“وضع السلامة ضعيف للغاية”.. انقطاع التيار الكهربائي في محطة زابوريجيا النووية للمرة السابعة

محطة زابوريجيا النووية التي استولت عليها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا (رويترز)

انقطع التيار الكهربائي مجددًا الاثنين في محطة زابوريجيا النووية التي استولت عليها القوات الروسية في جنوب أوكرانيا، حسبما أكدت موسكو وكييف، في حادث حذرت وكالة الطاقة الذرية الدولية من تداعياته الخطيرة بعدما أصبح يتكرر بالتزامن مع القصف والمعارك.

وأصبحت المحطة تعتمد على مولدات الطوارئ في تبريد الوقود النووي ومنع وقوع كارثة، فيما تبادل الجانبان الاتهامات بالمسؤولية عن انقطاع التيار الكهربائي اليوم الاثنين.

اتهامات متبادلة

وقالت شركة (إنرجواتوم) الأوكرانية العامة في بيان، إن انقطاع التيار الكهربائي ناتج عن هجوم ليلي من قبل القوات الروسية قطع الاتصال بآخر خط جهد عالٍ للكهرباء يربط المحطة بالشبكة الأوكرانية، بينما قال مسؤول محلي عينته روسيا إن أوكرانيا قطعت خط كهرباء وإن المحطة تحولت إلى وضع الاستعداد وتعمل على مولدات الكهرباء المخصصة للطوارئ.

وقالت الإدارة الروسية التي تسيطر على المحطة عبر تلغرام “بسبب انقطاع خط الجهد العالي، فقدت المحطة تغذيتها الخارجية بالكهرباء”.

وأكدت أنها تعمل على تحديد أسباب الانقطاع فيما تم تشغيل مولدات الطوارئ التي تعمل بالديزل لضمان استمرار عمل المحطة. وأضافت الإدارة المرتبطة بمجموعة روساتوم الروسية العامة أن “مستوى الإشعاع في المصنع، ضمن المعايير”.

تحذيرات

من ناحية أخرى، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل جروسي انقطاع الكهرباء، وقال إن “وضع السلامة النووية في المحطة ضعيف للغاية”. وكتب جروسي على تويتر “يجب أن نتفق على حماية المحطة الآن، هذا الوضع لا يمكن أن يستمر”.

وعلى الرغم من إغلاق المفاعلات الستة في المحطة، فإنها لا تزال بحاجة إلى إمداد مستمر بالكهرباء للحفاظ على تبريد الوقود النووي بالداخل ومنع انصهار محتمل.

ووفقًا لشركة إنرجواتوم -وهي شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية- فإن مولدات الديزل الاحتياطية هذه عادة ما تعمل بالوقود لمدة 10 أيام.

وحذرت الشركة اليوم من أنه “إذا كان من المستحيل استعادة الطاقة الخارجية خلال هذه الفترة، فقد يقع حادث له عواقب إشعاعية على الكوكب بأكمله”. وأضافت في بيان نشر على الإنترنت “بدأ العد التنازلي”.

سابع مرة

وهذه المرة السابعة رسميًا التي ينفصل فيها هذا المجمع النووي الضخم عن شبكة الكهرباء منذ استيلاء الجيش الروسي عليه في 4 مارس/آذار 2022. وفي جميع المرات السابقة، تمت استعادة إمدادات الطاقة الخارجية بعد بدء تشغيل مولدات الطوارئ.

وواصلت المحطة، التي كانت تنتج في السابق 20% من الكهرباء الأوكرانية، العمل خلال الأشهر الأولى من الهجوم الروسي، رغم موجات القصف قبل وقفها في سبتمبر/ أيلول.

ومنذ ذلك الحين، لم يولد أي من مفاعلاتها الستة VVER-1000 العائدة إلى الحقبة السوفياتية الطاقة، لكن المنشأة لا تزال متصلة بنظام الطاقة الأوكراني وتستهلك الكهرباء التي تنتجها لتلبية احتياجاتها الخاصة، ولا سيما لضمان تبريد المفاعلات.

وقالت وزارة الطاقة الأوكرانية إن الكهرباء انقطعت عما يقرب من 250 ألف شخص في منطقة زابوريجيا نتيجة لأضرار لحقت بالمعدات في المحطات الفرعية في أحدث قصف روسي، لكن الكهرباء عادت بالفعل إلى معظمهم.

وتعد المحطة الواقعة في منطقة تستولي عليها روسيا في جنوب أوكرانيا بالقرب من الخطوط الأمامية على نهر دنيبرو هي أكبر محطة للطاقة النووية في أوربا، وقد تعرضت المنطقة للقصف بشكل متكرر. كما أفاد حاكم دنيبرو بغارة جوية جديدة خلال الليل في المنطقة، وقال إنه تم إسقاط 4 صواريخ و15 طائرة مسيّرة روسية، كما أصيب 8 مدنيين على الأقل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات