اتهامات للإمارات بتأجيج دعوات انفصالية في شرق السودان

جانب من المظاهرات في كسلا

حالةٌ من القلق انتابت قطاعات واسعة من السودانيين، على مصير 3 ولايات بشرق البلاد، بعد مظاهرات في مدنية كسلا، هددت بانفصال وبناء دولة جديدة، حال لم تقم الحكومة بتوفير الخدمات.

أطماع إقليمية
  • الغليان الشعبي في مدينة كسلا والمظاهرات الاحتجاجية المُطالبة بالانفصال، جاءت بعد أحداث عنف دامية بين قبيلة البني عامر وقبيلة النوبة في بورتسودان، حيث يقع الميناء الرئيسي شرق البلاد.
  • المظاهرات التي شهدتها مدينة كسلا تزامنت مع نشاط عسكري لحركة سودانية مسلحة يقودها عمر محمد طاهر، وهي حركة مقرّبة من الإمارات وتتخذ من إريتريا مسرحاً لنشاطها التدريبي والعسكري.
  • الباحث في شؤون شرق السودان، عبد الهادي أونور، أشار إلى أن قائد الحركة المسلحة عمر محمد طاهر، سافر إلى الإمارات خلال الأيام الماضية، بعدما أكملت قوة جديدة من حركته المسلحة عملياتها التدريبية في إريتريا.
  • يُعد عمر محمد طاهر من أبرز معارضي الرئيس المعزول عمر البشير، وظل يرفض الجلوس للتفاوض، واحتفظ بقواته العسكرية التي تقدر بالآلاف في منطقة ساوا في إريتريا.
  • أبدى طاهر زهداً في الظهور الإعلامي طوال السنوات الماضية، قبل أن يظهر في الاحتفال الخاص بتخريج مجموعة جديدة من قواته في أغسطس/ آب الماضي، رفقة الرئيس الإريتري أسياس أفورقي الذي جاء مرتدياً الزي الشعبي لسكان شرق السودان.
  • أونور قال لـ “الجزيرة مباشر” إن الأطماع الإماراتية في شرق السودان ليست جديدة، فقد حاولت الإمارات الاستيلاء على ميناء بورتسودان عن طريق شركة موانئ دبي، لكنها فشلت في إبرام عقد رسمي مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير، لأن قيادات سودانية مؤثِّرة نشطت دون إتمام الصفقة.
  • عبد الهادي لفت إلى أن النظام السابق تعاقد لاحقاً، مع شركة فلبينية، يُشاع أنها على صلة بالإمارات، لإدارة ميناء بورتسودان، لكن المجلس العسكري الانتقالي قام بإبعاد تلك الشركة، بعد وقفات احتجاجية نفذها العمال السودانيون ضد وجودها بالميناء، الشهر الماضي.
جانب من المظاهرات في إقليم القضارف
تحالفات عسكرية
  • الحديث عن تمدد بعض التشكيلات العسكرية التابعة لبعض زعماء القبائل في شرق السودان، بخاصة المرتبطين بالإمارات، لم يعد سراً، فقد شهدت الأيام التي أعقبت الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير عمليات تجنيد واسعة هناك، لصالح بعض المكونات العسكرية القبلية، وأيضاً لصالح قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان حميدتي، الموصوف بأنه رجل الإمارات في السودان.
  • الباحث في شؤون شرق السودان عبد الهادي أونور، لفت إلى أن القيادي القبلي في شرق السودان سليمان علي بيتاي، يجمعه تحالف عسكري مع حميدتي، وبناء على ذلك تولى نجله محمود سليمان قيادة الدعم السريع في ولاية كسلا، بعدما تم منحه رتبة المقدم.
  • أونور أشار إلى أن الابن الأصغر للقيادي سليمان علي بيتاي واسمه “أحمد” هو الذي قاد المظاهرات في كسلا، وسلّم والي الولاية المكلف اللواء ركن محمود بابكر محمد، مذكرة تحذِّر من تهميش شرق السودان وتطالب بتوفير الخدمات الضرورية للسكان هناك، وهي المظاهرات التي شهدت هتافات شديدة تطالب بتقرير المصير لشرق السودان، وما إذا كان سيظل ضمن السودان الموحّد، أم ينفصل عنه لدولة جديدة.
  • ناشطون في شرق السودان حذّروا من تدخل الإمارات في الشأن السوداني، واعتبروا أن الإمارات تقود خطة جديدة للاستيلاء على ميناء بورتسودان، بعدما فشلت في توقيع عقد لإدارته مع النظام السابق.
  • الناشط السياسي والمجتمعي، سيِّد علي أبو آمنة، أكد أن “هنالك دولة عربية خبيثة تجتهد لخلق فتنة في إقليم البجا بشرق السودان، وذلك بغرض إيجاد مبرر لدخول المليشيا التي تدعمها إلى الميناء”.
  • أبو آمنة الذي يعد من أبرز الناشطين في شرق السودان، ذكر في صفحته بموقع فيسبوك: “أن تلك الدولة تسعى لسيطرة المليشيا العسكرية المقرّبة منها، على ميناء بورتسودان، لأنه محط الأنظار وسر هذه المؤامرات كلها.
رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك
نموذج عدني
  • الدعوات التي أطلقها ناشطون لمنح شرق السودان حصته كاملة في السلطة الانتقالية، أو منحه حق تقرير المصير، تزامنت مع ورش وحملات توعية نفذّها ناشطون ومنظمات مجتمع مدني للتعريف بحق تقرير المصير لولاية النيل الأزرق القريبة من ولايات شرق السودان الثلاث (البحر الأحمر، كسلا والقضارف).
  • رئيس حزب دولة القانون والتنمية د. محمد علي الجزولي، اتهم الإمارات بالسعي لتكرار النموذج اليمني في السودان، من خلال دعم الحكومة المركزية في الخرطوم، وأيضاً دعم التحركات الشعبية والعسكرية ضدها في ولايات شرق السودان، على نحو ما فعلته مع المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن.
  • الجزولي أكد في صفحته على فيسبوك، أن الإمارات تخطط لتكرار تجربة المجلس الانتقالي في شرق السودان، بالتزامن مع زيارة زعيم قبلي شرقاوي إلى أراضيها، بعد أن شهد تخريج قواته في إريتريا.
  • أضاف متسائلاً: “هل ستعيد الإمارات المشهد اليمني في السودان، بحيث تدعم ما يسمى بالشرعية الثورية في الخرطوم، وتعمل ضدها في الشرق وجنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وتتقاسم الأدوار مع عملائها هنا وهناك”.
  • كان ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، تداولوا قائمة بأسماء عشرات الضباط السودانيين، أُشيع أنهم قادة المجلس العسكري الانتقالي لشرق السودان.
  • المحلل السياسي عثمان المرضي أشار إلى أن الإمارات تشعر بأن مشروعها للهيمنة على الثورة السودانية من الخرطوم فشل كلياً، بخاصة عقب تكوين الحكومة المدنية التي وجدت مساندة إقليمية ودولية كبيرة، ولذلك لجأت إلى الطريقة المعروفة إعلامياً بـ”سياسة شد الأطراف”، من خلال خلق أزمات في ولايات السودان، بغرض إضعاف الحكومة المركزية في الخرطوم.
  • المرضي قال لـ “الجزيرة مباشر” إن عدداً من مناطق السودان تشهد حالة من التوترات والرفض الشعبي ضد الحكومة المدنية، وخاصة في ولايات النزاع، وهي ولايات تسيطر الحركات المسلحة على جزء كبير منها، وخاصة الحركات المقرّبة من الإمارات.
  • كانت الإمارات قد استضافت قادة بعض الحركات السودانية المسلحة في أبريل/ نيسان الماضي، حيث وقّع عدد من القادة على ما يُعرف في السودان بـ”وثيقة أبو ظبي”، وذلك عقب أيام من الإطاحة بالرئيس المعزول عمر البشير من الحكم.
  • المحلل السياسي عثمان المرضي نوّه إلى أن المناطق المرتبطة بتلك الحركات المسلحة أظهرت مقاومة شعبية كبيرة لحكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بخاصة في بعض مناطق دارفور.
  • المرضي لفت إلى أن رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، وهو أحد الذين زاروا الإمارات عقب الإطاحة بالبشير، طالب بأن تكون مفاوضات السلام في أبو ظبي، في مخالفة واضحة لرأي باقي الحركات التي اتفقت مع المجلس السيادي في السودان بأن تكون المفاوضات في جوبا عاصمة جنوب السودان.
  • المحلل السياسي حذّر حكومة رئيس الوزراء عبد الله حمدوك من خطر “سياسة شد الأطراف” التي يتحرك فيها لاعبون، قال إن لهم علاقات مباشرة أو بصورة غير معلنة مع الإمارات، مستدلاً بتمدد المظاهرات ضد الحكومة الانتقالية في حزام مناطقي يسيطر عليه بعض الموقعين على “وثيقة أبو ظبي”.
المصدر : الجزيرة مباشر