ما هي أبعاد أزمة الهجرة الجديدة على الحدود الأوربية؟

آلاف المهاجرين يواصلون التدفق إلى الحدود التركية اليونانية

في مواجهة هروب حوالي مليون شخص من المعارك بشمال سوريا، لجأت تركيا لفتح حدودها مع اليونان أمام اللاجئين والمهاجرين الآخرين الذين يحاولون دخول أوربا، وهددت بإرسال ملايين آخرين.

وردت اليونان بإغلاق الحدود البرية ودفعت بتعزيزات عسكرية وشرطية، كما حاولت منع قوارب المهاجرين التي تحاول العبور من الساحل التركي إلى الجزر اليونانية الشرقية.

من جانبها دعت منظمات حقوق الإنسان إلى تحرك سريع لوقف تدهور الموقف أكثر من ذلك، محذرة من كارثة إنسانية وشيكة.

وفيما يلي نظرة على ما يحدث على الحدود، وما إذا كان هذا يمثل بداية لأزمة هجرة أخرى إلى أوربا.

من هم المهاجرون المتجمعون على الحدود اليونانية؟

تستضيف تركيا 4 ملايين لاجئ، منهم 3 ملايين و600 ألف لاجئ سوري، كانت حركتهم  في السابق يجري تنظيمها بشكل حاسم داخل تركيا، بالإضافة إلى إحكام السيطرة على الحدود، وذلك بموجب اتفاق مع الاتحاد الأوربي سنة 2016.

ومنذ أعلنت أنقرة الأسبوع الماضي أنها لن تعيق حركة الدخول إلى أوربا، هرع الآلاف من الأفغان، والإيرانيين، والسوريين، والباكستانيين، وجنسيات أخرى من أفريقيا وآسيا كي يجربوا حظهم.

ورغم أن المشكلة تنبع ظاهريا من الصراع الدائر على الحدود التركية الجنوبية، يقول مسؤولون يونانيون إن القليل فقط ممن يتوافدون على الحدود مؤخرا من السوريين، والغالبية العظمى ممن جرى اعتقالهم، أمس الإثنين، كانوا من الأفغان، والباكستانيين، والمغاربة، حيث بلغت نسبة السوريين 14% فقط.

كم منهم استطاع العبور إلى اليونان؟

بانتهاء، يوم أمس الإثنين، كانت الشرطة اليونانية قد ألقت القبض على 183 شخصا ووجهت الاتهام لهم بالدخول غير الشرعي للبلاد بعد عبور الحدود البرية مع تركيا. وتم إحباط حوالي 24 ألف محاولة للعبور منذ السبت الماضي.

وقد وصل حوالي ألف شخص إلى الجزر اليونانية خلال الأربع وعشرين ساعة حتى صباح الإثنين.

وبحسب منظمة الهجرة الدولية، فقد تجمع حوالي 13 ألف شخص على الحدود بطول 212 كيلومترا مع حلول مساء السبت.

وتقول تركيا إن أكثر من 100 ألف لاجئ قد غادروا أراضيها بالفعل، ولكن لا يوجد دليل على ذلك.

واليونان وتركيا غريمان تاريخيان بالمنطقة اقتربا من خوض حرب 3 مرات على مدار الخمسين عاما الماضية، وحتى قبل الأزمة الحالية كانت العلاقات متوترة بينهما بسبب حقوق التنقيب داخل البحر.

لماذا فتح أردوغان الحدود؟

لطالما اشتكت تركيا من عدم تلقيها دعما كافيا لتحملها عبء الاهتمام بأكبر عدد من اللاجئين. ورغم وعد الاتحاد الأوربي بدفع 6 مليارات دولار لتغطية تكاليف الخدمات المقدمة للسوريين، فإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرغب في إعادة التفاوض، حيث يقول إن تركيا دفعت 40 مليار دولار إلى الآن لاستضافة اللاجئين. كما تسعى أنقرة أيضا لكسب الدعم من أجل سياستها الحالية في سوريا، ويرغب أردوغان في استخدام جزء من المنطقة التي أخذت من الأكراد في أكتوبر لإعادة توطين اللاجئين، إلا أن هذه الخطة لم تحظ إلا بالقليل من التأييد الدولي.

هل هذا سيناريو 2015 مرة أخرى؟

في 2015 تمكن مليون لاجئ من العبور إلى أوربا، من تركيا إلى اليونان غالبا، وبدرجة أقل من دول مثل ليبيا إلى إيطاليا.

ورغم تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أمس الإثنين، بأن “الملايين” سوف يتجمعون قريبا في انتظار عبور الحدود اليونانية، فقد قامت دول الاتحاد الأوربي الحدودية مثل اليونان وبلغاريا بنشر قوات الشرطة، وحرس الحدود وقوات من الجيش، للتعامل مع هذا السيناريو ووقف حالات العبور الجماعية بشكل أفضل مما حدث في عام 2015. غير أن العبور البحري يعد أصعب في المنع.

ماذا يعني ذلك بالنسبة لليونان؟

 قبل الأزمة الحالية كانت اليونان تعاني من التعامل مع عشرات الآلاف من اللاجئين القادمين من تركيا، غالبيتهم يريدون المضي في طريقهم لبلاد أكثر ثراء مثل ألمانيا، إلا أنهم علقوا باليونان بسبب إغلاق حدود البلاد الواقعة بطريق سفرهم.

فمعسكرات اللاجئين بالجزيرة مكدسة بأضعاف طاقة استيعابها، حيث يعيشون في أوضاع غاية في الصعوبة.

وبموجب الاتفاقية ما بين تركيا والاتحاد الأوربي فإنه ينبغي على الوافدين الجدد البقاء في الجزر اليونانية حتى يتم البت في طلبات اللجوء الخاصة بهم، غير أن إجراءات اللجوء المطولة أدت إلى تراكم ضخم في الأعداد.

وقد بدأ صبر سكان الجزر اليونانية ينفذ بعد خمس سنوات من تحمل عبء تدفق المهاجرين إلى أوربا، حيث أثارت جهود الحكومة اليونانية لبناء معسكرات احتجاز جديدة على جزيرتي ليسبوس وتشيوس إلى إثارة أعمال شغب.

المصدر : أسوشيتد برس