سقوط المسيّرة الأمريكية.. روايتان مختلفتان للحادث وتركيا تُجري اتصالات لحل الأزمة

طائرة مسيّرة تابعة للقوات الجوية الأمريكية من طراز "MQ-9" (رويترز)

قال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، اليوم الأربعاء، إن بلاده تراقب من كثب الحادث الذي تحطمت فيه طائرة مسيّرة أمريكية في البحر الأسود بعد أن اعترضتها مقاتلة روسية.

وكشف أكار، في تصريحات صحفية على هامش اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية الحاكم اليوم الأربعاء، أنهم أجروا اتصالات عديدة بشأن الحادث.

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره الأمريكي لويد أوستن (الأناضول)

وعن إمكانية فتح البحر الأسود للسفن الحربية الأمريكية لانتشال حطام الطائرة، قال الوزير “نتابع الحادث من كثب، ولدينا اتصالات مستمرة مع الأطراف كلها، وبالتشاور مع الرئاسة التركية ووزارة الخارجية، لحل الأزمة بشكل سلمي من خلال التفاوض مع نظرائنا الأمريكيين، وسنعلن النتائج في الفترة المقبلة”.

روايتان لإسقاط الطائرة

وأصابت مقاتلة روسية (سو-27) مروحة طائرة مسيّرة أمريكية للاستطلاع، أمس الثلاثاء، مما أدى إلى سقوطها في البحر الأسود في حادث وصفه الجيش الأمريكي بأنه “متهور”.

وقال الجنرال جيمس هيكر، الذي يشرف على سلاح الجو الأمريكي في المنطقة “كانت طائرتنا (إم كيو-9) تقوم بعمليات روتينية في المجال الجوي الدولي عندما اعترضتها مقاتلة روسية واصطدمت بها، مما أدى إلى سقوط الطائرة وفقدانها الكامل”.

وقالت القيادة الأوربية للجيش الأمريكي إن الحادث الذي وقع الساعة 06:03 بتوقيت غرينتش أمس كان نتيجة “اعتراض غير آمن وغير احترافي (للطائرة المسيّرة) من جانب الطائرة الروسية”.

واستدعت وزارة الخارجية الأمريكية السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، للاحتجاج على المواجهة التي وقعت فوق البحر قرب أوكرانيا.

الرواية الروسية

في المقابل، رفضت وزارة الدفاع الروسية الرواية الأمريكية للحادث، وقالت إن الطائرة المسيّرة تحطمت في البحر الأسود قرب شبه جزيرة القرم “نتيجة لمناورة مفاجئة”، وإنها لم تصطدم بها طائرة روسية مطلقًا.

وقالت الوزارة في بيان، إنه في صباح يوم 14 مارس/آذار، تم رصد تحليق طائرة مسيّرة أمريكية متجهة نحو أجواء شبه جزيرة القرم.

وأشارت إلى أن الطائرة المسيّرة لم تُشغل أجهزة التعريف بها في انتهاك لمنطقة الحظر الجوي التي أعلنتها وزارة الدفاع الروسية فوق البحر الأسود، وتم إبلاغ جميع مستخدمي المجال الجوي الدولي بذلك وفقًا للمعايير الدولية، حسب ما ذكرت قناة “آر تي” الروسية.

وأضافت أن مقاتلتين روسيتين حلقتا للتعرف على هوية الطائرة في منطقة الحظر المذكورة، و”نتيجة لمناورة حادة” حوالي الساعة 09:30 بتوقيت موسكو، فقدت الطائرة المسيّرة ارتفاعها واصطدمت بسطح الماء.

وشددت على أن المقاتلتين الروسيتين لم تصدما المسيّرة الأمريكية، ولم تستخدما ذخائرهما، وعادتا بسلام إلى قاعدتهما.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) الجنرال باتريك رايدر، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تقوم بمهام استخباراتية ومراقبة واستطلاع في المياه الدولية في البحر الأسود “لبعض الوقت بما في ذلك قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022”.

وأضاف المتحدث “النقطة الأساسية هنا هي أنه في حين أن عمليات الاعتراض بحد ذاتها ليست نادرة الحدوث، فإن هذا النوع من السلوك من قبل هؤلاء الطيارين الروس غير شائع ومؤسف وغير آمن”.

ولم يذكر المتحدث ما إذا كانت الطائرة المسيّرة مسلحة، لكنه أضاف أن وزارة الدفاع تعمل على رفع السرية عن صور الاعتراض، في حين نقلت السفيرة الأمريكية لين تريسي “رسالة قوية إلى وزارة الخارجية الروسية” بشأن الحادث.

موسكو تطالب بإيقاف التحليق “العدائي”

وحذّرت موسكو من أي طلعات جوية أمريكية “عدائية”، في حين يسود التوتر بعد يوم على اتهام مقاتلة روسية بصدم مسيّرة تابعة للولايات المتحدة فوق البحر الأسود.

ورغم نفي روسيا بأن تكون مقاتلتها من طراز (سو-27) قد تسببت بقطع مروحة المسيّرة، قالت كييف إن الحادث الذي وقع فوق مياه دولية يُعَد محاولة روسية لتوسيع نطاق النزاع في أوكرانيا.

وفاقم حادث الثلاثاء التوتر بين موسكو والقوى الغربية، ورأت واشنطن أنه نتيجة سلوك متهور ويفتقر إلى المهنية.

وقال السفير الروسي في الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف اليوم الأربعاء “نفترض أن الولايات المتحدة ستحجم عن القيام بتكهنات إضافية عبر وسائل الإعلام، وستضع حدًّا لعمليات التحليق قرب الحدود الروسية”

المصدر : وكالات