تركيا.. مسؤولو بلدية من المعارضة يطردون متضررين من الزلزال بعد تصويتهم لأردوغان في الانتخابات (فيديو)

انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر تضييق مسؤولي بلدية تكيرداغ المنتمين لحزب الشعب الجمهوري المعارض، على نازحين متضررين من الزلزال الذي ضرب تركيا في فبراير/ شباط الماضي، بسبب تصويتهم لأردوغان.

وطلب مسؤولو البلدية من المتضررين النازحين إخلاء الفنادق خلال أسبوع واحد، بعد أن تحملت إيواءهم فيها إثر الزلزال، وقال المسؤولون إن التعاقد مع الفنادق انتهى بسبب عدم توفر ميزانية لاستمراره.

وأتى ذلك بعد ظهور نتائج تصويت انتخابات 14 مايو/ أيار، التي أوضحت اختيار أغلبية مواطني مناطق الزلزال للرئيس رجب طيب أردوغان على حساب منافسه كمال كليجدار أوغلو مرشح المعارضة وزعيم حزب الشعب الجمهوري.

وأظهر مقطع فيديو نشره موقع صحيفة صباح التركية، مسؤولة من البلدية وهي تقف أمام الفندق الذي طُرد منه متضررو الزلزال. وبينما رفضت المسؤولة تصويرها، سجّل المقطع قولها لإحدى المنكوبات إن عليهم أن يتوجهوا إلى إدارة الكوارث والطوارئ (أفاد).

ودخلت وزارة الداخلية التركية على خط الأزمة، وأعلنت أنها فتحت تحقيقا في الواقعة، وأفادت في بيان، الأربعاء، أنها بدأت التحقيق مع رئيس بلدية تكرداغ والأمين العام وغيرهم من المسؤولين.

وعبر تدوينة على فيسبوك رد رئيس البلدية قادر البيرك قائلا “بعد كارثة الزلزال، تم تنفيذ حملة تشويه قبيحة لجهود إيواء ضحايا الزلزال الذين استضافتهم بلديتنا، نظرًا لحقيقة أنهم جاؤوا إلى مدينتنا وكانوا أكثر مما كان متوقعا”.

وقال البيرك إن “الحد الأقصى المنشور في الجريدة الرسمية من قبل الرئاسة بلغ 5 ملايين ليرة تركية، وقد انتهى المبلغ في وقت مبكر”.

وأثارت الواقعة تفاعلا واسعا، إذ غرد رئيس بلدية مدينة بورصة علي نور أكتاش من حزب العدالة والتنمية قائلا “أبوابنا مفتوحة لضحايا الزلزال الموجودين في تكيرداغ”.

وكتب الصحفي التركي محمد علي أونيل “كشفت الأصوات المرتفعة لصالح أردوغان في منطقة الزلزال عن الوجه الحقيقي لعقلية حزب الشعب الجمهوري. يا للعار”.

وغرد عضو البرلمان عن حزب الشعب الجمهوري سيد ترون “استضافت بلدية تكيرداغ 569 من ضحايا الزلزال منذ 8 فبراير، وقامت بتلبية احتياجاتهم”.

وتابع “مهاجمة بلديتنا وفتح تحقيق بشأنها هي عملية تشويه”.

الأكاديمي أيمن سيرولو قال “حادث طرد بلدية تكيرداغ الكبرى متضرري الزلزال من الفنادق، وحملة الشتم والسب لهم من طرف أنصار المعارضة بسبب نتيجة الانتخابات المؤيدة لأردوغان، وادعاء أن الميزانية المخصصة لهم لا تكفي، وعدم إبلاغ أي مؤسسات لتحمل المسؤولية سيؤثر في نتيجة الجولة الثانية”.

واعتقلت الشرطة التركية الثلاثاء، امرأة من مدينة إسكيشهير بعد إهانتها ضحايا الزلزال عبر مقطع على مواقع التواصل الاجتماعي، قالت فيه “لن نساعدكم بعد اليوم ولا تتباكوا قائلين (نحن جائعون نحن بلا مأوى نحن نحتاج إلى ملابس)”.

وتابعت في المقطع الذي نشرته بعد صدور النتائج موجهة كلامها لضحايا الزلزال، “نحن (أي أنصار المعارضة) نملك شهادات عليا ولغات أجنبية تسمح لنا بالسفر إلى الخارج والعيش هناك للراحة، أنتم أخبروني ماذا ستفعلون”.

وصوتت 9 ولايات من أصل 11 ولاية متضررة من الزلزال المدمر لصالح أردوغان في الانتخابات الرئاسية، وتعتبر المنطقة من المعاقل الانتخابية التاريخية لحزب العدالة والتنمية، وقد حاولت المعارضة استقطاب الأصوات قبل الانتخابات بادعاء أن تجاوب الحكومة مع الكارثة لم يكن سريعا.

المصدر : الجزيرة مباشر