامًا ماكانو يفعلونه. اليوم هم يفعلونه في الأماكن العامة، دون أن يختبئوا”.

سنوات اللجوء
في 2007، التقت نادية غلام بموظفة في منظمة غير حكومية تدعى سارة، كانت تجمع الأموال لمساعدة النساء الأفغانيات.

وبفضل جهود سارة، انتقلت نادية إلى إسبانيا إذ أجرت عملية جراحية ترتبط بإصابة سابقة لتنتقل بعدها إلى برشلونة.

وحسب مذكراتها التي حملت اسم “مختبئة تحت عمامتي” والصادرة في 2010، قالت نادية إنها كانت تزور أفغانستان مرة كل عام، حيث ما زال الجميع ينادونها “زلماي” بمن فيهم والدتها التي تعيش هناك.

خلال سنوات اللجوء التي لم تنتهِ بعد، حصلت نادية على 4 شهادات جامعية عليا، كما أصدرت 3 كتب بينها مذكراتها.

المصدر : الجزيرة مباشر