تحديا لسعيّد.. جامعة تونسية تطمئن طلابها من أفريقيا جنوب الصحراء وتعدهم بدعم أكبر (فيديو)

نظمت جامعة “الزيتونة” في تونس، اليوم الجمعة، ندوة بعنوان “كلنا أفريقيا” تكريمًا لطلابها الوافدين من أفريقيا جنوب الصحراء إثر ما اعتُبر خطابًا “عنصريا” ضدهم من الرئيس قيس سعيّد.

ودعا سعيد في خطاب في 21 فبراير/ شباط إلى وضع حدّ لما قال إنه تدفق “أعداد كبيرة” من المهاجرين غير النظاميين من دول أفريقيا جنوب الصحراء، معتبرًا الأمر “ترتيبًا إجراميًّا يهدف لتغيير تركيبة تونس الدّيمغرافية”.

وحضر الندوة طلاب وأساتذة مهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء إلى تونس، وهدفت إلى رفع معنويات وتعزيز بقاء هذا “المكوّن الهام” في جامعة الزيتونة، وفق المنظمين.

وطمأنت إدارة الجامعة في بيان طلبتها الأجانب عامة والوافدين من أفريقيا جنوب الصحراء خاصة على مواصلة دراستهم بشكل طبيعي، وأن جميع مؤسساتها “تسعى لتوفير أحسن الظروف لتكوينهم وحسن إقامتهم في بلدهم تونس”.

وأوضح البيان الذي تلاه إلياس قويسم نائب رئيس الجامعة، أن “إدارة الزيتونة ستتدخل في حال وجود أي طارئ أو مساس بحقوقهم المادية والمعنوية”.

وأكدت الجامعة احتضانها لطلبتها الدوليين دون تمييز حفاظًا على صورتها الداعية إلى قيم التسامح والأخوة وصورة الجامعة التونسية عموما.

ووعد مدير الدراسات في معهد الحضارة الإسلامية بجامعة الزيتونة الدكتور سامي الفريكي، بأن تسعى إدارة الجامعة مع وزارة التعليم العالي لتجديد المنح للطلاب الأفارقة وزيادتها.

وتعهّد بتأدية إدارة الجامعة وأساتذتها لدورهم في خدمة الطلاب من جنوب الصحراء مثل باقي طلاب الجامعة، مطمئنًا الحاضرين منهم في الندوة.

وشدد المنظمون على أن الندوة جاءت بمبادرة من إدارة الجامعة والقائمين عليها، وبموافقة من وزارة التعليم العالي الحريصة على رعاية طلاب أفريقيا جنوب الصحراء، بناء على توصيات مجلس الجامعات المنعقد أمس الخميس.

تصريحات سعيد

وردًّا على انتقادات واتهامات له بالعنصرية تجاه المهاجرين، اعتبر سعيد بعد يومين من خطابه أن “من يتحدث كاذبًا عن تمييز عنصري يبحث عن الفتنة والفرقة والمساس بعلاقاتنا بأشقائنا الأفارقة”.

وأوضح أن “الأمر لا يتعلق بمَن هو مقيم بصفة قانونية”، محذرًا “من التعرض لأيّ كان بسوء فالأمر يتعلق بالدولة وهي تتحمل المسؤولية”.

وقال مخاطبًا المسؤولين في بلاده “أوصيكم خيرًا بأشقائنا الأفارقة المقيمين بتونس بصفة قانونية وألا يتعرض لهم أحد”.

مظاهرة مناهضة لتصريحات قيس سعيد بشأن المهاجرين الأفارقة في تونس (رويترز)

قلق أفريقي

وفي الأيام القليلة الماضية أعربت دول أفريقية عن قلقها على جاليتها في تونس، مطالبةً إياها بالعودة إلى أوطانها. ومعظم هؤلاء المهاجرين من مالي وساحل العاج وغينيا.

وصرّح المدير العام لشرطة الحدود والأجانب بوزارة الداخلية عماد الزغلامي بأن “عدد الأفارقة من جنوب الصحراء في تونس المقيمين بصفة غير شرعية في حدود 21 ألفًا و471 شخصًا، أما المقيمون بصفة شرعية فهم في حدود 5 آلاف و396 شخصًا بينهم 5 آلاف و30 طالبًا”.

وأضاف الزغلامي، في تصريح لصحفيين بمقر الوزارة الاثنين، أن “وزارة الداخلية لا تقوم بترحيل أو إجلاء أي مقيم غير شرعي أو شرعي، نحن نساعد الأفارقة على الرجوع لبلادهم بشكل طوعي”.

وخلال الأيام الماضية، جرى تسجيل عدد من رحلات الترحيل الطوعي لـ300 مهاجر من ساحل العاج و192 من غينيا و135 من مالي، بحسب وزارة الداخلية.

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر