حقوقي فرنسي ردا على ماكرون: العثمانيون لم يقتلوا الجزائريين ولم يلقوا بهم أحياء من الطائرات (فيديو)

قال رئيس منظمة عدالة وحقوق بلا حدود (فرانسوا دوروش) إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وصف خلال حملته الانتخابية عام 2017، الاستعمار الفرنسي للجزائر بأنه “جريمة ضد الإنسانية”.

إلا أن ماكرون، وفقًا لتصريحات دوروش للجزيرة مباشر، يخوض في الوقت الراهن حملة تهدف إلى إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية، ولذلك قدم اعتذارًا للجزائريين الذين وقفوا بجانب فرنسا خلال حرب التحرير الجزائرية أو من يعرفون بـ “الحركيين”.

وطالب دوروش ماكرون بتقديم اعتذار مماثل إلى الشعب الجزائري عن جرائم الاستعمار الفرنسي، مضيفًا “نعرف أن المسألة الاستعمارية مؤلمة لأنها تمس تاريخ وروح وهوية الشعب الجزائري”.

وانتقد دوروش تشبيه ماكرون للاستعمار الفرنسي في الجزائر بالوجود العثماني فيها، مؤكدًا أنه لا يمكن المقارنة بين الاثنين، مضيفًا “العثمانيون لم يقتلوا الجزائريين ولم يلقوا بهم أحياء من الجو ولم يرتكبوا جرائم ضد الإنسانية”. وتابع “فرنسا ظلت 130 عامًا في الجزائر وسرقت ثرواتها وقتلت العديد من الجزائريين”.

ودعا دوروش إلى ضرورة قلب الصفحة والاعتراف بجرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر وتقديم اعتذار عنها إلى الشعب الجزائري والجالية الجزائرية في فرنسا، مؤكدًا أن تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم.

وتابع “يجب أن تعترف فرنسا بما حدث لكي نفتح صفحة جديدة قائمة على العدل مثلما حدث مع اليهود بعد الحرب العالمية الثانية”.

تصريحات ماكرون

وأثار ماكرون غضبًا كبيرًا في الجزائر بعد تصريحاته التي أنكر خلالها وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي. والسبت، أعلنت الجزائر استدعاء سفيرها في باريس من أجل التشاور.

واستنكرت الرئاسة الجزائرية تلك التصريحات وقالت إنها “تمثل مساسًا غير مقبول بذاكرة 5 ملايين و630 ألف شهيد ضحوا بأنفسهم عبر مقاومة شجاعة ضد الاستعمار الفرنسي”.

وأضافت في بيان أن “جرائم فرنسا الاستعمارية، التي لا تعد ولا تحصى، هي إبادة ضد الشعب الجزائري وهي غير معترف بها (من قبل فرنسا) ولا يمكن أن تكون محل مناورات مسيئة”.

وادعى ماكرون في تصريحاته أن السلطات الجزائرية “تكن ضغينة لفرنسا”. وقال إنه “كان هناك استعمار قبل الاستعمار الفرنسي” للجزائر، في إشارة لفترة الحكم العثماني للبلاد بين عامي 1514 و1830.

وتابع “أنا مفتون برؤية قدرة تركيا على جعل الناس ينسون تمامًا الدور الذي لعبته في الجزائر، والهيمنة التي مارستها وشرح أن الفرنسيين هم المستعمرون الوحيدون، وهو أمر يصدقه الجزائريون”.

ومنذ فترة، تشهد العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائر وباريس توترًا وفتورًا رافقهما نزيف اقتصادي لدى شركات فرنسية غادرت البلاد ولم تجدد السلطات الجزائرية عقودها.

وقبل أيام، استدعت الجزائر سفير باريس لديها للاحتجاج على قرار فرنسا تقليص عدد التأشيرات الممنوحة لمواطنيها.

المصدر : الجزيرة مباشر