أوكرانيا تقر بخسارة سوليدار والكرملين يعلّق على قرار تزويد كييف بدبابات ألمانية وأمريكية

دبابة ليوبارد الألمانية (رويترز)

أعلنت ألمانيا، اليوم الأربعاء، أنها سترسل دبابات (ليوبارد 2) إلى أوكرانيا لتتجاوز بذلك إحجامها عن إرسال أسلحة ثقيلة تراها كييف ضرورية لهزيمة روسيا، بينما اعتبرت موسكو قرار برلين خطيرًا وتوعّد الكرملين بإحراق هذه الدبابات.

يأتي ذلك في حين اعترف الجيش الأوكراني بالانسحاب من بلدة سوليدار الاستراتيجية شرقي البلاد، بينما قالت روسيا إنها تتقدم في مدينة باخموت القريبة.

مواد لوجستية

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس في بيان “يأتي القرار استكمالًا لدعمنا المعروف لأوكرانيا قدر استطاعتنا. نتحرك بأسلوب منسق عن كثب على المستوى الدولي”.

وأضاف أنه سيجري تدريب قوات أوكرانية في ألمانيا، وستقدّم برلين أيضًا مواد لوجستية وذخيرة، موضحًا أن بلاده ستقدّم إلى أوكرانيا 14 دبابة طراز ليوبارد 2 من مخزونات الجيش لديها.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن هيبشترايت إن الهدف هو تجميع كتيبتي مدرعات بدبابات ليوبارد 2، مشيرًا إلى أن هناك شركاء أوربيين سيوفرون من جانبهم أيضًا دبابات لهذا الغرض.

يُذكر أن كتيبة المدرعات الألمانية الرئيسية تضم في العادة 44 دبابة ليوبارد 2، مما يعني أن الأمر يدور حول توريد ما مجموعه نحو 90 دبابة إلى أوكرانيا.

دبابات أبرامز الأمريكية

وكان مسؤولان أمريكيان قد قالا، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة تستعد -في ما يبدو- لبدء عملية تفضي إلى إرسال العشرات من دبابات (إم وان أبرامز) إلى أوكرانيا.

وأضاف المسؤولان أن إعلانًا بهذا الصدد قد يصدر هذا الأسبوع، وأن من المرجح شراء دبابات أبرامز من خلال صندوق يُعرف باسم مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية التي تسمح لإدارة الرئيس جو بايدن بالحصول على أسلحة من صناعة الدفاع لا من مخزونات الأسلحة الأمريكية الحالية.

وأوضح أحد المسؤولَين أنه يمكن لإدارة بايدن استخدام المبادرة لشراء دبابات أبرامز من حلفاء يمتلكونها، ومن ثم تجديدها وإرسالها إلى أوكرانيا.

وذكر مسؤولون أمريكيون في وقت سابق أن صيانة الدبابة أبرامز أمر صعب، كما أن من الصعب تدريب الأوكرانيين عليها، وأنها تعمل بوقود الطائرات، مما يجعلها خيارًا سيئًا لهذه المرحلة من الحرب.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع (بنتاغون) البريجادير جنرال بات رايدر للصحفيين “إم1 أبرامز نظام أسلحة معقد يصعب الحفاظ عليه، كان هذا صحيحًا أمس، وهذا صحيح اليوم، وسيكون صحيحًا في المستقبل”.

وأضاف رايدر “نواصل إجراء مناقشات مع الأوكرانيين وحلفائنا وشركائنا بشأن متطلبات أوكرانيا الدفاعية على المديين المتوسط والبعيد”.

دبابات أبرامز الأمريكية (رويترز)

سوف “تحترق”

من جانبه، أعلن الكرملين اليوم أنه في حال قامت الدول الغربية بتزويد أوكرانيا بدبابات ثقيلة فإن تلك الآليات ستُدمَّر في ساحة المعركة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين “من الناحية التكنولوجية، الخطة فاشلة. إن ذلك مبالغة في تقدير الإمكانات التي ستُضاف إلى الجيش الأوكراني”.

وأضاف “هذه الدبابات ستحترق مثل سواها، إنها باهظة الثمن فحسب”. وأعلن بيسكوف، في وقت سابق هذا الأسبوع، أن أي إمدادات من الدبابات الألمانية إلى أوكرانيا ستترك “أثرًا لا يُمحى” على العلاقات الثنائية بين موسكو وبرلين.

وقبل ذلك، قال إن الأسلحة الغربية المرسلة إلى أوكرانيا من شأنها فقط إطالة أمد النزاع، ومفاقمة معاناة المدنيين الأوكرانيين في نهاية المطاف.

وقالت السفارة الروسية في برلين إن موافقة ألمانيا على إرسال دبابات ليوبارد إلى أوكرانيا قرار خطير للغاية، ويدفع بالصراع إلى مستوى آخر.

جنود أوكرانيون أمام مبنى مدمر في باخموت (رويترز)

الانسحاب من سوليدار

على الصعيد الميداني، أقر المتحدث العسكري في شرقي أوكرانيا سيرغي تشيريفاني بانسحاب الجيش من بلدة سوليدار الاستراتيجية في مقاطعة دونيتسك.

وأضاف المتحدث العسكري في تصريح اليوم لوكالة الصحافة الفرنسية “بعد معارك صعبة لأشهر، انسحبت القوات الأوكرانية من المدينة إلى مواقع مجهزة”، ورفض تحديد تاريخ الانسحاب.

وكانت شركة فاغنر الأمنية الخاصة الروسية قد قالت قبل أسبوعين إنها سيطرت على سوليدار، وبعدها ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن السيطرة على البلدة “خطوة مهمة” للسيطرة على باخموت القريبة.

فاغنر تتقدم في باخموت

وقال دينيس بوشيلين حاكم دونيتسك، اليوم الأربعاء، إن وحدات فاغنر العسكرية الخاصة تتقدم في بلدة باخموت بينما يدور القتال في أحياء سكنية كانت تحت سيطرة أوكرانيا.

ونقلت وكالة أنباء (ريا) عن بوشيلين قوله إن الاستيلاء على سوليدار جعل من الممكن اعتراض طرق الإمدادات الأوكرانية، والسيطرة على بعض المناطق التي كانت تُنفذ منها القوات الأوكرانية “أعمالًا انتقامية”.

المصدر : وكالات