واشنطن تدعو حلفاءها إلى زيادة دعمهم لأوكرانيا.. وموسكو ترد: الغرب واهم

وزير الدفاع التركي خلوصي أكار (وسط) يتحدث لوزير الدفاع البريطاني بن والاس (الثاني إلى اليمين) قبل اجتماع مجموعة الاتصال الدفاعية الأوكرانية في قاعدة رامشتاين بألمانيا (الأناضول)

حثّ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، الجمعة، خلال اجتماع للأطراف الرئيسية الداعمة لأوكرانيا، الحلفاء الغربيين على زيادة مساعداتهم لكييف التي تمرّ بـ”مرحلة حاسمة” من تصديها للقوات الروسية.

وقال أوستن في افتتاح اللقاء في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا “علينا أن نبذل مجهودا أكبر، أعين الشعب الأوكراني شاخصة إلينا وأعين الكرملين والتاريخ أيضا”.

وكشف مسؤول أمريكي مطّلع عن عقد مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي أيه) وليام بيرنز، اجتماعًا سريًّا مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في العاصمة كييف الأسبوع الماضي.

ونقلت صحيفة “واشنطن بوست” عن المسؤول الأمريكي، أن بيرنز أطلع زيلينسكي على توقعاته لما تخطط له روسيا عسكريًّا في الأسابيع والأشهر المقبلة.

تفريغ شحنة أسلحة أمريكية لأوكرانيا تتضمن صواريخ جافلين المضادة للدبابات -25 يناير (غيتي)

وأعلنت الولايات المتحدة، أمس الخميس، عن حزمة مساعدات أمنية بقيمة 2.5 مليار دولار ستُقدَّم إلى أوكرانيا، وهي ثانية أكبر حُزم المساعدات المقدَّمة إليها حتى الآن، وتشمل 59 عربة مشاة قتالية من طراز برادلي و90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر، ومعدّات ووسائل حربية أخرى.

ويبحث وزراء الدفاع وضباط عسكريون كبار من مختلف أنحاء العالم أفضل السبل لدعم أوكرانيا.

ويتصدر جدول الأعمال، خلال المحادثات التي تعقد في قاعدة جوية أمريكية بغرب ألمانيا، مطالب كييف المتكررة بتوفير دبابات قتال قوية.

ومن بين الحاضرين وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف والأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بالإضافة إلى وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس.

وأفادت تقارير أن هناك ممثلين من دول ليست أعضاء في الناتو، كما حدث في اجتماعين سابقين من هذا النوع.

الضغط على ألمانيا

يتزايد الضغط على ألمانيا لإرسال دبابات قتالية من طراز ليوبارد 2 لمساعدة أوكرانيا على مواجهة الهجوم الروسي.

لكن برلين ترفض حتى الآن التحركات الأحادية، وتصر على أنها لا تستطيع أن تفعل ذلك إلا بالتنسيق مع حلفائها، على الرغم من تزايد الدعوات في الداخل والخارج إلى تقديم أسلحة أكثر حداثة وأثقل إلى كييف المحاصرة.

ودافع الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير عن موقف بلاده في مقابلة مع مجلة الأعمال الألمانية (فيرتشافتسفوخه)، وقال: “بالطبع أي سياسي مسؤول يجب أن يتعامل أيضا مع مسألة متى وتحت أي ظروف يمكن أن يتصاعد الصراع بشكل مؤثر”.

ويُتوقّع أن تواجه ألمانيا ضغوطا متزايدة من حلفائها الأوربيين لكي تعطي برلين الضوء الأخضر لتسليم دبابات ليوبارد ضمن المساعدات العسكرية الأوربية الكثيرة.

صواريخ من نوع جافلين مضادة للدبابات قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا (الفرنسية)

وأعلنت فنلندا الجمعة أنها ستقدّم مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون يورو، وهي أكبر مساهمة لها حتى الآن في هذا الإطار، وتشمل مدفعية وذخيرة لكنّها لا تتضمّن دبابات ليوبارد الثقيلة.

وأكّد وزير الدفاع ميكو سافولا في بيان أن “أوكرانيا ما زالت تحتاج إلى دعم للدفاع عن أراضيها”.

وتعهّدت السويد الخميس، إرسال منظومة آرتشر المدفعية إلى أوكرانيا وهي مدافع ذاتية الدفع بعيدة المدى كانت كييف تطالب بالحصول عليها منذ أشهر، بالإضافة إلى دبابات خفيفة وصواريخ مضادة للدبابات.

الكرملين يرد

ويأتي اجتماع اليوم في الوقت الذي تسيطر فيه موسكو على حوالي 18% من أوكرانيا، بعد نحو 11 شهرا من نشوب الحرب. ولا يزال القتال مستمرا على الرغم من العقوبات غير المسبوقة التي فرضتها الولايات المتحدة وأوربا على روسيا.

وقال زيلينسكي، الجمعة، إن بلاده تحتاج إلى أسلحة ثقيلة “للوقوف في وجه الشر”، وحضّ الحلفاء على “تسريع” عمليات تسليم الأسلحة.

من جهته، اعتبر الكرملين أن الغرب “واهم” في إمكانية تحقيق انتصار في أوكرانيا، وقال إن الدبابات الغربية “لن تغير شيئا” على الأرض.

وأتى هذا التصريح في الوقت الذي تجتمع فيه الدول الداعمة عسكريا لأوكرانيا في ألمانيا.

دبابات روسية محمولة على قطارات شحن تنسحب من الحدود مع أوكرانيا (مواقع التواصل – أرشيفية)

وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن هذه الشحنات (من الدبابات) ستسبب مشاكل جديدة لأوكرانيا، مشيرًا إلى عبء “صيانتها وتصليحها”.

ورأى بيسكوف كذلك أن العلاقات بين موسكو وواشنطن تدنت إلى “أدنى مستوى لها على الإطلاق”، مضيفًا أنه لا يرى “أي أمل لتحسنها في المستقبل القريب”.

مساعدات غير قانونية

تعهدت وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، سفينيا شولتسه بتقديم مبلغ 56 مليون دولار لإعادة الإعمار في أوكرانيا، خلال زيارة سرية لم يكشف عنها حتى صباح الجمعة، لمدينة أوديسا في جنوب البلاد التي تمزقها الحرب.

وقالت، أمس الخميس، “إننا في خضم حرب لإعادة بناء أوكرانيا، لتكون أوكرانيا حرة ومستقلة”.

وسيتم تخصيص ملايين إضافية، في صورة معونات للبلديات الأوكرانية، للتدفئة ومولدات الكهرباء والرعاية الطبية والتكاليف الإدارية.

وكانت وزارة التنمية الألمانية قد قدمت عام 2022، لأوكرانيا حوالي 600 مليون يورو في صورة معونات.

ويشار إلى أن ألمانيا تأتي بعد الولايات المتحدة في دعم أوكرانيا عسكريا واقتصاديا.

أوكرانيا تتلقى شحنة من المساعدات العسكرية في مطار خارج كييف (ر ويترز – أرشيفية)

وبلغ إجمالي قيمة الدعم المقدم من ألمانيا إلى أوكرانيا من الأسلحة والمعدات العسكرية وصلت حتى الشهر الماضي أكثر من ملياري يورو.

من جانبه، صرح وزير الخارجية السويسري إيجنازيو كاسيس بأنه يتعين التفكير في كيفية تمويل عملية إعادة إعمار أوكرانيا، مع ضرورة تنفيذ هذه الخطوة في إطار القانون.

وأضاف في تصريحات صحفية أنه “لا يمكن مصادرة 8.2 مليارات دولار جمدتها سويسرا من أموال مواطنين روس في إطار العقوبات”، مشيرًا إلى أن ذلك يسلتزم استفتاء.

وأفادت وكالة بلومبرغ للأنباء أن كندا بدأت تستخدم عائدات الأصول المصادرة في إعادة إعمار أوكرانيا ومساعدة ضحايا الحرب.

المصدر : وكالات