أمريكا لن تزوّد أوكرانيا بمقاتلات “إف-16”.. وزيلينسكي: روسيا بدأت “انتقامها الكبير”

الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال حدث في بالتيمور، ماريلاند، الولايات المتحدة (رويترز)

قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، إن بلاده لن تزود كييف بمقاتلات إف-16 لمساعدتها على التصدي للحرب الروسية على بلادها، في حين قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن روسيا بدأت “انتقامها الكبير”.

ورد بايدن على سؤال لصحفيين في البيت الأبيض أمس الاثنين، حول ما إذا كان يؤيد إرسال مقاتلات (أف-16) إلى كييف كما طلب منه عدد من المسؤولين الأوكرانيين، قائلا “كلّا”. وأشار إلى أنه سيزور بولندا الحليف الرئيسي.

وكانت دول غربية قد وافقت هذا الشهر على تزويد أوكرانيا بدبابات متطورة تعد الأقوى في جيوش دول حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وأعطى هذا الدعم الأمل لكييف بحصولها قريبًا على طائرات حربية من طراز إف-16 لتعزيز قواتها الجوية، لكن القضية لا تزال قيد البحث في الغرب.

ليس أمرا مستبعدا

من جانبه أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الاثنين عقب محادثات أجراها في لاهاي مع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته، أن تزويد أوكرانيا بطائرات مقاتلة لتعزيز قدرتها على التصدي للروس “ليس أمرًا مستبعدًا”، محذرًا في الوقت نفسه من خطر تصعيد النزاع.

لكنّ ماكرون شدد على أن هناك معايير لاتخاذ أي قرار بهذا الشأن هي أن تقدم أوكرانيا طلبا لذلك، وألا يكون هذا الأمر تصعيديًّا وألا توجّه تلك الطائرات إلى الأراضي الروسية بل تساعد على جهود مقاومة الحرب، وألا يضعف ذلك قدرة الجيش الفرنسي.

من جهته، شدّد رئيس الوزراء الهولندي مارك روته على أنه لا محظورات، لكن تسليم كييف طائرات مقاتلة سيكون خطوة كبيرة.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الهولندي مارك روته (رويترز)

لن نوفر ذخيرة للدبابات

في برازيليا، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بعد اجتماع مع المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الاثنين، إن بلاده لن توفر ذخيرة لدبابات (ليوبارد) القتالية التي وعدت ألمانيا بتسليمها لأوكرانيا، لكنه أبدى استعداده للوساطة في النزاع مع روسيا.

وقال لولا دا سيلفا في مؤتمر صحفي مشترك مع شولتس إن البرازيل ليست مهتمة بتمرير الذخيرة لاستخدامها في الحرب بين أوكرانيا وروسيا.

وتابع “البرازيل بلد سلام. وهذا هو السبب في أن البرازيل لا تريد أي مشاركة في هذه الحرب، ولا حتى بشكل غير مباشر”.

واقترح مبادرة وساطة بقيادة البرازيل والصين لإنهاء الحرب في أوكرانيا قائلًا “من الضروري تشكيل مجموعة من الدول القوية بما فيه الكفاية والمحترمة، والجلوس معهم على طاولة المفاوضات”.

وانتقد لولا دا سيلفا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لموقفه في الحرب ضد روسيا، التي بدأتها موسكو منذ أكثر من 11 شهرًا.

وقال “أعتقد أن روسيا ارتكبت الخطأ الكلاسيكي المتمثل في غزو أراضي دولة أخرى”. لكنه أكد أنه لا يزال مقتنعًا بأن “رقصة التانغو تتطلب اثنين”، في إشارة إلى مسؤولية كل من روسيا وأوكرانيا عن اندلاع الحرب.

وقال لولا دا سيلفا في مقابلة مع مجلة تايم “هذا الرجل مسؤول مثل بوتين عن الحرب لأنه في الحرب، لا يوجد شخص واحد مذنب”. وقال إن زيلينسكي حرّك المحادثات حول انضمام أوكرانيا إلى الناتو أو الاتحاد الأوربي، وبالتالي، وضع بلاده على خط النار.

جندي أوكراني يراقب بعد هجوم روسيا على باخموت في منطقة دونيتسك (رويترز)

الانتقام الكبير

ميدانيًّا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، إن روسيا بدأت “انتقامها الكبير” من المقاومة الأوكرانية، في الوقت الذي أعلنت فيه القوات الروسية تحقيق سلسلة من المكاسب الإضافية في الشرق.

وقال زيلينسكي إن روسيا تشن هجمات في الشرق لا هوادة فيها على الرغم من الخسائر الفادحة التي مُنيت بها، معلقا على ذلك بأن موسكو تثأر من نجاح أوكرانيا في طرد القوات الروسية من العاصمة والجنوب الشرقي والجنوب في مرحلة سابقة من الصراع.

وأضاف “أعتقد أن روسيا تريد حقًّا أن يكون انتقامها كبيرًا. أعتقد أنهم بدؤوا ذلك (بالفعل)”.

وقال دينيس بوشيلين، الحاكم الذي نصبته روسيا على الأجزاء التي تسيطر عليها من منطقة دونيتسك، إن القوات رسخت موطئ قدم لها في فوليدار، وهي مدينة لتعدين الفحم كانت أطلالها معقلا أوكرانيا منذ بداية الحرب.

وقال يان جاجين، وهو مستشار لبوشيلين، إن قوات من مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة سيطرت على جزء من طريق إمداد يؤدي إلى مدينة باخموت التي كانت موضع تركيز للهجمات الروسية على مدى أشهر.

وذكر رئيس المجموعة أمس أن مقاتليه سيطروا على قرية بلاهوداتني الواقعة شمال باخموت.

المصدر : وكالات