“ثلاثاء الحرية”.. تصعيد العصيان داخل سجون الاحتلال ورسالة جديدة من أسيرات “الدامون”

الأسيرات في سجون الاحتلال (شؤون الأسرى)

يواصل الأسرى في سجون الاحتلال لليوم الـ29 على التوالي، خطوات (العصيان) ضد إجراءات وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف ايتمار بن غفير، فيما كشفت هيئة شؤون الأسرى والمحررين أمس عن رسالة جديدة لأسيرات معتقل الدامون.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، 13 مواطنًا من أنحاء متفرقة في الضفة الغربية، فيما يصعّد الأسرى خطوات العصيان، في حين يواصل الأسرى في سجن “نفحة” عرقلة ما يسمى (بالفحص الأمنيّ).

ثلاثاء الحرية

ووفقًا للبرنامج المقر اليوم الثلاثاء، يرتدون الزي البني (لباس الشاباص)، وخطوة (الإرباك الليلي) الساعة الـ7:30 مساء بهتاف واحد (حرّيّة)، تزامنًا مع الفعاليات المُقرّة اليوم، وهي الدعوة إلى المشاركة الفاعلة في التجمع على دوار المنارة في تمام الساعة السابعة والنصف مساء اليوم، ثم الخروج بمسيرة شعبية نصرة للأسرى في معركتهم المتواصلة.

وأوضحت هيئة الأسرى ونادي الأسير، أن لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، ستواصل تنفيذ برنامجها النضالي (خطوات العصيان) الممتد منذ قرابة الشهر، حتى الإعلان عن الشروع بالإضراب المفتوح عن الطعام في الأول من رمضان المقبل، تحت عنوان (بركان الحرّيّة أو الشّهادة).

وبينت الهيئة والنادي أن إدارة السجون ترفض الاستجابة لمطالب الأسرى، المتمثلة بوقف كافة الإجراءات التي أعلنت عنها، والتي بدأت بتنفيذ مجموعة منها، استنادًا إلى توصيات الوزير الفاشي بن غفير.

وكانت لجنة الطوارئ العليا للحركة الأسيرة، قد دعت في بيانها الأخير، أبناء شعبها إلى أن يكون اليوم -وكل ثلاثاء- إحياء لذكرى (الثلاثاء الحمراء)، التي قدم فيها شعبنا خيرة أبنائه على مشنقة الحرية، زمن الانتداب، والاحتلال البريطاني، ليكون اليوم هو “ثلاثاء الحرية” نصرة لهم، مع اقتراب معركتهم (معركة الإضراب عن الطعام).

لكل أسيرة حكاية

أما رسالة أسيرات الدامون فقد جاء فيها “نحن 29 أسيرة، لكل واحدة منا حكاية، امرأة صامدة خاضت تجربة الاعتقال بكل تفاصيلها ومعاناتها وبشاعتها ودفعت ثمن قرار عشقها لأرضها وحقها في الدفاع عن وطنها، لتقضي سنين عمرها في غياهب السجون”.

وتابعت الرسالة “اتخذت كل أسيرة قرارًا حاسمًا لتجعل من سجنها قلعة تتحصن بها لتحفر كل واحدة منا اسمها في عقول أعدائنا، فصنعنا من المستحيل معجزة، ومن اللاشيء كل شيء، من معاناتنا، من الانتظار لأمل ولغد آت يحمل معه حرية وطن بأكمله”.

وأضافت “نفتقد عائلاتنا، نفتقد حريتنا وتفاصيل حياتنا، ونحلم ونتمنى أن نستيقظ بين أحضان أمهاتنا، لكن شاءت الأقدار أن نستيقظ على واقع الأسر ونحيي ذكرى اليوم العالمي للمرأة من مكاننا البعيد القريب، بعيد العين قريب القلب، من خلف أسوار السجن ومن زنازيننا المحاطة بجدران عالية والتي بنيت بأيد حاقدة”.

طفلتان في الأسْر

ووفق بيان صدر عن نادي الأسير لمناسبة يوم المرأة الذي صادف 8 من الشهر الجاري، فإن من بين الأسيرات طفلتين: نفوذ حمّاد من القدس، وزمزم القواسمة من الخليل التي أتمت عامها الـ18 قبل عدة أيام.

وأكد أن الاحتلال استخدم، وما يزال كافة أساليب التنكيل والتعذيب، بحق الأسيرات، والتي تشكّل جزءًا من السياسات الثابتة والممنهجة التي يستخدمها بحق الأسرى عمومًا.

وأشار نادي الأسير إلى أن الأسيرات في سجن “الدامون” يواجهن ظروفا حياتية صعبة، منها: وجود كاميرات في ساحة الفورة، وارتفاع نسبة الرطوبة في الغرف خلال فترة الشتاء، كما تضطر الأسيرات لاستخدام الأغطية لإغلاق الحمامات، فيما تتعمد إدارة السّجن قطع التيار الكهربائي المتكرر عليهنّ، عدا عن “البوسطة” التي تُشكّل رحلة عذاب إضافية، خاصة للواتي يُعانين من أمراض.

والأهم سياسة المماطلة في تقديم العلاج اللازم لهن، وتحديدا المُصابات، وأصعبهنّ، حالة الأسيرة إسراء جعابيص، التي تعاني من تشوهات حادة في جسدها، جرّاء تعرضها لحروق خطيرة أصابت 60% من جسدها، جرّاء إطلاق جنود الاحتلال النار على مركبتها عام 2015، مما تسبب بانفجار اسطوانة غاز في مركبتها، وقد أصدر الاحتلال بحقّها حُكمًا بالسّجن لمدة 11 عامًا.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية