من هو رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو؟

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو

سنة 2015 وضمن حملة من الوعود المثالية، جاء رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى المنصب لينهي هيمنة المحافظين التي دامت عشر سنوات.

وترودو قاد حكومة ذات أغلبية ليبرالية، اعتبرت من أكبر الانتصارات السياسية لليبراليين في تاريخ كندا.

وبعد أربع سنوات، خاض معركة انتخابية شرسة شهدت صعودا لزعيم الحزب الوطني الديمقراطي جاجميت سينغ، وسباقا حامي الوطيس بين ترودو وزعيم المحافظين أندرو شير.

وهزت فضائح سياسية وأخلاقية صورة ترودو كمدافع عن حقوق المرأة في الشارع الكندي وسمحت للمنتقدين بملاحقته.

وفاز رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الثلاثاء، بولاية ثانية لكن حزبه الليبرالي حصل على أغلبية ضئيلة في البرلمان ما يجعله في حاجة لدعم حزب صغير لتشكيل حكومة والبقاء في الحكم.
الصعود إلى السلطة
  • في طفولته، عرف ترودو بكونه الابن الأكبر لرئيس الوزراء السابق بيير إليوت ترودو.
  • بدأت شهرته لدى الكنديين عندما ألقى كلمة التأبين في وفاة والده عام 2000، وكان عمره حينها 28 عاما.
  • بعد حصوله على شهادة البكالوريوس عمل معلما للغة الفرنسية والرياضيات والدراما في مدارس عامة وخاصة.
  • في عام 2007 عمل في فيلم وثائقي عن الحرب العالمية الأولى، إذ لعب دور جندي كندي في إطار علاقة عائلية.
  • في العام نفسه، دخل عالم السياسة عبر ترشحه في مقاطعة بابينو بمدينة مونتريال، التي خسرها الليبراليون عام 2006 بعدما سيطروا عليها طوال خمسين عاما.
  • قال منتقدوه إنه استغل اسم عائلته في الانتخابات، ليرد على الصحفيين قائلا “إنني أحمل اسم ترودو، ولكنني أحمل اسمي أيضا”.
  • ترودو استطاع عام 2008 الفوز بالمقاطعة واستعادة سيطرة الليبراليين عليها، ما أثار تكهنات بوصوله إلى منصب رئيس الوزراء.
  • عام 2011 انتخب للمرة الثانية، لكن في تلك الانتخابات استطاع زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاك لايتون أن يقفز بحزبه إلى المرتبة الثانية ويصبح المعارض الأول للحكومة، ما يعني هبوط الليبراليين وتقلص عدد مقاعدهم البرلمانية من 77 إلى 34 مقعدا فقط، ونتيجة لذلك استقال زعيم الليبراليين مايكل إيغناتييف.
  • طُرح اسم ترودو ليقود الليبراليين، وارتفعت أسهمه في العام التالي إثر فوزه في مباراة ملاكمة خيرية ضد سيناتور محافظ.
  • في خريف عام 2012 خاض ترودو الانتخابات وحقق فوزا كاسحا بحصوله على 80٪ من الأصوات، لينافس رئيس وزراء المحافظين ستيفن هاربر في انتخابات عام 2015.
  • هاربر راهن على كاريزما القيادة وحماية الاقتصاد، لكنه أهمل الملف البيئي وقدم مشروع قانون يحظر ما سماه “الممارسات الثقافية البربرية”، وقال إنه لا يمكن للنساء ارتداء النقاب أثناء أدائهن قسم الجنسية.
  • بدا في ذلك الوقت أن الكنديين قد سئموا من هاربر بعدما استمر في منصبه عشر سنوات.
  • في المقابل رفع ترودو شعار “التغيير الحقيقي (الآن)”، وخاطب الكنديين بوصفه مرشح الأمل والتغيير، على طريقة باراك أوباما في الولايات المتحدة، ما جعل الشارع الكندي يوازن بين ترودو الشاب ابن ال 43 ربيعا وستيفن هاربر صاحب ال 56 عاما.
