تعرف على تداعيات الانسحاب الأمريكي من شمال سوريا

قوات أمريكية في شرق الفرات

بينما تفسح الولايات المتحدة الطريق أمام تركيا لشن عملية عسكرية موسعة في شمال شرقي سوريا، إليك كل ما تحتاج إلى معرفته عن عملية شرق الفرات المرتقبة.

مهد قرار الولايات المتحدة بسحب القوات من الحدود الشمالية السورية مع تركيا، الطريق لأنقرة لشن عملية عسكرية، خططت لها منذ فترة طويلة، في الشمال السوري.

وتنظر قوات سوريا الديمقراطية المعروفة بـ (SDF) التي يقودها الأكراد في المنطقة، إلى الانسحاب الأمريكي بأنه تركها عرضة لهجمات تركيا. قوات سوريا الديمقراطية كانت عنصرًا أساسيًا في الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.

لطالما أكدت أنقرة أنها تريد “تطهير” المنطقة الحدودية من “العناصر الإرهابية”. في حين قالت واشنطن إنها “لن تدعم أو تشارك” في مثل هذه العملية، لكن قواتها “لن تكون في المنطقة”.

ما هو هدف تركيا؟
  • ترغب تركيا في إنشاء ما يسمى بـ “المنطقة الآمنة” التي تمتد إلى 32 كيلومترًا (20 ميلًا) في المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية لسوريا.
  • أنقرة تقول إن هذا الإجراء ضروري لسببين رئيسيين:
  1. السماح للقوات التركية بمحاربة المجموعة المسلحة التابعة لوحدات حماية الشعب الكردي (YPG)، المكون الرئيسي لقوات سوريا الديمقراطية.
  2. خلق الظروف اللازمة لعودة اللاجئين السوريين.
  • تنظر أنقرة إلى وحدات حماية الشعب الكردية المسلحة باعتبارها امتدادًا لحزب العمال الكردستاني (PKK) وتريد إبعاد المجموعة عن حدودها مع سوريا.
  • شن حزب العمال الكردستاني حملة مسلحة استمرت عقودًا من أجل الحكم الذاتي في تركيا. وقد صنفته تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوربي كمنظمة “إرهابية”.
  • المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين: نعتقد أنه من مصلحة وحدة الأراضي السورية والشعب السوري، وكذلك مصلحة تركيا الوطنية، إنشاء هذه المنطقة الآمنة، لأن هذه المنطقة أصبحت على مدار العامين أو ثلاثة الأعوام الماضية، ملاذاً آمناً لـ “إرهابيين”.
  • أيضًا ترى أنقرة أن “المنطقة الآمنة” هي مساحة داخل سوريا حيث يمكن إعادة حوالي مليوني لاجئ من أصل 3 ملايين و600 الف لاجئ يقيمون في تركيا.
  • أصبحت استضافة تركيا للاجئين نقطة جدل سياسي في البلاد التي تعاني من مشاكل اقتصادية.
الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان "يمين" والأمريكي دونالد ترمب (غيتي/أرشيفية)
إلى أي مدى يمكن أن تذهب تركيا؟
  • تمتد المنطقة الحدودية الشمالية الشرقية لسوريا مع تركيا على مسافة 480 كيلومترًا (300 ميل) من نهر الفرات في الغرب إلى الحدود مع العراق في الشرق. حاليًا تسيطر قوات سوريا الديموقراطية هذه المنطقة.
  • تركيا لم تكشف بعد عن نطاق التوغل المخطط له، لكنها كانت قد اقترحت سابقًا أنها ستنفذ عمليات عسكرية شرق الفرات، قبل الاتفاق مع واشنطن في أوائل أغسطس/آب على ما يسمى بخطة “المنطقة الآمنة”.
  • في الوقت الحالي، يمكن أن تركز خطط أنقرة على امتداد يبلغ حوالي مئة كيلومتر على طول الحدود بين مدينتي رأس العين وتل أبيض، حيث انسحبت وحدات حماية الشعب الكردية في أواخر أغسطس/آب.
  • مسؤول أمريكي قال لـ “رويترز”، الإثنين، إن القوات الأمريكية انسحبت بالفعل من المراكز الحدودية في المنطقة ذات الكثافة السكانية المنخفضة.
  • الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اقترح التوغل أكثر من “المنطقة الآمنة” المقترحة وصولًا إلى مدينتي الرقة ودير الزور السوريتين، مما قد يسمح بعودة عدد أكبر من اللاجئين السوريين من تركيا.
ماذا يعني هذا بالنسبة لأكراد سوريا؟
  • قادت قوات سوريا الديمقراطية الحملة مع الولايات المتحدة والتي هزمت تنظيم الدولة في سوريا في وقت سابق من العام الحالي. لكن قرار واشنطن سحب قواتها البالغ قوامها ألف جندي المتمركزة في سوريا ترك القوات الكردية معزولة.
  • وصفت قوات سوريا الديمقراطية، الإثنين، خطوة واشنطن بأنها “طعنة في الظهر” لكنها تعهدت “بالدفاع عن أرضيها”.
  • العام الماضي، وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الأكراد السوريين بأنهم “مقاتلون عظماء” وأشاد بالتضحيات التي قدموها في الحرب ضد تنظيم الدولة.
  • ترمب قال، الإثنين، إنه حان الوقت لتخرج الولايات المتحدة “من الحروب السخيفة في سوريا”.

  • يريفان سعيد المحلل في مركز أبحاث معهد الشرق الأوسط: قد تدفع خطوة واشنطن، قوات سوريا الديمقراطية إلى الوقوف مع خصوم الولايات المتحدة، روسيا وإيران، وهما مؤيدان عسكريان رئيسيان للرئيس السوري بشار الأسد.
ماذا سيحدث لمعتقلي تنظيم الدولة؟
  • واشنطن قالت إن تركيا ستكون مسؤولة عن جميع مقاتلي تنظيم الدولة المشتبه بهم الذين تم أسرهم خلال المعركة ضد الجماعة المسلحة.
  • قوات سوريا الديمقراطية، تحتجز حاليًا 12 ألف عنصر من تنظيم الدولة، بعضهم من الأجانب، بالإضافة إلى حوالي 58 ألفا من أسر عناصر التنظيم، بحسب تقارير.
  • المتحدث باسم الرئاسة التركية في تصريحات للجزيرة: لن نتسامح مع تنظيم الدولة ولن نسمح له بالعودة بأي شكل، سواء في سوريا أو العراق أو في أي مكان آخر.. لكن دعونا نتذكر أن هذه ليست مسؤولية دولة واحدة. إنها مسؤولية المجتمع الدولي.
  • يريفان سعيد حذر من أن أي توغل تركي قد يؤدي إلى إطلاق الأكراد للمقاتلين والسماح لهم بإعادة توجيه قواتهم نحو الحدود الشمالية الشرقية لقتال ووقف القوات التركية.
  • يريفان سعيد: لا يزال تنظيم الدولة يشكل تهديدًا حقيقيًا ليس فقط في سوريا ولكن في العراق أيضًا. من المحتمل أن يؤدي إطلاق سراح هؤلاء السجناء إلى عودة تنظيم الدولة في كل من العراق وسوريا وعكس المكاسب الأمريكية ضد التنظيم.
  • حذر الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، الإثنين، من أن مقاتلي تنظيم الدولة المشتبه بهم يمكن أن يشكلوا “خطرًا كبيرًا” على المنطقة.
ردود الفعل الدولية
  • قبل يومين، حذر ترمب أنقرة من التوغل في الشمال السوري، مهددًا بـ “تدمير وطمس” اقتصادها إذا “تجاوزت الحدود”.

  • مسؤولون في وزارة الدفاع (البنتاغون)، أعلنوا أن واشنطن لا تدعم الهجوم التركي المخطط له.
  • المتحدث باسم البنتاغون جوناثان هوفمان: أوضحت وزارة الدفاع لتركيا، كما فعل الرئيس، أننا لا نؤيد العملية التركية في شمال سوريا. القوات المسلحة الأمريكية لن تدعم أو تشارك في أي عملية من هذا القبيل.
  • الأمم المتحدة قالت إنها “تستعد للأسوأ” وأعربت عن قلقها إزاء خطة تركيا لإقامة “المناطق الآمنة”.
  • أيضًا حذر الاتحاد الأوربي من أن التوغل التركي المتوقع “سيزيد من معاناة المدنيين”، ويسبب “نزوحًا هائلًا”، ويقوض الجهود السياسية الرامية إلى إيجاد حل للحرب المستمرة منذ ثماني سنوات في سوريا.
  • سوريا وروسيا دعتا إلى الحفاظ على وحدة الأراضي السورية.
  • وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال إن السلام في سوريا لن يتحقق إلا من خلال “احترام وحدة أراضيها”.

  • حثت منظمة الإغاثة الدولية، أنقذوا الأطفال (Save the Children) القوى الدولية على اتخاذ “خطوات عاجلة” لضمان سلامة المدنيين في المنطقة.
المصدر : الجزيرة مباشر