“أرامكو” مصدر دخل السعودية الوحيد والهش

أرامكو السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم

استيقظ السعوديون والعالم صباح 14 من سبتمبر/أيلول الجاري على وقع هجوم صاروخي على مواقع حيوية تتبع لعملاق النفط السعودي أرامكو، ما تسبب بإخراج 5,7 مليون برميل من الإنتاج اليومي.

ذلك الهجوم الذي لم تحسب له الرياض حسابا على ما يبدو، عكس هشاشة الصناعة النفطية التي تتكئ عليها السعودية، في ظل عجز شبه تام لأنظمتها الدفاعية عن الصد.

خسائر يومية
  • تصل الخسائر السعودية اليومية نتيجة لتعطل نصف الإنتاج جراء الهجوم العدائي إلى 400 مليون دولار أمريكي حسبما صرح به خبراء في قطاع الطاقة، ما يعني مليارات الدولارات في حال استمر ذلك العطل لأيام.
  •  هذا الأمر يشكل لا محالة نكسة في عوائد النفط، شريان المملكة الاقتصادي الذي تتكئ عليه السعودية منذ تأسيسها.
أرامكو واقتصاد السعودية
  • تكشفت عقب صعود ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ملامح واضحة لهشاشة الاقتصاد السعودي، الذي ظل لعقود متتالية معتمداً بنسب تصل لـ 93٪ على الإيرادات النفطية ودخل شركة أرامكو، التي تعكس اعتماد شبه كلي على النفط.
  • ظلت مساهمات الإيرادات غير النفطية ضئيلة جدا وفي أحسن حالاتها لم تتجاوز 15٪، وذلك في العام 2009.
  • شكلت الإيرادات الضخمة للذهب الأسود مصدر اطمئنان للقيادة السعودية لسنوات، ما يفسر عجز الرياض عن إنجاز خططها الخمسية التي كانت تضعها في العهود السابقة، ثم لا تأبه بتنفيذها لوفرة النقد الأجنبي الذي يضخه النفط في جيوب السعوديين، والذي يزيد عن الحاجة بكثير.
  • منذ تصدير أول شحنة من النفط الخام عام 1939 تحت رعاية مؤسس البلاد الملك عبد العزيز، ظلت مسيرة التنمية تتبع بشكل مباشر لمؤشر سعر برميل النفط، فكلما ارتفعت الأسعار انعكس ذلك على الدولة والشعب في صورة مدراس وجامعات ومستشفيات وبنية تحتية.
  • ظل الاقتصاد السعودي بكافة قطاعاته يعاني من تقلبات أسعار النفط، التي تنعكس بشكل مباشر على الإنفاق الحكومي الذي تعتمد عليه كافة القطاعات الاقتصادية الأخرى نظرا لحالة الاقتصاد الريعي التي اعتمدته الحكومة والذي يتمثل باعتماد الشعب على التوظيف الحكومي.
     

    منشآت أرامكو السعودية التي تعرضت للقصف
انخفاض الطلب
  • تغيرات متسارعة يشهدها مستهلكو الطاقة حول العالم تنذر بانخفاض كبير في الطلب على النفط، على سبيل المثال التحول في قطاع السيارات – أكبر قطاع مستهلك للنفط – الذي يتحول رغبة المستهلكين فيه للسيارات الكهربائية، إذ يتوقع أن يستهلك قطاع النقل 30 مليون برميل يومياً من النفط، وهو ما دون ثلث الكمية التي يتم استهلاكها اليوم بحسب تقرير شركة الاستشارات الأمريكية ماكينزي.
  • الاتجاه العالمي نحو إنتاج الطاقة النظيفة عبر الرياح والطاقة الشمسية، مما يهدد مستقبل خزينة الدول النفطية ومنها السعودية.
  • تلافيا لتلك التهديدات، تنفذ السعودية منذ سنوات سلسلة من الإجراءات الاقتصادية لتنويع مصادر الدخل تحت إطار رؤية 2030، للخروج من أزمة تنويع مصادر الدخل الذي ظلت تلاحقها لعقود، عبر فرض رسوم مرتفعة على المقيمين وضرائب على السلع والخدمات لأول مرة بتاريخ المملكة.
  • قلصت تلك الإجراءات الفجوة بين نسبة العائدات النفطية وغير النفطية في إيرادات الدولة عام 2018، إذ وصلت لـ 32٪ من إجمالي إيرادات خزينة الدولة مقارنة بـ 12٪ عام 2014، لكن تلك الخطط سببت مشاكل أخرى لأرباب الأموال وفاقمت الأعباء على المواطنين.
نبذة عن أرامكو
  • أرامكو هي شركة طاقة سعودية، تتولى إدارة احتياطي نفطي مؤكد يبلغ 260 مليار برميل، وآخر من الغاز الطبيعي يقدر بـ288 تريليون قدم مكعبة، وتعتبر كبرى الشركات المصدرة للنفط في العالم.
  • وصلت أرباح شركة أرامكو لعام 2018 حوالي 111 مليار دولار وهو ما يتجاوز أرباح شركات أبل وأمازون وألفابيت مجتمعة بحسب بيزنس إنسايدر فيما تزيد قيمتها عن 2 تريليون دولار بحسب تقييم ولي العهد.
  • تأسست أرامكو عام 1933 كشركة أمريكية ولكنها لم تعرف باسم أرامكو إلا عام 1944 وهذا الاسم اختصار لشركة الزيت العربية الأمريكية.
  • بدأ أول إنتاج لأرامكو من بئر دمام 7 عام 1938، وعام 1968 أصبحت أرامكو أول شركة تنتج مليار برميل من الزيت الخام سنويا.
  • عام 1973 اشترت الحكومة السعودية حصة في أرامكو بلغت 25%، ثم رفعتها إلى 60% عام 1974، وفي 1980 أكملت ملكيتها للشركة بنسبة 100% وبأثر رجعي من الناحية المالية يعود إلى عام 1976.
  • نهاية 1990 وصل متوسط إنتاج أرامكو اليومي إلى مستوى 8,5 ملايين برميل يوميا، بعد أن كان 5,4 ملايين برميل يوميا خلال شهر يوليو/تموز من نفس العام.
  • عام 2009 أنجزت الشركة مشروع زيادة طاقتها الإنتاجية من النفط الخام إلى 12 مليون برميل يوميا، أي نحو 15% من إجمالي الطلب العالمي على الزيت.
  • عام 2015 فصلت الشركة إداريا عن وزارة النفط، وتشكل مجلس أعلى لها مكون من عشرة أعضاء برئاسة محمد بن سلمان، وقال المجلس إن هذا التغيير من شأنه إعطاء المزيد من الاستقلال لأرامكو.
  • تبيع أرامكو أكثر من عشرة ملايين برميل من النفط يوميا، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف إنتاج أكبر شركة نفطية مدرجة في البورصة في العالم وهي إكسون موبيل.
  • تمتلك الشركة مصافي وصهاريج وأنابيب نفط ومراكز بحوث في أنحاء السعودية ولها فروع في مختلف أنحاء العالم.
  • تبلغ حصة الشركة من هذه الطاقة التكريرية 2,6 مليون برميل في اليوم، الأمر الذي يجعلها سادس أكبر شركة في مجال التكرير عالميا.
المصدر : الجزيرة مباشر