“أبلت بلاء حسنا”.. مسؤول نقابي تونسي: نأمل ألا يكون حل المجالس البلدية تمهيدا لضرب اللامركزية (فيديو)
أعرب رئيس الجامعة الوطنية للبلديات في تونس عدنان بوعصيدة عن أسفه لقرار الرئيس قيس سعيّد بحل المجالس البلدية.
وأوضح في حوار مع المسائية على الجزيرة مباشر الخميس أن القرار كان مطروحًا ولم يكن مفاجئًا، نظرًا للضبابية التي تعيش بها تونس والإشاعات المتداولة عبر مواقع التواصل.
وأبدى بوعصيدة تخوفه من وجود أسباب لحل المجالس البلدية تتعلق بالحكم اللامركزي، رغم أن مثل هذه القرارات قد تكون فقط “لتحييد الكثير من الإدارات قبل الانتخابات”، وهو أمر موجود في العديد من البلدان.
وأشار إلى احتمالية أن يكون القرار من أجل ضرب مسار اللامركزية، مثنيًا على المجالس المنحلة ومؤكدًا أنها أبلت بلاء حسنًا رغم الصعوبات التي مرت بها البلديات والوضع الاقتصادي والسياسي الصعب منذ عام 2018.
وشدد على أن “عمل البلديات خلال السنوات الماضية كان ممتازًا”.
وعن الإدارة الحالية للبلديات بعد القرار الرئاسي، قال بوعصيدة إن المرسوم حدد الانتخابات البلدية بعد 3 أشهر وأعطى الوكالة للكاتب العام.
وشدد على ضرورة المحافظة على تكريس اللامركزية بشكل فعلي وحماية المبادئ التي تقوم عليها السلطة المحلية.
وتقوم فلسفة اللامركزية، وفقًا للمسؤول التونسي، على إدارة الشأن المحلي من قبل أشخاص محليين منتخبين من قبل أهالي المنطقة وفقًا لبرامجهم.
ونفى بوعصيدة “الشائعات” حول منع رؤساء البلديات من السفر حتى التحقيق في قضايا الفساد المالي.
وقرر الرئيس التونسي قيس سعيّد، الخميس، حل جميع المجالس البلدية في البلاد إلى حين انتخاب أخرى جديدة، وكلّف الكتاب العامين (موظفي بلدية) فيها بتسييرها تحت إشراف الولاة (المحافظين).
والمجالس المنحلة جرى انتخابها في 6 مايو/أيار 2018، وكانت الأولى بعد ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي.
وعلى العكس من بوعصيدة، رأى محمد أمين الجربي عضو تحالف أحرار أن منظومة الحكم المحلي “فشلت فشلًا ذريعًا”.
وطالب في حوار مع المسائية الرئيس التونسي بتطبيق برنامجه الانتخابي وما سمي بـ”النظام القاعدي”، وحل المجالس البلدية وتحول أكثر مهامها للمجلس الوطني للجهات والإقليم، فيما تذهب الأمور اللوجستية إلى وزارة الداخلية.
وقال إنه يفضل أن يشرف على المجالس إداريون بدلًا من الصراعات بين القيادات الحالية.
ورأى الجربي أن المجالس البلدية صارت المشكلة وليست الحل، خصوصًا بعد أن أصبحت الأحزاب متنفذة في البلديات ونقلت مشاكلها إليها.