في أول لقاء منذ التوتر.. البرهان: السودان وإثيوبيا متفقان على كافة قضايا “سد النهضة”

رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في الخرطوم (الأناضول)

استقبل رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد في الخرطوم، الخميس، في زيارة هي الأولى له منذ 2021.

وقال البرهان، الخميس، إن بلاده وأديس أبابا متفقان على كافة قضايا سد النهضة الإثيوبي.

وشدد مجلس السيادة السوداني في بيان، على “ضرورة تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين السودان وإثيوبيا في القضايا الثنائية إقليميا ودوليا”.

وأكد البرهان -فيما يتعلق بقضية الحدود بين إثيوبيا والسودان- أن “الوثائق والآليات الفنية والحوار تمثل المرجعية الأساسية في هذا الشأن”.

وأطلع البرهان رئيس الوزراء الإثيوبي على “تطورات الأوضاع السياسية بالبلاد والجهود المبذولة لتجاوز الأزمة السياسية الراهنة”.

وأشار مجلس السيادة السوداني إلى أن آبي أحمد سيعقد اجتماعات مع أحزاب سياسية سودانية خلال زيارته.

حل القضايا العالقة

من جهته، قال آبي أحمد بحسب البيان، إن “الغرض من الزيارة إظهار التضامن مع السودان والوقوف معه في هذه المرحلة الهامة من مسيرته السياسية”.

ونوه إلى أن “السودان وإثيوبيا يزخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية”، مضيفًا أنه “يجب على الحكومات المحافظة على العلاقات التاريخية بين البلدين”.

وأكد آبي أحمد أن “سد النهضة لن يسبب أي ضرر للسودان بل سيعود عليه بالنفع في مجال الكهرباء”.

وقال رئيس الوزراء إن قضية الحدود “قديمة ويجب الرجوع إلى الوثائق لحلها”.

الزيارة هي الأولى في عهد البرهان وتأتي بعد توترات بين البلدين (الأناضول)

وسط التوتر

وشهدت العلاقات بين الخرطوم وأديس أبابا توترا في الأعوام الأخيرة بسبب “سد النهضة”، وخلاف حدودي وتدفق لاجئين من إقليم تيغراي الإثيوبي، الذي توقفت فيه الحرب قبل شهرين.

وسبق أن التقى المسؤولان في إثيوبيا في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وكانت آخر زيارة من رئيس الوزراء الإثيوبي للخرطوم إلى نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، في عهد حكومة رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك.

وتصاعد التوتر بين البلدين الجارين إثر اندلاع النزاع في إقليم تيغراي بين الحكومة الإثيوبية المركزية وجبهة تحرير شعب تيغراي.

وأجبر النزاع عشرات الآلاف على عبور الحدود إلى السودان طلبًا للجوء.

وفي نوفمبر الماضي، وقعت حكومة أديس أبابا ومتمردو تيغراي اتفاق سلام أنهى عامين من القتال الذي تسبب في مقتل نحو 500 ألف شخص، وفق الولايات المتحدة.

وتأثرت علاقات البلدين أيضا بقضية منطقة الفشقة الحدودية وهي أراض زراعية خصبة على الشريط الحدودي يزرعها مزارعون إثيوبيون، يطالب بها السودان.

“سد النهضة” أبرزها

وشهدت العلاقات السودانية الإثيوبية خلال السنوات الماضية، توترا بسبب سد النهضة، إذ يختلف البلدان حول بناء أديس أبابا للسد على النيل الأزرق.

وفي فبراير/ شباط 2022 اتهمت الخرطوم والقاهرة أديس أبابا بأنها قررت بشكل منفرد بدء توليد الطاقة الكهربائية من السد المذكور.

وبينما تتجمد المفاوضات بين السودان ومصر وإثيوبيا حول السد، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي حول ملئه وتشغيله، لضمان استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، لكن أديس أبابا ترفض ذلك وتؤكد أن السد الذي بدأت تشييده قبل نحو عقد لا يستهدف الإضرار بأحد.​​​​​​​

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات