للمرة الرابعة في أسبوع.. أمريكا تسقط “جسمًا طائرًا” في مجالها الجوي

طائرات F16 الأمريكية (الأوربية - أرشيف)

أسقط الجيش الأمريكي جسمًا طائرًا جديدًا أمس الأحد، قرب بحيرة هورون في ميشيغين القريبة من الحدود مع كندا، في رابع عملية من هذا النوع خلال أسبوع.

وأمر الرئيس الأمريكي جو بايدن الجيش بإرسال طائرات عسكرية لإسقاط الجسم الغامض “في إجراء احترازي”، وفق تقارير أمريكية.

وترصد الولايات المتحدة الأجواء بحرص شديد في ظل توتر العلاقات مع الصين، وخاصة بعد رصد منطاد صيني في سماء الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، وتوالي ظهور أجسام طائرة غامضة بعد ذلك.

ونسبت واشنطن مسؤولية إطلاق الجسم الأول إلى بيجين ووصفته بأنه منطاد مخصص لأغراض التجسس.

ونقلت تقارير إخبارية عن مسؤول أمريكي قوله إن الجسم الجديد عبارة عن هيكل ثماني الأضلاع وتتدلى منه أوتار، وأوضح أنه “لم يكن يمثل تهديدا عسكريا على أي شيء على الأرض”، مشيرًا إلى أنه كان من المحتمل أن يشكل خطرًا على الطيران المدني حيث حلّق على ارتفاع 6 آلاف متر فوق ولاية ميشيغين الأمريكية.

وأضاف المسؤول “ليس لدينا ما يشير إلى أن (الجسم الطائر) لديه قدرات مراقبة ولكن لا يمكننا استبعاد ذلك”.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون” في بيان إن قيادة الفضاء الأمريكية تتبعت الجسم الجديد بصريًّا وعبر رادار، وجرى إسقاطه فوق بحيرة ميشيغين قرب الحدود مع كندا “لتجنب التأثير في الناس على الأرض مع تعظيم فرص استرداد الحطام”.

ويأتي الحادث الجديد بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو السبت إسقاط “جسم غير محدد” فوق شمال غرب كندا، وذلك غداة إعلان مسؤولين أمريكيين إسقاط جسم فوق ألاسكا الجمعة.

وجاء الإعلان عن إسقاط الأجسام الثلاثة بعد أسبوع من إسقاط قوات أمريكية منطادًا صينيًّا يعتقد أنه للتجسس، وهو ما أطلق شرارة نزاع دبلوماسي جديد مع بيجين.

وتوجّه ترودو أمس إلى منطقة يوكون في غرب البلاد، حيث تم إسقاط الجسم الثالث المجهول، ووصف مسؤولون كنديون الجسم بأنه صغير وفي شكل أسطواني بحجم سيارة متوسطة تقريبًا.

وتواجه فرق البحث الأمريكية في ألاسكا ظروفا شاقة أثناء بحثها قرب ديدهورس التي أسقط بها الجسم الثاني الجمعة.

وتستمر العمليات أيضا قبالة ساحل كارولاينا الجنوبية التي أسقط بها الأسبوع الماضي المنطاد الصيني، وهو أول جسم طائر يرصد في أمريكا الشمالية مؤخرا.

تبادل الاتهامات

وكان عضو جمهوري بارز في الكونغرس قد اتهم، الأحد، بيجين بارتكاب “عمل عدائي” في ما يتعلق بالمنطاد الصيني الذي أُسقط في الرابع من فبراير/ شباط قبالة الساحل الشرقي للولايات المتحدة بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إنه مخصص لأغراض التجسس.

وصرّح رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب مايكل ماكول لشبكة “سي بي إس” الأمريكية قائلًا “لقد تم ذلك باستفزاز لجمع بيانات استخبارية، عن مواقعنا النووية الرئيسية الثلاثة”.

وانتقد الجمهوريون بايدن بشدة لسماحه للمنطاد الأول بالبقاء أياما عدة في أجواء البلاد قبل إسقاطه، لأن ذلك ربما يكون قد أتاح له جمع معلومات استخبارية حساسة، وفقًا لقولهم.

بدوره، قال زعيم الغالبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو من بين كبار المشرعين الذين تلقوا إحاطة حكومية، في تصريح لشبكة “إيه بي سي”، إن الجسمين الثاني والثالث كانا على الأرجح منطادين لكنهما “أصغر بكثير” من المنطاد الأول.

من جهتها، انتقدت الصين تعامل الولايات المتحدة مع المنطاد، معلنة أن عملية إسقاطه “أثرت وأضرت بشدة” بالعلاقات بين البلدين، مؤكدة أن المنطاد كان لمراقبة الطقس ولكنه انحرف عن مساره.

وتصّر بيجين على أن المنطاد مدنيّ، وكان الغرض منه تجميع بيانات حول الطقس، متهمة الولايات المتحدة بـ”المبالغة في ردها” الذي تمثّل باستخدام القوة، وقالت إن الحكومة الصينية “تتابع عن كثب تطور الوضع” و”تحتفظ بالحق في اتخاذ الإجراءات اللازمة”.

المصدر : الفرنسية