سياسي سوداني: تصريحات حميدتي خطرة جدًّا ولن نندم على استدعائنا للمؤسسة العسكرية (فيديو)

قال رئيس مسار الوسط في اتفاق جوبا التوم هجو، إنه لن يندم هو وزملاؤه ولن يعتذروا عما قاموا به من استدعاء المؤسسة العسكرية لحل الأزمة السياسية في السودان، محذرًا من خطورة تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وأضاف هجو في لقائه مع برنامج المسائية عبر الجزيرة مباشر “طالبنا من البداية بتصحيح المسار، وكان يجب على المؤسسة العسكرية أن تقوم بذلك، ولكن ما حدث بعد 25 أكتوبر كان مسؤولية المؤسسة العسكرية، وهم اختلفوا فيما بينهم، لذلك أحمّلهم مسؤولية أي خلل حدث”.
وأدلى نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي محمد حمدان دقلو (حميدتي) أمس بتصريحات مثيرة للجدل وهي الأولى من نوعها منذ إجراءات الجيش في 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، واصفًا تلك الإجراءات بـ”الانقلاب”.
وقال حميدتي إن “قرار الانقلاب” على الحكومة المدنية بقيادة عبد الله حمدوك كان خطأ، واعتبر أنه فتح بابًا لعودة النظام البائد، كما شدد على ضرورة التوصل إلى تسوية بشأن حكومة مدنية وعودة العسكريين إلى ثكناتهم.
#حميدتي: أخطأت في المشاركة بانقلاب 25 أكتوبر#السودان pic.twitter.com/K8W4zoLJkS
— الجزيرة مباشر (@ajmubasher) February 19, 2023
وحذر هجو من خطورة تصريحات نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وقال “تصريحات حميدتي مؤسفة وخطرة جدًّا لأنه حدث ما حذرنا منه، وهو انتقال الصراع السياسي إلى داخل المؤسسة العسكرية”.
وتابع “حميدتي يقول 13 شهرا لم نستطع أن نكون الحكومة، وهو دليل على فشلهم، لأنهم استطاعوا تكوين المجلس السيادي في أول أسبوع، لكن اختلفوا في تكوين الجانب الآخر (الحكومة)”.
وأضاف “كان هنالك خطأ وجئنا كمجموعة سياسية كطرف ثالث بين شراكة قائمة بين مدنيين وعسكريين”، لافتًا إلى أن ما حدث هو مفاصلة بين شركاء “كالتي حدثت بين نميري وزملائه من الشيوعيين الذي أتوا بانقلاب مايو، وهو ذاته ما حدث بين الإسلاميين والبشير، وأيضًا المفاصلة الأخيرة بين المؤسسة العسكرية وقوى سياسية أخرى ولم نكن طرفًا فيها بل كنا ضحيتها”.
وأشار رئيس مسار الوسط في اتفاق جوبا إلى أن “الشعب السوداني ظل ضحية للصراعات السياسية منذ الاستقلال”، وشبّه هجو مأساة الشعب السوداني بمأساة الشعب الفلسطيني المحتل، وقال “في هذه المنطقة هنالك مأساتان، مأساة الشعب الفلسطيني المحتل، والشعب السوداني الذي خذله أبناؤه”.
شُجاعة جدًّا
من جهته، أشاد الصحفي والباحث السياسي شوقي عبد العظيم بتصريحات حميدتي، وقال “تصريحاته شجاعة جدًّا، ويجب أن نُحيّي الثوار الذين خرجوا صبيحة 25 أكتوبر ينددون بهذا الانقلاب الذي اكتشف حميدتي الآن أنه خطأ وأنه نادم على ما فعل”.
وأوضح “كان على التوم هجو وزملائه الذين كانوا في منصة القصر الجمهوري أن يناقشوا هذه المسألة مع السياسيين، وأن يحلوها بالسياسيين، وأن يستخدموا الأدوات المدنية لحل الأزمة السياسية، لكنهم استعانوا بالجيش والسلاح، واعتصموا أمام قصر البرهان في تلك اللحظة وطالبوه بالتدخل”.
وأضاف “يتنصل الآن التوم هجو من استدعاء المؤسسة العسكرية، لكن كل الأدلة موجودة وموثقة على استدعائه للعسكر للدخول في الأزمة السياسية، وأذكره بموقفه أثناء اعتلائه منصة القصر الجمهوري وهو يهتف (البيان البيان يا برهان)”.
وحول انتقاد هجو لحميدتي والبرهان وتحميلهم مسؤولية عدم تشكيل حكومة مدنية قال عبد العظيم “ممن يكوّن البرهان الحكومة؟ من مجموعة يعرف الشعب السوداني أنها ليس لديها أي سند ولا قواعد، كما أن هذه المجموعة تفرقت وبعضهم هاجر، وبعضهم لم يستطع أن يُقنع الشارع السوداني أو البرهان بأنه قادر على تشكيل حكومة”.
وأشار إلى أن ” الذين قاموا بالانقلاب اكتشفوا أنهم على خطأ بينما لا يزال التوم هجو ومجموعته متمسكين بالانقلاب واستدعاء السلطة من أجل السيطرة على البلد”، مؤكدًا أن الشعب السوداني لن ينسى ما فعله التوم هجو، على حد قوله.