  • ترودو وعد بتقنين زراعة نبات القنب الذي يستخرج منه مخدر الحشيش، وتوسيع البنية التحتية للنقل العام، ولم شمل الأسر المهاجرة، وإنفاق أكثر من مليار دولار لإيجاد 125 ألف وظيفة، كما وعد بإصلاح النظام الانتخابي في البلاد.
  • فضلا عن ذلك، تعهد ترودو بحظر مرور الناقلات على الساحل الشمالي لكولومبيا البريطانية لحماية البيئة، كما قدم وعودا للسكان الأصليين شملت زيادة تمويل تعليم “الأمة الأولى” (First Nation)، وحل أزمة مياه الشرب في مجتمعات السكان الأصليين في غضون خمس سنوات، وتجديد العلاقة التي بنيت عليها كندا مع السكان الأصليين.
  • في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، قاد ترودو الليبراليين إلى انتصار تاريخي، بعدما حصد 184 مقعدا من أصل 338 مقعدا في البرلمان الكندي، ما ضمن له أغلبية مريحة. وأطلق على هذا الانجاز “المد الأحمر” وكذلك “المد الليبرالي”، بينما شكل المحافظون المعارضة برصيد 99 مقعدا.
فضائح
  • بعد فوزه بالانتخابات، أعلن ترودو مناصرته للمرأة وشكل حكومة متوازنة من الجنسين، تعد الأولى من نوعها في البلاد، وعندما سئل عن السبب قال: “لأننا في 2015”.
  • في السنوات الأربع التي قضاها رئيسا للوزراء، رحب ترودو باللاجئين إلى كندا بأعداد كبيرة (لكنه قيد قواعد اللجوء لاحقا) وأضفى شرعية على زراعة القنب، وأجرى تحقيقا في اختفاء وقتل آلاف النساء من الكنديين الأصليين، وقدم مساعدات للعائلات التي تربي الأطفال (وعد مؤخرا بزيادة هذه المساعدات) وفرض رسوم على انبعاثات الكربون.
  • صورة ترودو كمدافع عن المرأة تلطخت بشكل كبير في عام 2018، بعد مزاعم عن قيامه بلمس مراسلة بشكل غير لائق في حفل موسيقي عام 2000 قبل دخوله معترك السياسة.
  • أوائل 2019، ظهرت أنباء عن ممارسة ترودو لضغوط على وزيرة العدل السابقة جودي ويلسون-رايبولد بشأن شركة كانت تواجه محاكمة جنائية تتعلق بالفساد والاحتيال.
  • وزيرة العدل السابقة جودي ويلسون-رايبولد قالت إنها تعرضت لضغوط من مكتب رئيس الوزراء طوال أربعة أشهر، بهدف تسوية القضية مع الشركة.
  • أكد تقرير انتهاك ترودو القواعد الأخلاقية في التعامل مع الشركة، لكن ترودو رد بأن الضغط كانت له مبررات قوية، وأنه “لا يمكن الاعتذار” عن محاولة حماية وظائف الكنديين.
  • بعد مدة وجيزة من انطلاق حملته الانتخابية في 2019، نشرت مجلة تايم صورة لترودو من أيام عمله مدرسا، ويظهر فيها وقد طلا وجهه ويديه باللون الأسود في تصوير عنصري لشخصية علاء الدين، وذلك ضمن حفلة بعنوان “ليالي العرب”.
  • ظهرت تباعا صور أخرى لترودو بطلاء أسود للوجه في مناسبات مختلفة.
  • ترودو اعتذر عن هذه الصور، وقال إنه لا يتذكر عدد المرات التي لجأ فيها لهذا النمط التعبيري.
  • مع اقتراب الساعات الحاسمة للانتخابات، قال ترودو للناخبين الكنديين إنه يتعين عليهم إعادة انتخابه ليواصل مسيرة التقدم ومنع حكومة محافظة من الاستيلاء على السلطة.
  • رغم فوز ترودو في الانتخابات، إلا أن صورته المثالية تشوهت كثيرا عما كانت عليه قبل أربع سنوات.
المصدر : الجزيرة مباشر