لقاء فلسطيني إسرائيلي في الأردن “لبحث التهدئة” في الأراضي المحتلة.. وفصائل المقاومة ترفض مشاركة السلطة

تستضيف مدينة العقبة جنوبي الأردن، اليوم الأحد، اجتماعا فلسطينيا إسرائيليا سياسيا أمنيا، لمناقشة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وفق ما أعلنه تلفزيون “المملكة” الحكومي، نقلا عن مصدر وصفه بـ”المطلع”، في حين أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية رفضها مشاركة السلطة في الاجتماع.
وأشار المصدر ذاته، بحسب التلفزيون الأردني، إلى أن “الاجتماع بتنسيق كامل مع الفلسطينيين في ضوء خطورة الأوضاع من أجل وقف التدهور”.
وأوضح المصدر نفسه أن الاجتماع يأتي “استكمالا للجهود المكثفة التي يقوم بها الأردن بالتنسيق مع السلطة الوطنية الفلسطينية وبقية الأطراف، لوقف الإجراءات الأحادية والتصعيد الأمني الذي يهدد بتفجير دوامات كبيرة من العنف، إضافة إلى الوصول لإجراءات أمنية واقتصادية تخفف من معاناة الشعب الفلسطيني”.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدر رسمي أردني -فضّل عدم الكشف عن هويته- قوله إن “الاجتماع الذي يُعقد في العقبة بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة ومصر يأتي في سياق الجهود المبذولة للوصول الى فترة تهدئة وإجراءات لبناء الثقة وصولا إلى انخراط سياسي أشمل بين الجانبين”.
وأوضح المصدر أن الاجتماع هو الأول بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة إقليمية ودولية منذ سنوات، وأن انعقاده يمثل “خطوة ضرورية للوصول إلى تفاهمات فلسطينية إسرائيلية توقف التدهور”.
المشاركون في قمة العقبة الأمنية.. إليكم أسماءهم: pic.twitter.com/bpVPYEgkRj
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 25, 2023
وقالت حركة فتح إن قرار المشاركة في اجتماع العقبة ينبع من “مصلحة الشعب الفلسطيني وأهمية وقف المجازر”، مشددة على وجوب “اتخاذ مواقف صعبة وتحمّل المسؤولية مع تفهّم رفض بعض القوى للقاء”.
ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول أمني قوله إن رونين بار رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) سيشارك في الاجتماع.
والأربعاء الماضي، استُشهد 11 فلسطينيا بينهم فتى، وأصيب أكثر من 80 بجروح بالرصاص الحي في عملية نفّذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مدينة نابلس بشمالي الضفة الغربية المحتلة.
ومنذ مطلع العام الجاري، استُشهد 61 فلسطينيا بينهم مقاومون ومدنيون بعضهم قصّر، بينما قُتل 10 إسرائيليين في عمليات للمقاومة الفلسطينية وفق تعداد يستند إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
تغطية صحفية: مسيرة في مخيم الدهيشة ببيت لحم رفضاً لقمة العقبة الأمنية. pic.twitter.com/SQqoIK33pj
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 25, 2023
وفي 24 يناير/كانون الثاني، عقد عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في عمّان، أكد خلاله “ضرورة الالتزام بالتهدئة ووقف أعمال العنف لفتح المجال أمام أفق سياسي لعملية السلام”، داعيا إلى “وقف أي إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام”.
وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قد التقى الرئيس الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة نهاية يناير الماضي، في ختام جولة دبلوماسية سعى فيها إلى نزع فتيل التوتر، بينما مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل متوقفة منذ عام 2014.
القيادية الفلسطينية والعضو السابق بتنفيذية منظمة التحرير، حنان عشراوي لـ"شبكة قُدس": "اجتماع العقبة هو خطأ مكرر ويفتح المجال للاحتلال للاستمرار في انتهاكاته، بما فيها القتل والاستيطان واستهداف شعب بكامله".
