بمكالمات فيديو مباشرة.. ثنائي روسي مخادع يستهدف مسؤولين غربيين رفيعي المستوى

انتحل مخادع مؤيد لروسيا شخصية سفير أمريكي سابق في موسكو في مكالمات فيديو مباشرة، ضِمن حملة تضليل يقول باحثون إنها تسعى لإيذاء مسؤولين غربيين رفيعي المستوى منذ بدء الحرب على أوكرانيا.
واشتهر الثنائي الكوميدي الروسي فلاديمير كوزنتسوف وأليكسي ستولياروف، المعروفان بفوفان ولكزس، منذ مدة طويلة في خداع سياسيين ومشاهير في كل أنحاء العالم، من رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو والمغني إلتون جون ورئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون.
لكن يبدو أن هذين الشابين اللذين نفيا أن تكون لهما أي صلة بالكرملين رغم الاشتباه في علاقتهما بأجهزة الأمن الروسية، ضاعفا جهودهما للوقيعة بمسؤولين رفيعي المستوى من أمريكا وأوربا في شَرَكهما بعد اتخاذهم موقفا ضد الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير/شباط 2022.
According to a report from Proofpoint, TA499 targets US and European politicians, and leading businessmen and celebrities who have spoken out against Putin’s invasion. https://t.co/fJ2bO9bMhW
— Jeff Hall – PCI Guru – #StandWithUkraine (@jbhall56) March 8, 2023
“سلاح حرب روسي جديد”
وغرّد السفير الأمريكي السابق في موسكو مايكل مكفول في سبتمبر/أيلول الماضي “تحذير. شخص ما يستخدم رقم الهاتف +1 (202) 7549885 ينتحل شخصيتي”.
وأضاف “إذا أجريت اتصالًا بالفيديو مع هذا الرقم، سترى فيديو بتقنية (التزييف العميق) أنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي يبدو مثلي ويتحدث بالطريقة التي أتحدث بها. إنه ليس أنا. هذا سلاح حرب روسي جديد”.
وقال مكفول الذي شغل منصب السفير الأمريكي لدى روسيا بين عامَي 2012 و2014 لوكالة الصحافة الفرنسية، إن منتحل شخصيته ظهر “ببث حي” في مكالمات للكثيرين في الحكومة الأوكرانية و”تحدّث بالروسية”، وهي لغة يعرفها لكن ليس بطلاقة.
وأضاف أن الأسئلة التي طرحها هذا الشخص كانت “مصمَّمة بوضوح لتقويض الجهود الدبلوماسية والحربية لأوكرانيا”.

من جهتها، أوضحت شركة (بروفبوينت) للأمن السيبراني ومقرها في كاليفورنيا، أن محلليها قيموا “بشكل موثوق للغاية” أن هذا العمل يقف وراءه فوفان وليكزس اللذين سُميا TA499.
وقال باحثو الشركة “لبعض الوقت، انتحل TA499 شخصية مكفول في محاولة للتواصل مع مسؤولين رفيعي المستوى على الصعيد الدولي”.
تزييف على كل الأصعدة
واستهدف الثنائي شخصيات بارزة تنتقد موسكو برسائل إلكترونية مزيَّفة، ووفق تقرير لشركة الأمن السيبراني، أرسل الثنائي الروسي رسائل إلكترونية، أحيانًا من عناوين “ukr.net” لتبدو حقيقية، في محاولة لانتحال شخصية مسؤولين أوكرانيين، على غرار رئيس الوزراء أو نواب أو مساعديهم.
وأضاف التقرير أنه خلال المكالمات، ذهب الثنائي إلى حد استخدام “مكياج مكثف” للظهور مثل الشخص المنتحلة شخصيته وإقناع هدفهما بقول أشياء استُخدمت لاحقًا بشكل انتقائي للدعاية المؤيدة لروسيا.

وقالت إيفا ميتلاند من وكالة الرقابة (نيوز غارد) “يبدو أن الهدف هو قيادة أهدافهم إلى (الكشف) عن أمور معينة أو الموافقة على تصريحات معينة”.
وأضافت “يمكن بعد ذلك استخدام أجزاء من المقابلة بشكل سيّئ وعلى نطاق واسع في وسائل الإعلام الموالية للكرملين للسخرية ممّن تمت مقابلتهم وإهانتهم”، ثم تُنشر مقتطفات من المكالمات على يوتيوب وروتيوب، وهي منصة فيديو روسية.
وكتب وزير الدفاع البريطاني بن والاس على تويتر في مارس/آذار 2022 “قام مخادع ادعى أنه رئيس الوزراء الأوكراني بمحاولة للتحدث معي”. وأضاف “طرح العديد من الأسئلة المضللة، وأنهيت المكالمة بعدما شككت في صحتها”.
Today an attempt was made by an imposter claiming to be Ukrainian PM to speak with me. He posed several misleading questions and after becoming suspicious I terminated the call 1/2
— Rt. Hon Ben Wallace MP (@BWallaceMP) March 17, 2022
وبحسب (بروفبوينت)، فمن المرجح جدًّا أن يكون الثنائي الروسي الشهير وراء هذه المكالمة.
وفي مقابلة عام 2021، نفى الثنائي استخدام تقنية التزييف العميق وقالا إنهما يعتمدان على المكياج والاستخدام البارع لزوايا التصوير.
ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، يبدو أن الثنائي المخادع لن يتوقف، مع تحذير (بروفبوينت) من أنهما قد يبتكران حيلًا جديدة.
وختمت الشركة بالقول “TA499 ليس تهديدًا يُستخف به نظرًا إلى الضرر الذي قد تحدثه هذه الدعاية على التصور العام للأشخاص المستهدَفين، بالإضافة إلى استمرار نشر المعلومات الكاذبة”.
