هل يزور “السيسي” تركيا

السيسي وأردوغان

هل يزور السيسي تركيا ؟؟  سؤال يطرح نفسه ، وتزداد قوة الطرح مع اقتراب حلول شهر ابريل  والذي تعقد خلاله فاعليات مؤتمر القمة الإسلامية في دورته الجديدة والمقرر عقده في دولة تركيا.

هذه الزيارة من المفترض أن تكون مقررة بشكل “بروتوكولي” بسبب ترأس القاهرة حاليًا للدورة الأخيرة من مؤتمر القمة الإسلامي، وهو ما يعني ضرورة تسليم الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة إلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو ما فجر التساؤلات بشأن زيارة السيسي لتركيا.

الزيارة المرتقبة والتي تُناقشها  العديد من الدوائر السياسية قبل حدوثها بأربعة أشهر كاملة، لم يتأكد ترتيبها بين الجانبين، ولا أحد يعرف وجهتي النظر الرسميتين للدولتين في الزيارة، فيما يتكهن البعض بردود الأفعال لا سيما وأن التوترات بلغت ذروتها بين أنقرة والقاهرة.

هذه التوترات بين البلدين تأتي بسبب عدم الاعتراف التركي بالثالث من يوليو  ، ودأب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  على مهاجمته في كل مناسبة تسمح بذلك، وأيضا ما يتردد في كل المناسبات في الدوائر السياسية التركية بعدم اعتراف تركيا  بكافة الإجراءات التي ترتبت على هذا “الانقلاب”، إضافة إلى التأييد التركي لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، واستضافته لعدد من قادتها في الخارج، وهو ما يثير حفيظة القاهرة ورجال نظامها الجديد.

ومنذ  الثالث من يوليو والعلاقات بين البلدين تشهد حالة من التراجع الشديد ، لاسيما مع التضارب الشديد في وجهات النظر في القضايا الإقليمية المختلفة في مقدمتها الصراع السوري وكذلك الصراع في ليبيا، إذ يتخذ الجانب المصري موقفًا داعمًا لبشار الأسد على عكس الجانب التركي، وفي ليبيا لا تكف القاهرة عن المطالبة بالتدخل العسكري هناك، وهو ما تعارضه تركيا.

يرى المراقبون أنه لا توجد عراقيل بروتوكولية تمنع الزيارة، وأن هناك حد أدنى من العلاقات الدبلوماسية يسمح بإجرائها، لكن توجيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  دعوة إلى السيسي لزيارة تركيا واستقباله تعني تخليه عن موقفه السابق في القضية المصرية، واعتراف مباشر بشرعية السيسي كرئيس لمصر.

ما قد يترتب على هذه الزيارة هو ما يجعل هذه الزيارة محل كبير للاهتمام من الجميع، فثمة تصفية للخلافات ستتم بين الجانبين حال إتمام الزيارة ، وما يعضد هذا الاتجاه هو ثمة بوادر مصرية ظهرت لإمكانية حل مشكلة العلاقات مع تركيا لكنها بالتأكيد ليست دليلًا على وجود تحركات فعلية في هذا الصدد مثل تصريح وزير الخارجية المصري سامح شكري لوسائل الإعلام عن أمل مصر بعودة علاقاتها مع تركيا إلى سابق عهدها، وإنكار مصر تأييد روسيا في موقفها من إسقاط تركيا الطائرة الروسية الحربية، كما أن القاهرة قبلت أن تكون في تحالف عسكري واحد وهو التحالف الإسلامي المشكل مؤخرًا.

من يؤيد نظرة عودة العلاقات المصرية التركية لسابق عهدها في الأجل المنظور  يستند إلى أن النظامين المصري والتركي لديهما من البرجماتية رصيد هائل يستطيع أن يجعل تجاوز أزمة العلاقات أيسر، لكن يبدو  أن  الأمر لن يكون بهذه السهولة التي يتوقعها البعض رغم حاجة الطرفين لتصفية هذه الخلافات، وذلك بسبب تعارض المصالح الاستراتيجية في المنطقة، وكذلك تدخل أطراف أخرى في الصراع. وهو ما يجعل هذه الزيارة المنتظرة إلى تركيا من جانب الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي محل جدل لن يحسم إلا في حال ظهور ردود أفعال تركية ومصرية رسمية بشأنها.

 

المصدر : الجزيرة مباشر