المرزوقي: ما يحدث في تونس هو تصفية للربيع العربي بأكمله (فيديو)

قال المفكر التونسي والرئيس الأسبق المنصف المرزوقي إن ما يحدث الآن في تونس هو تصفية الربيع العربي وليس شأنا تونسيا، وذلك في تعليقه على سيطرة الرئيس الحالي قيس سعيد على السلطة في البلاد وتجميد البرلمان وإقالة رئيس الحكومة.

وأضاف المرزوقي خلال مقابلة مع الجزيرة مباشر، الإثنين، أن تصريحات الرئيس الحالي قيس سعيد بأن سيطرته على السلطة في البلاد جاءت متوافقة مع الدستور هي “محض كذب على الشعب”.

وأعلن سعيد، أمس الأحد، وهو محاط بقيادات أمنية وعسكرية سيطرته على السلطة في البلاد وتجميد عمل البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولي سعيد السلطة التنفيذية في البلاد بمساعدة حكومة يختار وزراءها بنفسه.

تصفية للدستور

وقال المرزوقي إن مناقشة تفاصيل الإجراءات ومشروعيتها هو إضاعة للوقت نظرا لأن “الرجل آت من أجل تصفية دستور الثورة”.

وأشار الرئيس الأسبق إلى أن الدستور لا يمنح الرئيس سلطات إقالة رئيس الحكومة لأنها سلطة خاصة بالبرلمان، كما أن الدستور لا يمنحه سلطة إقالة أي وزير لأنها من سلطات رئيس الحكومة.

وقال المرزوقي إن سعيد “يمارس الكذب على الشعب التونسي بادعاء أنه أجرى مشاورات مع رئيس البرلمان ورئيس الحكومة بشأن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها”.

وأشار المرزوقي إلى أن المادة 80 من الدستور التي يستند إليها سعيد تجعل من تلك الإجراءات الاستثنائية تتم تحت سمع وبصر المحكمة الدستورية وهي لا وجود لها.

وأوضح المرزوقي أن الثورة التونسية حكمت في البلاد منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في عام 2011 وحتى العام 2014.

وأضاف: “الثورة المضادة هي من حكمت بعد ذلك منذ عام 2014 وللأسف بمساعدة حركة النهضة التي تدفع الآن نتيجة ذلك”.

وتابع أن الثورات العربية جرى تصفيتها شيئا فشيئا سواء في سوريا أو اليمن وفي مصر جرى الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب في العام 2013، أما في تونس فجرى الأمر على مراحل.

وقال المرزوقي إن ما تشهده تونس حاليا هو آخر مرحلة من مراحل تصفية الثورة التونسية وهي تصفية الدستور.

التدهور الصحي والاقتصادي

وأشار المرزوقي إلى أن سعيد هو المسؤول عن تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية الحالية في البلاد، نظرا لأنه يعطل عمل الحكومة منذ أكثر من ستة أشهر كما أنه لم يضطلع بمسؤوليته في الترويج للتلقيح ضد كورونا أو العمل على ضمان حصول المواطنين على اللقاح.

وقال المرزوقي إن أكبر كارثة أحدثها سعيد هو أنه قسم الشعب التونسي إلى قسمين، قسم مؤيد للانقلاب وآخر معارض له.

وأضاف: ” لا أعلم ما ستؤول إليه الأمور عندما يتواجه القسمان أو الشعبان إن صح التعبير”.

وتابع المرزوقي أن سعيد “ارتكب جريمة أخرى بزج الجيش في الصراعات السياسية وهذا مخالف تماما لتقاليد تونس”.

“المسلسل المصري”

وأشار المرزوقي إلى أن “غرفة عمليات الانقلاب” في قصر قرطاج الرئاسي تدير “الانقلاب بشكل فعال” وهي التي دعت الجماهير للنزول إلى الشوارع في 25 من يوليو/تموز الجاري.

وقال المرزوقي إن غرفة العمليات تلك تطبق خطة للانقلاب ربما تدفع الناس إلى انتهاج العنف من أجل تبرير فرض إجراءات أكثر قمعا.

وأضاف المرزوقي أن خطة غرفة عمليات الانقلاب في قصر قرطاج هي نفسها “المسلسل المصري بكيفية أخرى”.

وتابع المرزوقي: “تفاصيل الخطة ستظهر تباعا خلال الأيام المقبلة وسنذهب إلى مأساة كبرى وسنذهب إلى الجحيم”.

ليست النهضة بل الديمقراطية

وقال المفكر التونسي إن الأزمة الحالية هي أن “الرفض الشعبي الذي يعتمد عليه الانقلاب بشكل أساسي نابع من رفض حركة النهضة من قبل المجتمع التونسي وذلك نتيجة ممارساتها على مدار السنوات الماضية من نبذ الأصدقاء والتحالف مع الفاسدين والثورة المضادة”.

غير أن المرزوقي استدرك قائلا: “الوضع الآن ليس دفاعا عن حركة النهضة ولكنه دفاع عن الديمقراطية لأنها هي المستهدفة بالأساس”.

وأضاف المرزوقي: “أجدني مضطرا إلى الدفاع عن البرلمان بغض النظر عن الأعضاء الفاسدين الذين تسللوا إليه لأنه هو المؤسسة الدستورية”.

وقال المرزوقي إنه يدافع عن المؤسسة وليس عن الأشخاص كما أنه يدافع عن النهضة كحزب وحقها في الوجود وليس عن أعضائها وقياداتها التي أخطأت، على حد تعبيره.

المصدر : الجزيرة مباشر