وسط الجثث.. رئيس فاغنر يحمّل قيادة الجيش مسؤولية سقوط عشرات آلاف القتلى والجرحى الروس بأوكرانيا (فيديو)

حمّل يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة فاغنر الروسية، اليوم الجمعة، رئاسة أركان الجيش الروسي المسؤولية عن سقوط “عشرات آلاف القتلى والجرحى” الروس في أوكرانيا، وذلك في رسالة تستهدف مباشرة وزير الدفاع سيرغي شويغو.

وقال بريغوجين في مقطع فيديو جديد “سيتحمّلون مسؤولية عشرات آلاف القتلى والجرحى تجاه أمّهاتهم وأولادهم”، وذلك بعيد ساعات على إعلانه عزمه على سحب مقاتليه اعتباراً من 10 مايو/أيار الجاري من باخموت حيث يخوضون القتال في الخطوط الأمامية لعدم تلقّيه ذخائر من الجيش.

وفي حال انسحاب مقاتلي فاغنر من باخموت حيث يحاربون في الخطوط الأمامية، سيضع ذلك الجيش الروسي في موقع حرج في وقت تستكمل فيه قوات كييف استعداداتها لشنّ هجوم واسع النطاق تؤكّد أنّه بات وشيكاً.

ويتّهم بريغوجين منذ أشهر هيئة الأركان الروسية بعدم إمداد مجموعته بكمية كافية من الذخائر لمنعها من تحقيق انتصار في باخموت يعجز عنه الجيش النظامي.

غير أنّ بريغوجين صعد هجماته إلى مستوى غير مسبوق في مقطعي فيديو نشرهما جهازه الإعلامي، الجمعة، كاشفاً بذلك عن توتر شديد داخل صفوف قوات موسكو.

رئيس مجموعة فاغنر يخاطب الجيش الروسي ويهدد بسحب قواته من باخموت (الفرنسية)

وقال في أحد المقطعين “كنّا على وشك السيطرة على مدينة باخموت قبل 9 مايو الجاري”، تاريخ احتفال موسكو بالنصر على ألمانيا النازية في 1945.

وتابع “عندما رأى البيروقراطيون العسكريون ذلك، أوقفوا إمدادات (الذخيرة). لذلك، اعتباراً من 10 أيار/مايو 2023، سننسحب من باخموت”.

وبرّر بريغوجين قراره بالقول “أرفض أن يعاني رجالي من دون ذخيرة خسائر لا داعي ولا مبرّر لها”.

وتابع “نحن ننتظر صدور أمر بمغادرة باخموت. سنظلّ في باخموت حتى التاسع من مايو الجاري (…) بعد ذلك، سنذهب إلى المعسكرات الخلفية”، موضحاً أنّ مجموعته ستسلّم مواقعها للجيش.

ولم يتّضح في الحال ما إذا كانت هذه التصريحات تعكس قراراً حازماً أو مجرّد إنذار، إذ غالباً ما يدلي رئيس مجموعة فاغنر بتصريحات متسرّعة تحت وقع الغضب، قبل أن يتراجع عنها أحياناً.

ورأى محللون أنّ هجماته الأخيرة على الجيش تهدف إلى الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحضّه على التدخّل لصالحه.

وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردّاً على أسئلة الصحفيين إنّه “اطّلع على هذه التصريحات في وسائل الإعلام”، رافضاً التعليق عليها.

أين قذائفي؟

وفي مقطع فيديو آخر حادّ النبرة نُشر ليل الخميس-الجمعة، هاجم بريغوجين تحديداً وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان فاليري غيراسيموف.

وقال بريغوجين في مقطع الفيديو وهو يتجوّل بين عشرات الجثث “إنّهم من رجال فاغنر، لقد قُتلوا اليوم حتّى تتمكّنا من أن تسمنا خلف مكتبيكما!”.

وصاح بغضب مخاطبا شويغو وغيراسيموف “أين قذائفي اللعينة؟!”.

وتكبّدت فاغنر خسائر فادحة في الأشهر الأخيرة في محاولتها للسيطرة على باخموت.

واحتلّت المجموعة قسماً كبيراً من المدينة، لكنّها عاجزة عن الاستيلاء على آخر المواقع الأوكرانية.

وينفي الكرملين أن يكون هناك أيّ توتّر في صفوف القوات الروسية، لكنّ تصريحات بريغوجين تثبت العكس.

ويتّهم بريغوجين قيادة الجيش بعدم إمداده بالذخائر التي يحتاجها بهدف إطالة أمد معركة باخموت وإضعاف قوات فاغنر لمنعها من تحقيق انتصار من شأنه أن يفضح النكسات التي لحقت بالجيش في الأشهر الأخيرة.

رئيس مجموعة فاغنر الروسية في مقبرة بمنطقة جنوب روسيا (الفرنسية)

ميديانيا، أعلنت “الإدارة الذاتية” التابعة لروسيا في مدينة زاباروجيا شرق أوكرانيا اعتزامها إجلاء 18 منطقة سكنية قريبة من خط الجبهة.

وفي بيان صادر عنه، قال والي الإدارة الذاتية، يفغيني باليتسكي، إن إجلاء سكان المناطق المذكورة يأتي عقب تكثيف القوات الأوكرانية هجومها المدفعي عليها.

وأضاف أنهم يعتزمون إجلاء الأطفال والنساء والمسنين والمعاقين بالدرجة الأولى خلال الأيام المقبلة.

الهجوم على الكرملين

واتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مجدّداً الولايات المتحدة بالوقوف خلف هجوم بطائرتين مسيرتين على الكرملين أكّدت موسكو أنّها أحبطته.

ونفت واشنطن أيّ ضلوع لها في هذا الهجوم المفترض، فيما تتّهم كييف موسكو بتدبير هذا الهجوم من أجل تبرير تصعيد في المعارك لشعبها.

وقال لافروف خلال زيارة إلى الهند إنّ “هذا عمل عدائي. من الواضح أنّه ما كان ممكناً لإرهابيي كييف أن يرتكبوه من دون علم رؤسائهم”.

ورفض الوزير الروسي نفي كييف وواشنطن للاتهامات الروسي، وقال إنّ “قدرة أصدقائنا الأوكرانيين والغربيين على الكذب معروفة جيّداً”.

مقتل 20000 مقاتل روسي

والاثنين الماضي، أعلن البيت الأبيض أنّ تقديرات أجهزة الاستخبارات الأمريكية تفيد بأنّ خسائر القوات الروسية في المعارك في أوكرانيا منذ ديسمبر/كانون أول الماضي بلغت 20 ألف قتيل و80 ألف جريح.

وأوضح كيربي أنّ نصف هؤلاء القتلى ينتمون إلى مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، وغالبيتهم سجناء سابقون “ألقي بهم في القتال في باخموت (شرق أوكرانيا) بدون تدريب أو قيادة عسكرية كافية”.

بالمقابل، رفض كيربي الإدلاء بأيّ تصريح بشأن الخسائر التي تكبّدتها أوكرانيا التي يدعمها في تصدّيها للغزو الروسي تحالف غربي تقوده الولايات المتّحدة.

وفي الأسابيع الأخيرة تركّزت معظم المعارك في أوكرانيا في منطقة دونباس (شرق)، ولا سيّما في باخموت، المدينة الصناعية شبه المدمّرة تماماً والتي تؤكّد القوات الروسية أنّها باتت تسيطر على 80% منها.

المصدر : وكالات