“أريد بناء المزيد”.. بن غفير يتحدى رفض أمريكا ودول أوربية قرار توسيع الاستيطان

إسرائيل مستوطنات
مستوطنة "رامات شلومو" في ضواحي القدس المحتلة (الفرنسية)

قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير إنه يريد أن يرى المزيد من المستوطنات، متحديّا بذلك تصريحات لوزراء خارجية أوربيين ووزير الخارجية الأمريكي عبّروا فيها عن انزعاجهم من قرار اتخذته تل أبيب بالترخيص لبناء بؤر استيطانية.

وفي رسالة أعقبت البيان الصادر من واشنطن وحليفاتها الأوربية فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا أمس الثلاثاء، قال بن غفير إن “أرض إسرائيل ملك لشعب إسرائيل”.

وقال الوزير اليميني المتطرف الذي ينتمي إلى الكتلة القومية الدينية المتشددة في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إنه يريد أن يتجاوز نطاق القرار المعلن يوم الأحد، ببناء 9 بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة وتشييد منازل جديدة في مستوطنات قائمة.

وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير (رويترز)

معارضة الاستيطان

وانضم وزراء خارجية 4 دول أوربية وكندا إلى واشنطن، في معارضة قرار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السماح ببناء بؤر استيطانية يهودية جديدة في الضفة الغربية المحتلة.

وأصدر وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، بيانًا مشتركًا عبّروا فيه عن قلقهم إزاء الخطط التي أعلنتها إسرائيل يوم الأحد.

وقالوا “نعارض بشدة الإجراءات الأحادية الجانب التي لن تؤدي إلا إلى تفاقم التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتقويض الجهود المبذولة للتوصل إلى حل الدولتين عبر التفاوض”.

وفي وقت لاحق، قالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي إن بلادها هي الأخرى تعارض بشدة التوسع في المستوطنات، وأضافت “مثل هذه الإجراءات الأحادية الجانب تعرّض جهود تحقيق سلام شامل وعادل ودائم للخطر”.

شرطي إسرائيلي يعتقل ناشطًا خلال احتجاج على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي- قلقيلية 30 أغسطس (رويترز)

غير شرعية

وأصدرت حكومة نتنياهو، يوم الأحد، تصريحًا بأثر رجعي لبناء 9 بؤر استيطانية في الضفة الغربية المحتلة، وأعلنت تشييد منازل جديدة في مستوطنات قائمة، مما دفع وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى التعبير عن “انزعاجه الشديد” من هذه الخطوة.

وتعتبر معظم القوى العالمية المستوطنات في الأراضي التي تم احتلالها في حرب عام 1967 بين إسرائيل والقوى العربية غير شرعية، وترفض إسرائيل ذلك.

ومنذ عام 1967، أنشأت إسرائيل 132 مستوطنة على أراض يعدّها الفلسطينيون جزءًا من دولتهم في المستقبل، وفقًا لمنظمة السلام الآن.

وإضافة إلى المستوطنات المصرَّح بها، بنت مجموعات من المستوطنين عشرات البؤر الاستيطانية بدون تصريح من الحكومة، أزالت الشرطة بعضها، في حين سُمح للبعض الآخر بالبقاء بأثر رجعي.

والبؤر الاستيطانية التسع التي حصلت على التصريح، يوم الأحد، هي الأولى التي تحصل على مثل هذا التصريح من حكومة نتنياهو الحالية.

ومع تصاعد التوتر في الضفة الغربية، أثارت هذه الخطوة قلق القوى العالمية التي تخشى تصعيدًا أكبر للعنف، حيث تشن القوات الإسرائيلية اقتحامات شبه يومية في الضفة الغربية، في متابعة حملة بدأت العام الماضي.

مجلس التعاون يدين

وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، جاسم محمد البديوي، إقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي مشروع قانون بالموافقة على عدد من البؤر الاستيطانية ومخططات بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها مدينة القدس.

وطالب المجتمع الدولي بالضغط على السلطات الإسرائيلية للرجوع عن تلك القرارات التي تُعَد انتهاكًا صارخًا لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، واعتداءً سافرًا على حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد الأمين العام مواقف دول المجلس الثابتة تجاه القضية الفلسطينية بوصفها قضية العرب والمسلمين الأولى، ودعم قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ضمن حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين، وحل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.

انتهاك للقوانين الدولية

من جانبها، أعربت رابطة العالم الإسلامي عن رفضها وإدانتها عمليات الاستيطان غير القانوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي تنتهك كل القوانين والقرارات الدولية ذات الصلة.

وفي بيان، أهاب الأمين العام للرابطة محمد بن عبد الكريم العيسى بأهمية عمل الجميع على مساعي السلام العادل والشامل، وإيقاف كل الإجراءات الأحادية التي تقوّض فرص الحل في المناطق المحتلة.

وجدد تأكيد موقف رابطة العالم الإسلامي الراسخ إلى جانب الشعب الفلسطيني، وصولًا إلى حل قضيته المصيرية، التي تُعَد في طليعة القضايا الدولية الملحّة والمؤلمة.

كما أدانت باكستان بشدة إجراءات الاحتلال في إضفاء الشرعية على 9 مستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة بالضفة الغربية.

وأكدت الخارجية الباكستانية، في بيان أمس الثلاثاء، أن ما يمارسه جيش الاحتلال يُعَد انتهاكًا واضحًا وصارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، ويتعدى على حقوق الشعب الفلسطيني.

وجدد البيان دعم باكستان الكامل لشعب فلسطين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على حدود ما قبل عام 1967.

المصدر : رويترز + وكالة الأنباء الفلسطينية