لوموند: مصر تحول ميدان التحرير لمنطقة شبه عسكرية وتسعى لمحو روح ثورة يناير/كانون الثاني

ميدان التحرير بعد الإعلان عن استقالة حسني مبارك في 11 فبراير 2011 (رويترز)

أوضح تقرير لصحيفة لوموند الفرنسية أن الحكومة المصرية اعتمدت عملية إعادة تحديث لمواقع متعددة من ميدان التحرير وسط العاصمة القاهرة، وذلك في محاولة لطمس روح ثورة 25 يناير / كانون الثاني ومحو آثارها من المكان الرمزي الذي احتضن الربيع المصري عام 2011، وتغيير ملامح القلب النابض للتاريخ المصري المعاصر.

وكشف التقرير أن عمليات الترميم التي قامت بها السلطات المصرية، خلفت الكثير من الجدل بين العلماء القلقين على الحفاظ على الوجه الأثري لميدان التحرير، الذي يعكس التاريخ السياسي للشعب المصري.

واعتبر التقرير أن ما تقوم به الحكومة في ميدان التحرير يقوم على إعادة تعريف الهوية الوطنية لهذا المكان، وأن الصورة الجديدة المهيمنة على مظاهره هي صورة النظام ولا شيء غيره.

منطقة شبه عسكرية

وشدد التقرير على أن أهم ما يستوقف المرء في ميدان التحريراليوم، هو الحضورالكثيف لرجال الشرطة وقوات الأمن، إلى جانب كم هائل من كاميرات المراقبة الموزعة في جميع أركان الميدان.

واعتبر التقرير أن الحراسة الأمنية المضروبة على ميدان التحرير، تمثل تحديًا لإرادة المصريين الذين تجمعوا في هذا الميدان عام 2011 ضد إرادة المجلس العسكري وظلوا مرابطين فيه إلى حين تحقيق خيارات الشعب.

ميدان التحرير المكان الذي ظل حاضرا في جميع المحطات التاريخية للشعب المصري (أرشيف)

وأضاف التقرير أن الشعور العام الذي ينتاب زوار الميدان اليوم، هو أن ترميمات الحكومة، تمثل تحديا رمزيًا لذاكرة المصريين. ومحاولة محو كل الرسوم الجدارية التي تم رسمها على جدران شارع محمد محمود المجاور تكريما لأرواح “شهداء الثورة”.

وقال عالم الاجتماع عاطف سعيد إنه منذ أيام الانتفاضة والقمع العنيف، وحتى عودة الجيش إلى السلطة في يوليو/ تموز 2013، كان ميدان التحرير ساحة “تجسد الثورة المصرية”. وخلال الفترة بين عامي 2011 و2012، كان ميدان التحرير هو حلم مصر الجديدة، كما كان ساحة التنافس بين القوى الثورية، التي كانت هي الممثل الوحيد  للإرادة الشعبية.

تدمير الذاكرة البصرية للميدان

وقالت المخرجة أمل رمسيس “إن ميدان التحرير رمز لنا جميعا، من يسيطر على التحرير يسيطر على البلاد”.

وأضافت أنه من خلال هذه الأعمال “تريد السلطات تدمير الذاكرة البصرية للميدان كموقع للثورة وإعادة تشكيلها حتى لا يتمكن الناس من التجمع هناك”.

وأشارت إلى أنه أصبح “من الصعب تصوير ميدان التحرير “كما كان عليه الأمر أيام حكم حسني مبارك”.

وقال المهندس أحمد زعزع، إذا اختار المتظاهرون هذا المكان في 25 يناير 2011، فذلك لأنه كان بالفعل رمزًا كبيرًا يجمع كل المصريين، لأن “ما يحدث في ميدان التحرير يصبح دائمًا همًّا وطنيًا”.

وأضاف “إنه موقع للمظاهرات الشعبية المؤيدة للانتفاضة الفلسطينية كما كان عليه الأمر في عام 2000، أو ضد الحرب على العراق في عام 2003، وموقع للثورات ضد الاحتلال الاستعماري البريطاني في عام 1919”.

المصدر : الجزيرة مباشر + لوموند