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 25, 2023
فصائل المقاومة ترفض
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) “رفضها مشاركة السلطة في اجتماع العقبة الذي يُمثل غطاء للاحتلال لارتكاب الجرائم ضد شعبنا، وعليها عدم الارتهان للوعود الأمريكية والصهيونية التي ثبت فشلها”.
وقال المتحدث باسم الحركة عبد اللطيف القانوع “شعبنا ليس أمامه سوى خيار المقاومة وتصعيدها، وعلى السلطة الانحياز إلى شعبها والتوقف عن ملاحقة المقاومين بالضفة”، وفق تعبيره.
في تصريحات صحفية.. "فصائل فلسطينية ترفض قمة العقبة الأمنية وتدين مشاركة السلطة الفلسطينية فيها".. إليكم أبرز المواقف: pic.twitter.com/47F3zeAXBR
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 25, 2023
ودعا “حزب الشعب” و”الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” في بيان مشترك إلى “عدم المشاركة الفلسطينية وإلغاء الاجتماع المقرر في الأردن”، كما طالبا بـ”عقد اجتماع فوري للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية من أجل تقييم نتائج التحركات الفلسطينية السابقة، واتخاذ قرار بعدم المشاركة في قمة العقبة”.
حزب الشعب والجبهة الديمقراطية: "ندعو السلطة لعدم المشاركة في اجتماع العقبة، والهدف الأساسي للاحتلال وأمريكا هو إجهاض الموقف الفلسطيني بما فيه وقف التنسيق الأمني، ومجزرة نابلس تكشف الزيف والخداع الأمريكي، وندعو لإنهاء العمل بالاتفاقيات مع الاحتلال".
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 25, 2023
وقالا إن “الهدف الأساسي لإسرائيل والإدارة الأمريكية هو إجهاض الموقف الفلسطيني الذي تضمّن وقف التنسيق الأمني”.
بدوره، دعا صالح رأفت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) القيادة إلى “عدم المشاركة في قمة العقبة”، وقال “لا يمكن التوصل لأي تفاهمات مع الحكومة الإسرائيلية”.
في تصريح صحفي لـ"شبكة قدس".. القيادي بحركة الـجــهــاد الإسلامي محمد الهندي: "مشاركة السلطة بمؤتمر العقبة استسلام للضغوط الأمريكية، وغطاء لإطلاق يد الاحتلال بالضفة للقتل وتوسيع وشرعنة الاستيطان، وهدم البيوت، وأخطر ما في المؤتمر هو تغيير المفاهيم في تعامل السلطة مع قوى المقاومة".
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 25, 2023
وطالبت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، السلطة الفلسطينية “بعدم المشاركة في اجتماع العقبة، وبعدم العودة إلى التنسيق الأمني”.
وحذرت “من خطورة الضغوط الأمريكية والإسرائيلية التي تمارَس لجر الفلسطينيين إلى صراعات داخلية”.
كما حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين “من تبِعات لقاء العقبة”، ودعت السلطة إلى مقاطعته.
وقالت إن “الاجتماع (مع الجانب الإسرائيلي) في وقت يصعّد فيه العدو مجازره ضد أبناء شعبنا، ما هو إلا غطاء سياسي لهذه المجازر”.
كما عقد مسلحون من مختلف الفصائل الفلسطينية مؤتمرا صحفيا في مدينة جنين شمالي الضفة، عبّروا فيه عن رفضهم انعقاد “قمة العقبة”.
تغطية صحفية: "إدانات شعبية وفصائلية رفضا لقمة العقبة ومشاركة السلطة بها".. إليكم المزيد pic.twitter.com/vF6NeCnEsE
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 25, 2023
وقالوا “السلطة الفلسطينية وقيادة منظمة التحرير وقعت في الفخ الأمريكي مرة أخرى، وقدّمت خدمة مجانية للاحتلال، والمشاركة في هذا اللقاء يأتي في الاتجاه المعاكس للإجماع الوطني لشعبنا”.
ومنذ أبريل/نيسان 2014، توقفت المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي جراء رفض تل أبيب وقف الاستيطان وإطلاق سراح أسرى قدامى، بالإضافة إلى تنصلها من مبدأ حل الدولتين.