أحدهم أعلن وصيته.. بدء إضراب قادة الحركة الأسيرة داخل سجون الاحتلال بعد فشل الحوار (فيديو)

سلّمت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة ممثلة للفصائل كافة، اليوم الثلاثاء، رسالة لإدارة سجون الاحتلال، تتضمن قرار الأسرى بدء الإضراب الجماعي عن الطعام في أول أيام شهر رمضان المبارك، بعد فشل جلسات الحوار على مدار الساعات الماضية.

وأعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير أن “الرسالة تضمنت قرار الأسرى الإضراب عن الطعام (بركان الحرية أو الشهادة) وفي مقدمتهم أعضاء لجنة الطوارئ العليا التي تمثل كل الفصائل”، وشددا على أن هذا الإضراب يمثل محطة مفصلية في تاريخ الحركة الأسيرة.

ويبدأ إضراب قادة الحركة الأسيرة، اليوم، ممثلين بلجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الأسيرة وعددهم 6 بالإضافة إلى الأسير محمد الطوس “أبو شادي” عميد الأسرى الفلسطينيين المعتقل منذ عام 1985، على أن يشرع أكثر من ألفي أسير فلسطيني في الإضراب بدءًا من اليوم الأول لشهر رمضان.

ورغم الجوع والألم، وجّه بيان الأسرى إلى شعب فلسطين والأمة العربية والإسلامية تهاني بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، كما هنؤوا أمهات الأسرى والشهداء والجرحى والأم الفلسطينية بمناسبة يوم الأم، داعين إلى الوحدة والالتفاف حول قضية الأسرى ونصرة قضيتهم.

وصية أحد قادة الحركة الأسيرة

قالت الحركة الوطنية خلال مؤتمر عُقد اليوم في غزة تحت شعار “أسرانا خط أحمر”، إن المعركة المقبلة مختلفة عما سبقها، وقد أعلن الأسرى التعبئة الكاملة والشاملة داخل قلاع الأسر من أجل الإضراب المفتوح المفتوح عن الطعام، ودعت إلى أوسع حملة اصطفاف ودعم وإسناد لهم في غزة والضفة والقدس والشتات.

ونقلت الحركة وصية لأحد أبرز قيادات الحركة الأسيرة -من دون ذكر اسمه خوفا من أن يستهدفه الاحتلال- أكد خلالها شعار “إما الحرية أو الشهادة”.

وجاء في الوصية “نربط أحزمة العزة والكرامة على قلوبنا مقتدين برسولنا محمد ﷺ وقد جاع من أجل دعوته، ونحن نجوع من أجل كرامتنا وعزتنا وحريتنا شعارنا: نموت ولا نُذل.. نموت ولا نُهان، فالموت أسمى أمانينا ومرحبًا بموت يحررننا من أسرنا، فالحرية مطلبنا والعزة والكرامة دونها أرواحنا”.

أسرى في سجون الاحتلال (شؤون الأسرى)

وتابع في وصيته “ما هي إلا بضع خطوات وتبدأ معركتنا من أجل الحرية والكرامة ويتحرك جيشنا متسلحًا بإيمان بالله قوي وإرداة صلبة لا تلين وثقة بأبناء شعبنا ومقاومتنا وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم وأمعاء خاوية لا نعبأ بقرقرتها ولا نكترث بآلامها، فقد لبسنا الأكفان”.

وزاد “وصيتي لكم إن كنت لن أعود، خرجنا يوم أن خرجنا متوكلين على الله سائرين في طريق الجهاد والاستشهاد من أجلكم ومن أجل رفع الظلم عنكم نبغي تحريركم ودحر عدوكم مواصلين هذه الطريق التي عُبّدت بدماء الشهداء”.

وقال “أبناء شعبي، سيكون النصر حليفكم فأنتم أقوى وأثبت وأرسخ جذورًا مما يظن العدو ولن يستطيع بكل ما يملك من قوة واهية أن يقتلعكم أو أن ينفي وجدوكم والتاريخ خير شاهد”.

وختم الوصية برسائل صمود إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وذراعها العسكري كتائب القسّام، وكل فصائل المقاومة الفلسطينية، وختم وصيته طالبًا من أهله الصبر معتبرًا نفسه “شهيدًا”.

ساعات حاسمة

وكان نادي الأسير قد أشار في وقت سابق إلى أن الأسرى في سجون الاحتلال يعيشون ساعات حاسمة قبل أيام من بدء معركة الأمعاء الخاوية، وأكد أن مصلحة إدارة السجون، حتى اللحظة، ترفض التراجع عن إجراءاتها التي أعلنت عنها بتوصية من وزير أمن الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير.

المعركة الكبرى.. لا تراجُع

وقبل يومين نشر الأسرى وصيتهم، إيذانًا بدخول الأمتار الأخيرة الفاصلة عن “المعركة الكبرى”، التي ستكون السجون ساحاتها والأمعاء أسلحتها وأيام الشهر الفضيل أوانها.

وبينما تقول إدارة سجون الاحتلال أنه لا تراجع عن إجراءات التنكيل، أكد الأسرى -الذين بدؤوا العصيان منذ 36 يومًا- أيضًا عدم التراجع عن برنامجهم النضالي المقرّ لصون حقوق يحاول شطبها المتطرف إيتمار بن غفير.

أسرى في سجون الاحتلال (شؤون الأسرى)

إطلاق حملات للدفاع عن الأسرى

في هذا السياق، أعلنت المؤسسات الفلسطينية العاملة في الساحة الأمريكية، إطلاق حملات ضغط ومناصرة للأسرى الذين يستعدون لخوض الإضراب الجماعي مع بداية رمضان رفضًا لسياسات التضييق عليهم التي تتخذها مصلحة السجون ولحرمانهم الكثير من حقوقهم.

وبدأت مؤسسات الجالية الفلسطينية، في ترجمة ونشر القضايا الرئيسية والإجراءات العقابية التي اتخذها بن غفير ضد الأسرى والتي من أبرزها المصادقة على مشروع قرار “إعدام الأسرى”، وحرمانهم من العلاج، ومضاعفة قرارات العزل الانفرادي، والكثير من الإجراءات التي تمس حياتهم اليومية، وذلك بهدف التأثير في الرأي العام الأمريكي للتحرك دفاعًا عن الأسرى الفلسطينيين وحقوقهم العادلة، عبر أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب.

كما تواصل المؤسسات والنشطاء التعريف بقضايا النساء والأطفال الأسرى في سجون الاحتلال، وأبرزها قضية الفتى أحمد مناصرة الذي اعتُقل في 2015 وهو طفل بعمر 13 عاما، وهو يعاني ظروفًا صحية غاية في الصعوبة نتيجة تكرار واستمرار حجزه الانفرادي، ورفض سلطات الاحتلال الإفراج عنه.

وقبل أيام، قالت هيئة الأسرى والمحررين إن قاضي محكمة الاحتلال مدد عزل مناصرة مدة 6 أشهر إضافية، رغم وضعه النفسي الخطير؛ إذ توجه سابقا 36 خبيرًا نفسيًّا إلى رئيس دولة الاحتلال بطلب الإفراج عنه بسبب تردي حالته الصحية والنفسية داخل زنزانته.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية