زلزال تركيا وسوريا.. كيف ينجو الأطفال بعد ساعات طويلة تحت الأنقاض؟ (فيديو)
رجح الدكتور الطبيب عبد الله هلال منسق الرابطة الطبية للمغتربين السوريين، خروج أحياء من تحت الأنقاض، بعد مرور 7 أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا وتجاوز عدد القتلى فيه 34 ألفًا.
وأوضح الطبيب، الأحد، لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر أن أغلب الناجين يصابون بمتلازمة “الهرس” وهي عجز بالعضلات؛ مما يعرضهم لبتر الأطراف أو تعطل عمل الكلى بسبب طول مكثهم تحت الأنقاض، ويجعل من الضروري خضوعهم لغسيل الكلى وإلا فقدوا حياتهم.
وعن ارتفاع حالات الناجين بين الأطفال الصغار، قال الطبيب لبرنامج المسائية إن عدة عوامل تتحكم في ذلك منها أن صغر أجسامهم يجعلهم لا يأخذون حيزا كبيرا تحت الأنقاض، كما أنهم يحتاجون إلى نسبة أوكسجين أقل من التي يحتاج إليها الكبار.
وأوضح هلال أن الأطفال الذين يتم انتشالهم من تحت الأنقاض بعد مدة طويلة يعانون من جفاف شديد يجعلهم يحتاجون إلى عناية خاصة مكثفة.
ووصف الطبيب الوضع الصحي في إدلب بأنه مأساوي، قائلا إن المنطقة غير مجهزة مسبقا لمثل هذه الكارثة، إذ يفوق عدد المصابين إمكانيات المستشفيات التي تشهد تكدس المرضى والجثث.
ووصل المنقذون في مدينة أنطاكيا التركية، ليلة الاثنين، إلى طفلة عمرها 11 سنة ووالدتها، بعد مكثهما 160 ساعة تحت الأنقاض، وكانت الطفلة في وضع جيد. وقال الطبيب إنها في الغالب لم تتعرض لإصابات وإن التهوية كانت جيدة، لكن لا يستطيع الجميع تحمل هذا العدد من الساعات دون ماء ولا طعام.

من جهتها، قالت ندى الراشد عضو مجلس إدارة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، للمسائية، إنهم مستمرون في البحث والانتشال وإنهم في المرحلة الأخيرة.
ووصفت الوضع في شمال غرب سوريا بأنه مأساوي، موضحة أن 40 ألف عائلة بلا مأوى وبحاجة إلى جميع أنواع المساعدات، وأن 40% من المدارس تضررت مما يعني أن 14 ألف طفل أصبحوا بلا مدارس.
وأفادت الراشد أن القطاع الطبي منهك وبحاجة إلى مساعدات، وقالت إن كميات كبيرة من المساعدات وصلت إلى الشمال السوري من قبل المنظمات إلا أنها لا تكفي إذ كانت الكارثة كبيرة.
وأكدت المسؤولة أن الدفاع المدني لم تصل إليه أي مساعدات من الأمم المتحدة، وأفادت بأن ممثلين من المنظمة عقدوا لقاء مع الدفاع المدني واعتذروا عن عدم مساعدتهم ووعدوا بالتدارك في الأيام المقبلة.
وقالت المسؤولة في الخوذ البيضاء إنهم بحاجة إلى معدات بحث وإنقاذ وإلى المعدات الثقيلة التي تساعد على التعافي المبكر، وذلك بترميم البنى التحتية وإصلاح الكهرباء، ثم المساعدات الإنسانية من خيام وطعام وملابس وتدفئة.
وتجاوزت حصيلة قتلى الزلزال الذي ضرب جنوبي تركيا وشمال سوريا قبل نحو أسبوع 34 ألفًا مع انتشال المزيد من الجثث من تحت أنقاض المباني المدمرة في البلدين، ولا يزال البحث جاريًا عن ناجين رغم تضاؤل الآمال في العثور عليهم.
وأعلنت رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) ارتفاع عدد القتلى جراء كارثة الزلزال جنوبي البلاد إلى 29,605.
وأشارت آفاد في بيان، أمس الأحد، إلى إجلاء 147 ألفا و934 شخصًا من مناطق الزلزال إلى ولايات أخرى.
وارتفعت حصيلة الضحايا في عموم سوريا إلى 4568 قتيلا وأكثر من 7 آلاف مصاب.