بعد شهر على عملية نبع السلام: هل حققت تركيا أهدافها؟

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يتحدث إلى وزير دفاعه على الهاتف في أنقرة لمتابعة سير العملية العسكرية

بدأت تركيا عملية عسكرية عبر حدودها في شمال شرق سوريا قبل شهر، لتأمين السيطرة على مساحة كبيرة من الأراضي في المنطقة.

عملية نبع السلام
  • قالت تركيا إن العملية، التي بدأت في 9 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كانت تهدف إلى إخراج المقاتلين الأكراد، الذين تعتبرهم أنقرة إرهابيين، من المنطقة الحدودية وإنشاء “منطقة آمنة” لإعادة توطين اللاجئين السوريين في البلاد.
  • أجرت أنقرة محادثات مع الولايات المتحدة لإنشاء “منطقة آمنة” خاضعة للسيطرة المشتركة لعدة أشهر قبل العملية، وألقت باللوم على واشنطن في تعطيل المبادرة التي قالت إنها ضرورية لأمن تركيا.
  • قبل أيام من العملية، سحبت الولايات المتحدة في خطوة مفاجئة قواتها من المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد والتي ستستهدفها العملية، ما فتح الباب أمام تركيا لتنفيذ الهجوم.
  • واجهت العملية انتقادات دولية قاسية من حلفاء تركيا في حلف الناتو لأن قوات سوريا الديمقراطية كانت حليفًا مخلصًا للقتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية ولعبت دورا رئيسيا في هزيمة التنظيم في سوريا.
  • تقود قوات سوريا الديمقراطية قوات حماية الشعب الكردية (YPG)، والتي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة مسلحة محظورة تعتبرها تركيا منظمة إرهابية.
  • يقاتل حزب العمال الكردستاني تركيا منذ عقود، في البداية حاول تأسيس دولة كردية مستقلة. لكنه غير هدفه من أجل الحصول على حكم ذاتي للمناطق ذات الأغلبية الكردية في تركيا. ومنذ بدء الصراع في الثمانينات سقط أكثر من 40 ألف شخص.
  • في اليوم الذي أطلقت فيه عملية نبع السلام، أرسل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى نظيره التركي رجب طيب أردوغان خطابًا غير تقليدي، نصحه ألا يكون “شخصا قاسياً” وأن يتفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية بدلاً من شن هجوم عسكري.
  • رداً على ذلك، قالت مصادر رئاسية تركية إن أردوغان رفض الرسالة تمامًا ووضعها سلة المهملات.
  • بعد أيام من العملية، شرع ترمب في فرض عقوبات محدودة على تركيا بسبب العمل العسكري، لكنه أبقى القنوات الدبلوماسية مفتوحة مع أنقرة.
  • أعرب حلفاء تركيا الأوربيون عن إدانتهم الشديدة للهجوم التركي الذي وصفه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنه “جنون” ووصفته المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأنه “غزو”.
  • علقت الدولتان مبيعات الأسلحة إلى تركيا، إلى جانب الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوربي.
  • مع تقدم العملية، انتقلت الحكومة السورية والقوات الروسية المتحالفة معها إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد حيث لم تصل القوات التركية، بدعوة من قوات سوريا الديمقراطية لصد أي هجوم تركي أوسع.
القوات التركية أطلقت عملية نبع السلام بشمال سوريا في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي
زيارة مايك بنس لأنقرة
  • استمر القتال بين القوات التركية مع قوات سوريا الديمقراطية لمدة 10 أيام حتى 18 من أكتوبر/ تشرين أول الماضي، عندما أعلن نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس، أن واشنطن وأنقرة قد اتفقتا على وقف لإطلاق النار.
  • أعطت الصفقة التي تم التوصل إليها بعد اجتماع مفاجئ بين بنس وأردوغان في أنقرة، قوات سوريا الديمقراطية 120 ساعة لسحب قواتها على بعد 30 كيلومترا من قطاع بطول 120 كيلومترا على طول الحدود التركية السورية، وهي منطقة “آمنة” تسيطر عليها تركيا. بين بلدتي تل أبيض ورأس العين.
  • كانت هذه منطقة أصغر مما كانت تأمل به تركيا قبل العملية، “منطقة آمنة” على طول الحدود السورية التركية بأكملها، بما في ذلك الأراضي التي تسيطر عليها في شمال غرب سوريا من خلال عمليات سابقة عبر الحدود.
  • بعد وقت قصير من الإعلان عن الصفقة، أزال البيت الأبيض العقوبات المفروضة على تركيا، على الرغم من أن مجلس النواب فرض عقوبات جديدة في وقت لاحق من الشهر والتي لا تزال في طور الإعداد التشريعي.
  • وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة لا يزال قائما إلى حد كبير ولم يتم الإبلاغ إلا عن مواجهات متقطعة خلال الأيام الخمسة الماضية.
  • قبل ساعات من انتهاء الهدنة، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار الثاني بين تركيا وروسيا لإعطاء المقاتلين الأكراد 150 ساعة أخرى لاستكمال انسحابهم من “المنطقة الآمنة” المخطط لها، وبعد ذلك ستقوم أنقرة وموسكو بدوريات مشتركة في جميع أنحاء المنطقة.
  • وفقًا للاتفاقية، ستنسحب قوات سوريا الديمقراطية أيضًا من المدن الرئيسية التي تسيطر عليها في سوريا بالقرب من الحدود، مثل منبج وعين العرب “كوباني”.
  • تهدف الدوريات المشتركة إلى منع الاشتباكات المحتملة بين القوات التركية والقوات المتحالفة، وقوات الحكومة السورية التي انتقلت إلى المناطق التي يسيطر عليها الأكراد خارج العملية أو “المنطقة الآمنة”.
  • كما تم الإبلاغ عن اشتباكات متقطعة خلال الهدنة التي تم التوصل إليها بوساطة روسية، قبل إعلان موسكو عن انسحاب قوات سوريا الديمقراطية في 29 من أكتوبر. بدأت أول دوريات مشتركة للجيش الروسي والتركي في 1 من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان(يسار) التقى مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي
هل حققت تركيا أهدافها؟
  • قال المحلل السياسي والدبلوماسي التركي السابق سنان أولغن، إن تركيا حققت أهدافها الأساسية من خلال العملية، رغم أنها أرادت إنشاء “منطقة آمنة” أكبر قبل هذه الخطوة.
  • وفقًا لأولغن، فإن أولوية تركيا لم تكن حول من يسيطر على الجانب السوري من الحدود في هذه العملية، لكنه طالب بإخلاء المناطق القريبة من الحدود من التهديدات ضد أمنها.
  • أضاف “لقد تحقق هذا في معظمه من خلال الصفقة المبرمة مع روسيا والولايات المتحدة، بما في ذلك انسحاب قوات حماية الشعب الكردية من المناطق الحدودية”.
  • يعتقد أستاذ العلاقات الدولية في إسطنبول منصور أكغون، أن أنقرة حققت أهدافها من خلال العملية دون أن تفقد الكثير من الموارد.
  • قال أكغون إن عملية تركيا أثارت حملة دبلوماسية بين الجهات الفاعلة في سوريا، مما أدى إلى النتيجة الحالية.
  • أضاف “من خلال هذه الحركة الدبلوماسية التي بدأت نتيجة للعملية، حققت أنقرة معظم ما أرادت على الأرض خلال فترة قصيرة من الاشتباكات وانخفاض الخسائر البشرية”.
  • على الرغم من أن تركيا عرضت نتيجة العملية على أنها انتصار دبلوماسي وعسكري، تعرضت البلاد لانتقادات بسبب انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة أثناء العملية، خاصة بسبب تصرفات القوات السورية المتحالفة معها.
  • انتقدت مذكرة أعدها ويليام ف. روبوك، نائب المبعوث الخاص للائتلاف العالمي لهزيمة تنظيم الدولة في 31 أكتوبر/ تشرين الأول، إدارة ترمب لعدم قيامها بما يكفي لوقف العملية التركية.
  • قالت منظمات حقوقية، مثل منظمة العفو الدولية، الشهر الماضي إن هناك أدلة على أن أنشطة المقاتلين المتمردين السوريين ترقى إلى “جرائم حرب”.
الوضع الحالي
  • الوضع الحالي هادئ نسبيًا منذ نهاية العملية، بصرف النظر عن الانفجار الأخير في مدينة تل أبيض، التي تسيطر عليها تركيا، والذي أسفر عن مقتل العديد من الأشخاص.
  • ألقت أنقرة باللوم على المقاتلين الأكراد في الحادث.
  • قالت أنقرة مؤخرًا إن قوات حماية الشعب الكردية لم تنسحب من جميع المناطق المحددة في الصفقة الروسية التركية، لكن هذا لم يؤد إلى اشتباكات على الأرض.
  • أعلنت تركيا عزمها على إعادة سجناء تنظيم الدولة في المناطق الجديدة التي تسيطر عليها في سوريا إلى بلدانهم الأصلية.
  • قدم أردوغان خطة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس لإعادة توطين ما يصل إلى مليوني لاجئ سوري في المناطق التي يسيطر عليها الآن.
  • عملية نبع السلام هي العملية العسكرية الثالثة لتركيا خلال ثلاث سنوات التي استهدفت المقاتلين السوريين الأكراد، بعد عملية درع الفرات في العام 2016 وعملية غصن الزيتون في العام 2018.
المصدر : الجزيرة