من مأساة إلى مأساة.. أوبئة تنتشر في مخيمات الشمال السوري أهمها الكوليرا والجَرَب
رصدت الجزيرة مباشرة الحياة اليومية والصعوبات التي يواجهها النازحون في مخيم “الخير” بإدلب شمالي سوريا.
وبنيت الكثير من مخيمات متضرري الزلزال على عجل، من دون توفير متطلبات الحياة الأساسية، كخدمات الصرف الصحي ودورات المياه، وهو ما أدى إلى انتشار القمامة في محيط المخيم.
وكانت مخيمات الشمال السوري تعاني من انتشار وباء الكوليرا قبل الزلزال، وأصبحت الآن تعاني بشكل أكبر مع تركيز المستشفيات على مصابي الزلزال، وانتشر الوباء بشكل أوسع بالإضافة لظهور العديد من حالات الجَرَب، على حد قول سكان المخيمات.
وانتشرت برك المياه داخل المخيمات وحولها، وهي تساهم بشكل كبير في انتشار الأمراض والأوبئة، خاصة مع صعوبة العناية الشخصية على الأسر وتحديدًا الأطفال.
بسبب افتقادهم للخدمات.. مخاوف من تفشي الكوليرا داخل مخيمات النازحين في #إدلب#سوريا #الجزيرة_مباشر pic.twitter.com/a7uSk8FX9R
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 20, 2023
وقال مدير المخيم إن “مخيم الخير بُني على عجل لإيواء المتضررين من الزلزال، لكنه لم يستوعب عدد الأسر الموجودة فيه، حيث يوجد في المخيم 70 خيمة، بينما يبلغ عدد العائلات 115 عائلة”، وهو ما يعني أن العديد من العائلات تشترك في خيمة واحدة.
وأضاف للجزيرة مباشر “انشغلت المستشفيات بإصابات الزلزال، وهو ما تسبب في انتشار الكوليرا في المخيمات وبعض حالات الجَرَب”، وطالب بوجود إسعافات أولية وعاجلة لهذه الحالات.
وأوضح أنه “يوجد بالفعل بعض العيادات المتنقلة، لكنها لا تكفي لأن الوضع سيّئ للغاية، ونحن الآن مقبلون على منخفض جوي ولن تقي هذه الخيام العائلات والأطفال نهائيًّا”.
الجميع ينظر بعيداً وينتظر من كان معهم يحلو صباحهم، ترتسم ملامح الألم والحزن على وجوه منهكة رغم صغرها.
من مراكز الإيواء المؤقت للناجين المتضررين من الزلزال.#زلزال_سوريا #سوريا #الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/hZuBw09Gfq— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 17, 2023
وفيما يخص الدعم المادي والغذائي وغيره، قال “الدعم أصبح سيًّا جدًّا، وأطالب المنظمات الخيرية والأفراد بضرورة مساندة ومساعدة عائلات هذا المخيم”.
وقالت نازحة أخرى “لم يبق شيء لم يحدث لنا نحن السوريين”، وأضافت “لا أذكر بالضبط كيف خرجنا من منزلنا وقت الزلزال، تركنا كل شيء وهربنا”.
وأضافت ” من أكثر من 10 أيام لم يستحم أولادي، لا نملك الأدوات، وزوجي متوفى ولا يوجد أحد يساعدني ويأخذ أولادي لمكان آخر لنعتني بنظافتهم الشخصية، وأصبت أنا وأولادي بحكة مستمرة”.
وأوضحت “كنت أظن أننا وحدنا من أصبنا بذلك، لكن عندما ذهبت إلى المستشفى وجدت كثيرين غيري مصابين بنفس المشكلة، حكة مستمرة ودُوار”.
وقالت نازحة أخرى “إننا نحاول قدر الإمكان العناية الشخصية بأطفالنا حتى لا تنتقل العدوى”، مشيرة إلى أن “المياه موجودة، لكن لا توجد دورات مياه”.
تواصل فرقنا أعمالها في إزالة بعض ركام المنازل التي دمرها #الزلزال، وفتح الطرقات في قرى ملس وعزمارين في ريف #إدلب لتسهيل حركة المدنيين في المنطقة.#الخوذ_البيضاء #زلزال_سوريا pic.twitter.com/ceMcqP1Ahm
— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) February 16, 2023
وضرب زلزالان جنوبي تركيا وشمالي سوريا في 6 فبراير/ شباط الجاري، بلغت قوة أولهما 7.7 درجات والآخر 7.6 درجات، ثم تلتهما آلاف من الهزات الارتدادية العنيفة، مما خلف خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات بالبلدين.