“صرخة” عمرو موسي في وجه صدام حسين تغضب العراقيين وتثير جدلا عربيا

عمرو موسى "يسار" تحدث في كتاب جديد عما دار في لقاء له مع صدام مطلع عام 2002
عمر موسى "يسار" تحدث في كتاب جديد عما دار في لقاء له مع صدام مطلع عام 2002 (رويترز)

يبدو أن حديث الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى في مذكراته (سنوات الجامعة العربية) يشبه البركان متعدد الانفجارات؛ حيث أحدث نشر حلقات جديدة من كتابه في عدد من الصحف والمواقع العراقية ضجة كبيرة انتقلت إلى ساحات السوشيال ميديا والإعلام العربي.

خاصة هذا الجزء المتعلق بحديثه عن لقائه الرئيس العراقي الراحل صدام حسين؛ وانفعاله عليه خلال محاولة إقناعه بقبول عودة مفتشي الأسلحة الدوليين قبل الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وتصاعدت حدة ردود الأفعال بعد نفي ناجي صبري وزير الخارجية العراقي (2001- 2003) في عهد صدام، كما شارك العديد من المحللين العرب والساسة بالمشاركة في هذا الجدل ومحاولة تحليل المشهد في ذلك الوقت؛ وانقسمت الأراء بين مؤيد لرواية الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية وبين معارض لها.

 

ووصف  وزير خارجية العراق ناجي صبري؛ ما ذكره موسى عن اللقاء، بأنه مجرد إثارة للتشويق الإعلامي، وقال صبري -في بيان وتصريحات إعلامية- إن “ولا صحة لانفعال وغضب موسى وتحدثه بلهجة عنيفة، ثم صراخه في وجه الرئيس الراحل، ثم استجاب صدام بعد ذلك ووافق على عودة المفتشين، وفوضه بأن يتحدث باسمه. فموضوع المفتشين لم يطرح من الأساس في هذا اللقاء؛ هل يعقل أن ضيفا يزور مضيفه ثم يهينه في منزله؟”.

وتابع صبري “هل يعقل أن السيد عمرو موسى المتمرس في الدبلوماسية والمحترف في الدبلوماسية يفقد أعصابه ويتصرف بهذا الشكل؟”.

وأوضح أن “زيارة موسى للعراق هي فكرتي، ولم تكن لديه أي فكرة عنها قبل لقائنا على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وأنا الذي اقترحت عليه موضوعها، وقررت توجيه الدعوة إليه أثناء اللقاء. ولم يبلغني بأي شيء عما زعمته المذكرات من أنه التقى الأمين العام للأمم المتحدة حينها كوفي أنان، وأخذ منه رسالة إلى الرئيس صدام حسين”.

وتابع صبري “هذه أول مرة أسمع أن الأمين العام للأمم المتحدة وجّه رسالة إلى رئيس العراق بيد السيد موسى. ولا أدري كيف فاتت على من كتب المذكرات أن رئيس أي منظمة دولية لا يوجّه رسائل إلى الدول بيد أشخاص من خارج منظمته، فما بالك برئيس أكبر منظمة دولية في العالم”.

وأضاف “تسرد المذكرات رواية مغايرة للواقع عما جرى في المقابلة مع الرئيس الراحل، فقد زعمت أن موسى استشاط غضبًا وخاطب الرئيس صدام بنبرة كأنها صرخة في وجهه، وأن الرئيس خاطبه بلقب دكتور؛ لا صحة لهذا ولكل ما ورد عن اللقاء إطلاقًا”.

ويسرد وزير خارجية العراق تفاصيل اللقاء قائلا “تحدث موسى عن موقف الجامعة العربية من قضية العراق المتمثل في الحرص على سيادته واستقلاله وحرمة أراضيه، ووقوفها معه ضد الانتهاكات والتهديدات، ثم أشار إلى التوجه الدبلوماسي العراقي لإيجاد مخرج للأزمة التي تمر بها علاقة العراق بالأمم المتحدة من خلال استئناف التواصل والتفاوض مع الأمم المتحدة، وأبدى استعداد الجامعة العربية للمساهمة في هذا التوجه”.

وتابع “ورد الرئيس الراحل بشرح موقف العراق من موضوع العلاقة مع الأمم المتحدة، وأبدى عدم ممانعته لاستئناف التفاوض مع المنظمة الدولية. واختُتم اللقاء بتعهد موسى بالاتصال بالأمين العام للأمم المتحدة للاتفاق على ترتيبات استئناف المفاوضات الشاملة بين العراق والأمم المتحدة في أسرع وقت. وبالفعل اتفقنا مع أنان على بدء المفاوضات في السابع من مارس/آذار 2002 في مقر الأمم المتحدة بنيويورك”.

هذا ورد عمرو موسي على بيان وزير خارجية العراق ببيان أخر قال فيه “إن الوقائع التي استهدفها السيد الحديثي بتعقيبه التي تخص مقابلتي وقت شغلي منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في بغداد بتاريخ 19 مارس (آذار) 2002، لم ترد عبر الاستظهار أو محاولتي تذكر ما جرى قبل نحو 18 عامًا”.

واستطرد “لكنها دُونت كما تم تسجيلها في محضر الاجتماع الرسمي الموجود لدى جامعة الدول العربية، الذي حصل محرر الكتاب الأستاذ خالد أبو بكر على صورة منه من السيد السفير أحمد بن حلي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية في سنة 2016، قبل أن يلقى ربه بعام”.

وتابع موسى قائلا في بيانه المطول “أن المحضر الرسمي استخدم لغة تقنية مجردة في وصف ما جرى أثناء الزيارة والأجواء التي ألقت بظلالها عليها، فقد حصل المحرر أيضاً على تسجيل صوتي من السفير أحمد بن حلي، وصف فيه أجواء المقابلة واللهجة التي تحدثت بها مع الرئيس العراقي وبعض التفاصيل الأخرى التي لم ترد في محضر الجلسة”.

الخلاف لم يتوقف عند بيانات وزارة  خارجية كل من مصر والعراق فقط، بل تحول لساحة من الانتقادات والتعاطف للرئيس العراقي السابق صدام حسين ودشن مغردون وسم #صدام_حسين في مواجهة وسم #عمرو_موسي.

كما يبدو آن الأمر سبب رواجا لبيع المذكرات حيث قام المغردون بنشر عناوين المكتبات التي تقوم ببيع المذكرات.

وللإطلاع على ما ورد في مذكرات عمرو موسي

مذكرات عمرو موسي (سنوات الجامعة العربية) (الجزير مباشر)
جانب من مذكرات عمرو موسي ” سنوات الجامعة العربية) (الجزير مباشر)
المصدر : صحف ومواقع مصرية + مواقع التواصل