وسط إدانات واسعة.. مستوطن يقتحم كنيسة “حبس المسيح” في القدس ويحطم محتوياتها (شاهد)

اقتحم مستوطن يهودي، اليوم الخميس، كنيسة “حبس المسيح” في البلدة القديمة من القدس المحتلة وحطم محتوياتها، وهو ما قوبل بإدانات وانتقادات من الخارجية الفلسطينية وعدد من الهيئات المعنية.

وقالت محافظة القدس في بيان صحفي، إن المستوطن اقتحم مبنى الكنيسة الواقع مقابل المدرسة العمرية، وقام بتحطيم محتوياتها وحاول إشعال النار فيها، مشيرة إلى دور حارس الكنيسة في التصدي للمستوطن ومنعه من التمادي في إلحاق الضرر بالكنيسة.

وادعت شرطة الاحتلال في بيان صحفي، أن منفذ الاعتداء على الكنيسة “سائح أجنبي مختل عقليا”، وهو نفس ما ذكرته في جريمة إحراق المسجد الأقصى عام 1969 على يد متطرف يهودي أسترالي الجنسية يدعى مايكل دنيس روهن، حيث ادعت سلطات الاحتلال آنذاك أنه “مجنون”، ورحّلته إلى أستراليا.

من جهتها، أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، اقتحام الكنيسة وتحطيم محتوياتها، واعتبرتها “جريمة تندرج في إطار ما ترتكبه سلطات الاحتلال وجمعياتها ومنظماتها الاستيطانية من اعتداءات على شعبنا ومقدساته المسيحية والإسلامية”.

وقالت الخارجية في بيان صحفي، اليوم الخميس، إن هذا الاعتداء يندرج أيضًا في إطار محاولات تهويد المقدسات وفرض السيطرة الإسرائيلية عليها “كجزء لا يتجزأ من استهداف المدينة المقدسة لتكريس تهويدها وضمها وتغيير هويتها ومعالمها وتهجير مواطنيها وفصلها تمامًا عن محيطها الفلسطيني”.

وأدان مدير مركز القدس للعلاقات الكنسية يوسف ضاهر، الاعتداء على الكنيسة، مشيرًا إلى تزايد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المقدسات المسيحية في البلدة القديمة من القدس، مطالبًا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، اتجاه هذه الجرائم.

واعتبرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، أن اقتحام الكنيسة إصرار على المساس بحرمة المقدسات بالمدينة المحتلة، وتمادٍ خطير من قبل المستوطنين في إزالة كل ما هو غير يهودي في القدس.

وأكدت الهيئة أن “الاعتداءات الأخيرة من قبل قطعان المستوطنين على المقدسات المسيحية بمدينة القدس، والتي كان آخرها كنيسة حبس المسيح، صباح اليوم، وبطريركية الأرمن مؤخرًا، إمعان في التطرف والعنصرية، تحت مرأى وحماية قوات الاحتلال، التي أطلقت يد المستوطنين بالاعتداء والتخريب”.

يذكر أن هذا هو الاعتداء الرابع، الذي يستهدف أماكن عبادة مسيحية من قبل متطرفين يهود، منذ بداية العام الجاري، حيث تعرضت مقبرة الكنيسة الأسقفية لاعتداء وتكسير للصلبان، كما تعرضت البطريركية الأرمنية في وقت سابق إلى محاولة لاقتحامها، وكُتبت عبارات عنصرية على جدرانها.

وأشادت الهيئة بالفعل البطولي لحارس الكنيسة، بتصديه للمستوطن المتطرف، الذي حال دون إلحاق مزيد من الاعتداء والتخريب بالكنيسة.

وحمّلت الهيئة سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن توفير الحماية للأماكن الدينية ودور العبادة، محذرة سلطات الاحتلال من مغبة التمادي في إطلاق أيدي المستوطنين بالمدينة المقدسة، وما قد ينجم عن اعتداءاتهم من تداعيات خطيرة.

بدوره، أدان رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، الاعتداء وقال في بيان إن “ما يحدث من اعتداءات على الأماكن المقدسة من قبل المتطرفين اليهود برعاية حكومتهم الفاشية هو نهج ثابت وعنصري منذ احتلال المدينة المقدسة، ويرجع ذلك للتحريض والعنصرية المستمرة ضد الأديان والشرائع السماوية”.

وأضاف أن “المسيحيين كالمسلمين جزء أصيل من شعبنا، قدموا تضحيات جسام في سبيل الدفاع عن فلسطين وأرضها وإحقاق حقوق شعبها، فخطت أسماؤهم في قوائم الشهداء والأسرى ومورس ضدهم أبشع أنواع الظلم من تهجير وتهديد وسرقة ممتلكاتهم وتدمير كنائسهم”.

في هذا السياق، أدانت اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، الاعتداء وقالت في بيان إن تصاعد الاعتداءات والاقتحامات لدور العبادة والمقدسات الإسلامية والمسيحية “هو النتيجة الحتمية للتحريضات التي ترعاها حكومة الاحتلال العنصرية تجاه كل ما هو غير يهودي”.

وأضافت أنه “لا يمكن تصنيف هذه الأفعال بالعمل الفردي، إنما هذه سياسة تعبئة عنصرية ممنهجة يقودها قادة الفاشية الإسرائيلية لتفريغ القدس من سكانها الأصليين وتهويدها”.

وأكدت أن إرادة الشعب الفلسطيني صامدة أمام كافة التحديات، وطالبت كنائس العالم بالتحرك الفوري والعاجل والضغط على حكوماتها لتوفير الحماية الدولية، ومعاقبة إسرائيل.

وطالبت وزارة الخارجية والهيئات، المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف الاعتداءات والانتهاكات الجسيمة في حق المقدسات الإسلامية والمسيحية، ووضع حدّ للجرائم الإسرائيلية الهادفة إلى طمس الهوية العربية الفلسطينية للمدينة المقدسة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية