اتهامات متبادلة وتحذيرات من حرب أهلية.. من المسؤول عن تصعيد الأحداث في لبنان؟ (فيديو)

نفى (ريشار قيومجيان) القيادي بحزب القوات اللبنانية علاقة حزبه باشتباكات أمس الخميس في منطقة طيونة ببيروت وقال إنه “رد فعل من الأهالي على الاستفزاز المسلح من قبل أنصار حزب الله وحركة أمل”.

وقال في حديث للمسائية على الجزيرة مباشر إن استهداف القاضي طارق بيطار لطائفة دون أخرى -وهو مضمون الاتهامات التي يوجهها حزب الله له- غير صحيح وإن المتهمين ينتمون لكل الطوائف.

وتساءل قيومجيان عن سبب استشراف الحزب لنتائج التحقيق قبل القضاء موضحا أن بيطار ليس القاضي الأول الذي يعترض عليه حزب الله في قضية المرفأ، ملمحا إلى وجود ما يقلق الحزب في الملف، وشكّك في أن “يكون المسؤول عن انفجار المرفأ”.

“حرب مصغرة”

وفي محاولة لشرح ما حدث بالأمس في بيروت، قال الصحفي اللبناني صهيب جوهر للجزيرة مباشر إن الثنائي الشيعي -حزب الله وحركة أمل- ومعه الفريق المطلوب للعدالة من طرف القاضي طارق بيطار حريص كما وصف رئيس وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا على تحييد القاضي من مهمته في قضية المرفأ.

ووصف جوهر ما جرى بأنه محاولة جديدة لفرض واقع أمني بعزل المحقق وإجبار القوى السياسية على التوافق مع حزب الله وحركة أمل بعد فشلهما في فرض واقع قضائي وسياسي.

وقال جوهر إن اشتباكات طيونة “أشبه بحرب أهلية مصغرة” مرجحا أن تكون مخططا لها من طرف الفرقاء السياسيين الذين حرصوا على إظهار كل القوة التي يمتلكونها في الشارع.

واتهم حزب الله وحركة أمل مسلحين تابعة لحزب القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع، بقتل وجرح مؤيدين لهما خلال المظاهرة، وهو ما نفته الأخيرة ووصفت الاتهامات بـ”الباطلة”.

فيما رأى جوهر أن تدخل الجيش كان معالجة لحظية للأزمة وليست جذرية وأن استخدام الأسلحة بهذه الكميات يوحي باستعداد فرقاء سياسيين لفرض معادلاتهم بالقوة على الأرض.

السيناريوهات

وكان المحقق العدلي في القضية طارق البيطار ادعى في 2 يوليو/تموز الماضي على 10 مسؤولين وضباط، بينهم نائبان من أمل هما علي حسن خليل وغازي زعيتر (وزيران سابقان) ورئيس الحكومة السابق، حسان دياب.

إلا أن تلك الادعاءات رفضتها بعض القوى السياسية اللبنانية من بينها حزب الله حيث اعتبر زعيمها حسن نصر الله، الإثنين، أن عمل البيطار “فيه استهداف سياسي ولا علاقة له بالعدالة”.

وقال ضيف الجزيرة مباشر إن لبنان أمام سيناريوهين، الأول أن تعزل الحكومة طارق بيطار ما سيؤدي إلى سحب الثقة الدولية، لأن المجتمع الدولي يعتبر تحقيقات انفجار المرفأ والانتخابات النيابية ملفان لا يمكن التساهل فيهما، أما الثاني فهو رفض الفريق الموالي للرئيس وبعض الوزراء عزل بيطار، وهو ما يُدخل لبنان في دوامة أمنية وسياسية قد تؤدي إلى استقالة الحكومة أو فرض واقع أمني على الأرض.

فخ أمريكي

فيما حمّل المحلل السياسي عبد الله قمح المسؤولية لمن “يجيشون الرأي العام ضد حزب الله في ملف المرفأ” وتسييس التحقيق واتهم القاضي بكونه “جنح إلى هذا المسار”.

وذهب قمح إلى تحميل المسؤولية لحزب القوات اللبنانية قائلا “إنهم يجرون البلد إلى السلاح” ولم يجزم المحلل المؤيد لحزب الله بكون تحركات أنصار القوات بأمر من قيادة الحزب إلا أنه أفاد بوجود تحركات على الأرض.

واعتبر المتحدث أن حزب القوات “يدفع باتجاه حرب أهلية في لبنان إلا أن الثنائي الشيعي يتعامل بحكمة مع الأحداث” جازما بأن الثنائي “لن ينجر إلى الفوضى الأهلية والتي يدفعه إليها الخارج بفرض العقوبات الأمريكية والداخل بمحاولة نصب فخ أمريكي” وفق تعبيره.

المصدر : الجزيرة مباشر