الجزائر تحيي “عيد الثورة”.. وقائد أركان الجيش يوجه رسالة شديدة اللهجة لفرنسا

من احتفالات الجزائر اليوم بالذكرى 67 لثورة التحرير من الاستعمار الفرنسي (الأناضول)

أحيت الجزائر، الإثنين، الذكرى 67 لاندلاع ثورة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي بمشاركة مغاربية وأفريقية غير مسبوقة.

وانطلقت الاحتفالات الرسمية من “مقام الشهيد” بالعاصمة الجزائر؛ بحضور الرئيس عبد المجيد تبون وكبار المسؤولين المدنيين والعسكريين.

وجرت خلال الإحتفال مراسم الترحم على شهداء الثورة التي اندلعت في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1954.

مشاركة غير مسبوقة

وشارك في الاحتفالات الرسمية بمقر وزارة الخارجية رئيس البرلمان المالي مالك دياو، ممثلا للرئيس الإنتقالي (أسيمي غويتا)، ووزير الخارجية والتعاون الدولي لدولة مالي، عبد اللاي ديوب.

وزار وزير خارجية تونس عثمان الجرندي ونظيرته الليبية نجلاء المنقوش، البلاد للمشاركة في احتفالات عيد الثورة.

وكتبت المنقوش تغريدة قالت فيها “يشرفني الحضور للمشاركة في هذا اليوم التاريخي المشرف من تاريخ الجزائر”.

من جانبه نشر وزير خارجية تونس عثمان الجرندي، الأحد، تغريدة جاء فيها “‏أتحول مساء اليوم إلى الجزائر الشقيقة موفدا من قبل سيادة رئيس الجمهورية قيس سعيد، لأنقل تهانيه إلى أخيه فخامة الرئيس عبد المجيد تبون بمناسبة الذكرى 67 لاندلاع الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة ومشاركة الأشقاء إحياءهم لهذه الذكرى. عاشت الأخوة التونسية الجزائرية”.

وأقامت وزارة الخارجية احتفالية بالمناسبة بحضور الرئيس السابق لدولة موزمبيق السيد جواكيم ألبرتو شيسانو، ووزير الدولة السابق للسنغال السيد عبد اللاي باتيلي، والسيدة سميرة نكروما، ابنة الزعيم الغاني كوامي نكروما.

وقال الناطق باسم الخارجية الجزائرية نور الدين سيدي عابد إن الجزائر شهدت خلال فترة الاستعمار “نشاطا دبلوماسيا مكثفا رافق الكفاح المسلح، واستمر حتى إسقاط شعار الجزائر فرنسية بفضل تضحيات الملايين من الشهداء” كما نقل عنه التلفزيون الجزائري.

ولم يسبق أن كان إحياء ذكرى اندلاع الثورة التحريرية الجزائرية بهذا المستوى من الحضور الأجنبي من أفريقيا، وذكرت مصادر إعلامية محلية أن تبون سيستقبل هذه الوفود التي شاركت في الاحتفالات لاحقا.

“توليد قسري للتاريخ”

وقال قائد الأركان الجزائري سعيد شنقريحة، الإثنين،” إن فرنسا تقوم بعملية توليد قسرية للتاريخ بسبب فشل استعمارها للجزائر في تحقيق أهدافه”.

جاء ذلك في رسالة وجهها لعناصر الجيش بمناسبة الذكرى 67 لاندلاع “الثورة التحريرية الجزائرية” ضد الاستعمار الفرنسي في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1954.

واعتبر شنقريحة، في رسالته التي نشرها الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع، أن “معارك اليوم تدار في سياق مواجهات الماضي”، في إشارة إلى الأزمات الدبلوماسية المتتالية بين البلدين.

وأضاف “ولأن عدو الأمس (فرنسا)، لم يعد يرضى أن تكون أحداث التاريخ كما كانت في الواقع، فإنه بات يريد أن يمارس عملية توليد قسري للتاريخ”.

وأضاف “ربما تلملم هذه العملية شتات كبريائه (الاستعمار) المنكسر، وتعيد تشكيل وترتيب الحاضر الذي لم يوافق ميوله الاستعمارية وتفوقه الحضاري المزعوم”.

وجرت ثورة التحرير الجزائرية بين عامي 1954 و1962، وانتهت بمغادرة الاستعمار الفرنسي للبلاد بعد فترة احتلال دامت 130 سنة.

ويتزامن إحياء ذكرى الثورة هذا العام مع أزمة متصاعدة مع فرنسا، بعد تصريحات لرئيسها إيمانويل ماكرون وصفت بـ”المسيئة”، عندما طعن في تاريخ الجزائر، ما دفع الأخيرة إلى سحب سفيرها لدى باريس، ومنع تحليق الطيران العسكري الفرنسي في أجوائها.

وتقدم أمس ،الأحد، أكثر من 100 نائب جزائري من تيارات سياسية مختلفة في المجلس الشعبي الوطني (الغرفة الأولى للبرلمان) بمشروع قانون لتجريم الاستعمار الفرنسي لبلادهم، بحسب زكريا بلخير، منسق مشروع القانون.

احتفاء الناشطين

ودشن ناشطون جزائريون وسما بعنوان (1 نوفمبر 1954) صار الأكثر تداولا في البلاد على موقع تويتر، احتفى من خلاله جزائريون “بالنصر” الذي حققه الثوار.

ونشر الصحفي الجزائري إسحاق شبلي صورة لنصب تذكاري يوثق أسماء الشهداء من عائلته، وقال “أسكنهم الله فسيح جناته ورحم الشهداء الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل حرية الجزائر”.

وقالت الإعلامية آنيا الأفندي أن “ليل الاستعمار مهما طال فلا بد أن ينجلي بتضحيات الأبطال”.

ونشرت قناة (النهار) الجزائرية تقريرا لوثائق تاريخية من الأرشيف تعرض حجم الجرائم الإنسانية للمستعمر الفرنسي.

وقالت الناشطة أسماء بنزو إن تاريخ 1 نوفمبر/تشرين الثاني 1954 “كان بداية موعد جديد كتبه أهل الجزائر رجالاً ونساءاً وأطفالاً بأحرف من ذهب”

وأضافت “أعظم ثورة في التاريخ المعاصر.. المجد والخلود لشهدائنا”، وأرفقت تغريدتها بصورة كتب عليها “بطل واحد هو الشعب”.

وقالت ناشطة أخرى “المجد والخلود لشهدائنا الذين ضحوا بدمائهم من أجل جزائر حرة وذات سيادة ومستقلة”.

وتداول عدد من الناشطين عبر الوسم صورا للثوار الذين شكلت النساء عددا في صفوفهم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات