“سوريا تستغيث”.. ناشطون يدعون لمساعدة منكوبي الزلزال ويتداولون قصصا مؤلمة عن الكارثة

شاب يقف وسط أنقاض مبان ضربها الزلزال في حلب بسوريا (رويترز)

تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا وتغريدات عبر وسم دشنوه بعنوان (#سوريا_تستغيث) بعد زلزال الاثنين المدمّر الذي ضرب، فجر الاثنين، جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وخلف أكثر من 5000 قتيل وأكثر من 21 ألف جريح على الأقل حتى الآن.

ونشر مستخدمو موقع تويتر صورًا مؤلمة لأطفال تحت الأنقاض ولمحاولات فرق الإنقاذ مساعدة المنكوبين في مختلف المدن السورية المتضررة.

وقد تخطّى إجمالي عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب، فجر الاثنين، جنوبي تركيا وشمالي سوريا، 5000 حتى اللحظة في الدولتين، وسط هزات ارتدادية تضرب المنطقة.

وبينما تُواصل فِرق الإنقاذ عمليات البحث عن ناجين تحت ركام الأبنية المهدمة، قال نائب الرئيس التركي إن إجمالي عدد قتلى الزلزال في تركيا بلغ 3419.

وقالت الحكومة السورية والخوذ البيضاء في شمال غرب البلاد الخاضع لسيطرة المعارضة إن عدد القتلى في سوريا يتجاوز 1500 قتيل.

وانتقد عدد من الناشطين توجيه جلّ المساعدات الدولية إلى تركيا وإهمال المنكوبين في سوريا وهم في أشد الحاجة إليها، بسبب الحرب والفقر الذي تعيشه البلاد.

وأوقفت الأمم المتحدة، الثلاثاء، تدفق المساعدات المهمة التي تنقلها من تركيا إلى شمال غرب سوريا مؤقتا، وقالت إن السبب “الأضرار التي لحقت بالطرق ومشاكل لوجستية أخرى مرتبطة بالزلزال العنيف الذي ضرب البلدين الاثنين”.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، إنه يتعين على جميع الأطراف الدولية، ومنها روسيا، الضغط على النظام السوري للسماح بالمساعدات الإنسانية لضحايا الزلزال.

وكانت تقديرات الأمم المتحدة -قبل الزلزال بساعات قليلة- تشير إلى أن أكثر من 4 ملايين شخص في شمال غرب سوريا يعتمدون على المساعدات القادمة عبر الحدود، وأغلبهم نازحون بسبب الحرب ويعيشون في مخيمات.

ورصد ناشطون إرسال لبنان مساعدات وفرق إنقاذ إلى سوريا.

ودعا الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان، علي يوسف حجازي إلى المشاركة بشكل واسع في جمع ما يلزم من مساعدات لصالح الشعب السوري المنكوب.

وقال حجازي إنه تم التخلي عن سوريا، محددا المساعدات في الملابس والبطانيات وسلال الغذاء وحليب الأطفال.

ونشر حساب فريق ملهم التطوعي عددا من مقاطع الفيديو توثق شهادات أسر سورية متضررة من الزلزال المدمّر.

ورصد الفريق قصة موجعة لطفل صغير تظهر على وجهه جروح لقي أهله حتفهم في الزلزال ونُقل وحيدًا للمستشفى.

ودعا الصحفي إيلي أبو نجيم إلى الابتعاد عن الحسابات التي تُفرق بين “نظام ومعارضة”، وتابع “كونوا بشرا واحكوا عن بشر صاروا أشلاء تحت الدمار، احكوا عن بشر عم يفتشوا عن بقايا بعض بين الخراب، كونوا لو لمرّة واحدة بشرا”.

ونشر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة الكويت عبد الله الشايجي مقطع فيديو لرجل يلقن طفلا عالقا تحت الأنقاض الشهادتين، ووصفه بأنه “يفطر القلب”.

وقال الكاتب أحمد مازن إن “الصورة مؤلمة لا أحد ينظر إلى سوريا إلا قلة قليلة، كلنا متعاطفون ونريد مساعدة المتضررين في تركيا ولكن أيضًا عقولنا وقلوبنا مع إخواننا في سوريا فمصابهم جلل فعلًا وبإمكانيات تكاد تكون بدائية”.

ونشرت الصحفية سلام الفيل صور أطفال تحت الأنقاض وكتبت عليها “لا يوجد ابتلاء ومصيبة أشد من فقد الابن أو الابنة، هو حزن لا ينقص أبدا ونار لا تنطفئ في القلب”.

وذكّرت بأن سوريا في أمس الحاجة إلى كل المساعدات الطبية والإنسانية اليوم.

ودعا دكتور التفسير وعلوم القرآن محمد الهجاري إلى الدعاء لسوريا وتركيا في تغريدة قال فيها “أكثروا من الدعاء والاستغفار والتسبيح والصدقة لإخواننا المنكوبين في تركيا وسوريا”.

ونشرت المذيعة نسرين زواهرة مقطع فيديو لرجل سوري يستغيث من تحت الأنقاض وكتبت عليه “أهلنا في سوريا بحاجة لوقفة كل العالم أمام هذه الكارثة، وكل الحسابات الثانية لا تساوي شيئا أمام حياة الناس”.

ودعا الناشط السعودي تركي شلهوب إلى إغاثة أهل سوريا، مشددا على أن وضعهم صعب، في ظل غياب المؤسسات والإمكانيات للتعامل مع كارثة بهذا الحجم.

وأضاف “أغيثوهم فقد اجتمع عليهم الموت والبرد والجوع والتشرّد”.

وحملت الصور التي تداولها المشاركون على الوسم قصصا إنسانية موجعة، وأظهرت إحداها رجلا عالقًا بين بنايتين مدمّرتين.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل الاجتماعي