الأردن يبلغ إسرائيل “رسالة شديدة اللهجة” بعد منع سفيره من دخول المسجد الأقصى (فيديو)

جنود الاحتلال يقتحمون المسجد الأقصى والمرابطون يتصدون لهم
اقتحام سابق لجنود الاحتلال للمسجد الأقصى (غيتي - أرشيفية)

أدى السفير الأردني لدى تل أبيب غسان المجالي، مساء الثلاثاء، الصلاة في المسجد الأقصى بعد نحو 3 ساعات من منع الشرطة له دخول الحرم القدسي بحسب إعلام عبري.

وقالت قناة (كان) الإسرائيلية الرسمية، إن المجالي “شوهد وهو يتجول في باحات المسجد الأقصى بعد واقعة منعه من دخول الحرم القدسي بمدينة القدس الشرقية”.

وأضافت أن ذلك “جاء بعدما استدعت وزارة الخارجية الأردنية السفير الإسرائيلي لدى عمان إيتان سوركيس لإبلاغه اعتراض المملكة على الواقعة”.

فيما نقل تلفزيون “المملكة” الحكومي الأردني على موقعه الإلكتروني عن دائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، أن المجالي “دخل المسجد الأقصى المبارك وتجول في باحاته مساء الثلاثاء، بعد اعتراض إسرائيلي لطريق السفير لدى دخوله الحرم القدسي الشريف”.

وبيّن أن المجالي “تحدث مع المدير العام لدائرة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى عزام الخطيب الذي أطلعه على آخر المستجدات المتعلقة بالانتهاكات الإسرائيلية في المسجد الأقصى”.

وكانت وزارة الخارجية الأردنية، الثلاثاء، استدعت السفير الإسرائيلي لدى المملكة إيتان سوركيس، إثر اعتراض أحد أفراد شرطة الاحتلال طريق سفير عمّان لدى تل أبيب غسان المجالي، عند دخوله المسجد الأقصى.

وقال بيان للمتحدث باسم الخارجية الأردنية سنان المجاليفي “تم إبلاغ السفير الإسرائيلي رسالة احتجاج شديدة اللهجة لنقلها على الفور لحكومته، أكدت إدانة الحكومة الأردنية لكافة الإجراءات الهادفة للتدخل غير المقبول في شؤون المسجد الأقصى”.

وأضاف أن الرسالة تضمنت “التذكير بأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية، (هي) الجهة القانونية صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون المسجد الأقصى، وتنظيم الدخول إليه”.

كما جرى التأكيد على “وجوب امتثال إسرائيل، بصفتها القوة القائمة بالاحتلال، بالتزاماتها وفقًا للقانون الدولي بشأن مدينة القدس المحتلة ومقدساتها وخاصة المسجد الأقصى”، حسب البيان ذاته.

وشددت الرسالة على ضرورة “الامتناع عن أي إجراءات من شأنها المساس بحرمة الأماكن المقدسة، ووضع حد لمحاولات تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم فيها، أو المساس بصلاحيات إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردنية”.

ونشرت صحيفة الغد الأردنية فيديو للسفير المجالي وهو يتجول في باحات المسجد الأقصى. وقالت الصحيفة إن ذلك جاء بعد احتجاج الخارجية الأردنية.

وأفاد شاهد عيان من القدس المحتلة لوكالة الأناضول، بأن السفير الأردني وصل الثلاثاء إلى باب الأسباط، الجدار الشمالي للمسجد الأقصى، لكن شرطة الاحتلال أوقفته بحجة عدم وجود تنسيق لدخوله المسجد.

وأضاف الشاهد “احتج السفير الأردني على هذا التصرف، لكن أحد أفراد الشرطة الإسرائيلية قام بدفع قنصل أردني كان برفقة السفير”.

وتابع “احتج السفير الأردني بشدة على هذا التصرف، وقرر مغادرة المكان بعد أن أكد أنه لن يدخل المسجد بتنسيق مع الشرطة الإسرائيلية”.

ولم يسبق لشرطة الاحتلال أن طلبت من سفير أردني تنسيقًا مسبقًا لدخول المسجد الأقصى.

من جانبه، قال النائب في البرلمان الأردني خليل عطية “منع السفير المجالي من دخول الأقصى اعتداء وعدوان استفزازي يعتبر تطورًا خطيرًا من حكومة الحاخامات والمتطرفين الإرهابيين، ويمثل اعتداءً مباشرًا على الولاية الهاشمية للمسجد الأقصى، وعلى الحكومة والشعب الأردني”، مطالبًا بطرد السفير الإسرائيلي واستدعاء السفير الأردني من تل أبيب.

ودائرة أوقاف القدس، التابعة لوزارة الأوقاف والمقدسات والشؤون الإسلامية في الأردن، هي المشرفة رسميًّا على المسجد الأقصى وأوقاف القدس (الشرقية)، بموجب القانون الدولي، الذي يعتبر الأردن آخر سلطة محلية مشرفة على تلك المقدسات قبل احتلال إسرائيل لها.

واحتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس بموجب اتفاقية “وادي عربة” للسلام، التي وقعها مع إسرائيل في 1994.

وفي مارس/آذار 2013، وقّع العاهل الأردني الملك عبد الله، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اتفاقية تعطي المملكة حق “الوصاية والدفاع عن القدس والمقدسات” في فلسطين.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات