“اهتم بشؤونك الخاصة”.. ائتلاف نتنياهو يدعو السفير الأمريكي لعدم التدخل بشؤون إسرائيل

دعا أعضاء في الائتلاف الحاكم بإسرائيل، اليوم الأحد، السفير الأمريكي لدى تل أبيب توم نايدز إلى عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد بعد دعوته رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى وقف خطة “إصلاح القضاء” المثيرة للجدل.
وأمس السبت، قال السفير الأمريكي في إسرائيل إنه ينبغي على نتنياهو إبطاء التقدم بخصوص تغييرات قضائية مثيرة للجدل قد تجعل من الصعب على واشنطن مساعدته في تطوير بعض الملفات التي يريد العمل عليها.
وأضاف نايدز في “مدونة صوتية” باسم (ذي آكس فايلز) نُشرت على شبكة (سي.إن.إن) مساء أمس: “نقول لرئيس الوزراء كما أقول لأولادي.. استعمل المكابح، تمهل، وحاول التوصل إلى التوافق والتقريب بين الأطراف”.
وأشار “نعتقد أن المؤسسات الديمقراطية تتعرض لضغوط وتوتر، لذا نعّبر عن ذلك”.
وأكد نايدز دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في مجال الأمن وفي الأمم المتحدة، لكنه قال إن آمال نتنياهو المعلنة في إقامة علاقات دبلوماسية كبيرة مع قوى رئيسة في الشرق الأوسط أو التعامل مع برنامج إيران النووي معرضة للخطر.
وأوضح نايدز “قلت لرئيس الوزراء 100 مرة لا يمكننا قضاء الوقت في الأشياء التي نريد العمل عليها معًا إذا كانت النيران مشتعلة في فنائك الخلفي”.

والاثنين الماضي، صوّت أعضاء الكنيست في لجنة الدستور لصالح التعديلات المقترحة ضمن خطة تروّج لها الحكومة، وتهدف إلى تغيير تشكيل لجنة اختيار القضاة ومنع المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) من إبطال القوانين الأساسية أو إصدار حكم ضد السلطة التنفيذية، ومن المقرر التصويت غدًا على عدد من بنود الخطة أمام الهيئة العامة للكنيست (120 عضوًا).
ولم يصدر رد حتى الآن من نتنياهو، لكن وزير الشتات عميحاي شيكلي قال لهيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) “أقول للسفير الأمريكي استعمل أنت المكابح. اهتم بشؤونك الخاصة. أنت لست صاحب السيادة هنا لمناقشة الإصلاحات القضائية. يسعدنا مناقشة الأمور الدبلوماسية والأمنية معك، ولكن احترم ديمقراطيتنا”.
وأضاف شيكلي “ليس لديك سلطة للتطرق إلى الإصلاحات القضائية”.
وقالت رئيسة لجنة الدستور البرلمانية سيمحا روثمان من حزب “الصهيونية الدينية” الذي يقوده وزير المالية بتسلئيل سموتريتش: “لا أعتقد أنه يجب التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد”.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن سيمحا قولها “المطروح للتصويت غدًا الاثنين هو تغيير أسلوب اختيار القضاة حتى تصبح إسرائيل ديمقراطية مثل كل الديمقراطيات في العالم”.
وأضافت سيمحا وهي من أكبر مروجي الخطة “لا أعتقد أن هناك أي شرعية في إسرائيل، وبالتأكيد ليس في الخارج، للقول إن هذا الإصلاح المرتقب يعرض دولة إسرائيل للخطر”.
ويعم الغضب إسرائيل منذ أسابيع بسبب خطة حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة لإجراء تغييرات في القضاء يقول منتقدون إنها تعرض نظام الضوابط والتوازنات الديمقراطية في البلاد للخطر.
وقال عضو الكنيست يتسحاق كروزر من حزب “القوة اليهودية” بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير “أقدر وأحترم صديقتنا العظيمة الولايات المتحدة الأمريكية”.
لكنه لفت في حديث مع إذاعة “يديعوت أحرونوت”: “لا أتذكر أننا ولاية تابعة للولايات المتحدة. إسرائيل دولة مستقلة، لدينا نظام حكم ديمقراطي ومستقل وقوي”.
وللأسبوع السابع على التوالي، تظاهر عشرات آلاف الإسرائيليين، مساء أمس، في تل أبيب ومدن أخرى، احتجاجًا على الخطة التي تصفها المعارضة بـ”الانقلاب القضائي”، بينما أكد نتنياهو أنها تهدف إلى إعادة التوزان بين السلطات الثلاثة (التشريعية والقضائية والتنفيذية).
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول الماضي، منح الكنيست الثقة لحكومة ائتلافية بقيادة نتنياهو توصف بأنها “الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل”، مع تحذيرات من سياساتها لا سيما المناهضة للشعب الفلسطيني.