“الفاشية الجديدة”.. فوز تحالف يميني تقوده جيورجيا ميلوني بالانتخابات العامة في إيطاليا (فيديو)

أظهرت النتائج المؤقتة فوز تحالف يميني بزعامة حزب (إخوة إيطاليا) الذي تقوده جيورجيا ميلوني وتعود جذوره إلى “الفاشية الجديدة” بنحو 43% من الأصوات وأنه في طريقه للحصول على أغلبية واضحة في البرلمان.

وأعلنت جيورجيا ميلوني (45 عامًا) التي حل حزبها أولًا في الانتخابات التشريعية في إيطاليا، أنها ستقود الحكومة المقبلة، وقالت في خطاب مقتضب في روما إن “الإيطاليين بعثوا رسالة واضحة لدعم حكومة يمينية بقيادة حزبها، وبأنها ستحكم لجميع الإيطاليين”.

واعترف الحزب الديمقراطي الذي يمثل يسار الوسط بإيطاليا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين بهزيمته في الانتخابات العامة، وقال إنه سيكون أكبر قوة معارضة في البرلمان المقبل.

وتمثل النتيجة صعودًا كبيرًا لجيورجيا ميلوني التي فاز حزبها ب4% فقط من الأصوات في الانتخابات العامة الماضية عام 2018، وكان يتوقع هذه المرة أن يحصل أكبر تحالف في إيطاليا على نسبة تتراوح بين 22.5% و26.5% فقط من الأصوات.

 “الفاشية الجديدة”

وبعد السويد، حقق اليمين المتطرف انفراجة جديدة له في أوربا، بفوز جيورجيا ميلوني في الانتخابات التشريعية في إيطاليا، حيث ستُتاح لحزب تعود جذوره إلى “الفاشية الجديدة” فرصة حكم البلاد للمرة الأولى منذ عام 1945.

ونجحت جيورجيا ميلوني المعجبة سابقًا بموسوليني والتي ترفع شعار “الله الوطن العائلة” في جعل حزبها مقبولًا كقوة سياسية، وطرح المسائل التي تحاكي استياء مواطنيها وإحباطهم ببقائها في صفوف المعارضة في وقتٍ كانت الأحزاب الأخرى تؤيد حكومة الوحدة الوطنية بزعامة ماريو دراغي.

غير أن جيورجيا ميلوني وحلفاءها يواجهون قائمة من التحديات الصعبة من بينها ارتفاع أسعار الطاقة والحرب في أوكرانيا، وتجدد التباطؤ في ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو.

وقالت جيورجيا لأنصار حزبها القومي في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين “يجب أن نتذكر أننا لم نصل إلى نقطة النهاية، فنحن في نقطة البداية” تعهدت بدعم السياسة الغربية بشأن أوكرانيا.

جيورجيا ميلوني زعيمة حزب (إخوة إيطاليا) روما 26 سبتمبر (رويترز)

قلق أوربي

وتتابع العواصم والأسواق المالية الأوربية بعناية تحركات جورجيا المبكرة نظرًا لماضيها المتشكك في الاتحاد الأوربي والموقف المتضارب لحلفائها بشأن روسيا.

وتترقب أوربا وأسواق المال نتائج الانتخابات الإيطالية بقلق في ظل الرغبة في الحفاظ على الوحدة في مواجهة روسيا والمخاوف من الديون الإيطالية الهائلة.

والتحالف الذي يُشكّله حزبها مع كل من الرابطة اليمينية المتطرفة بقيادة ماتيو سالفيني وحزب فورزا إيطاليا المحافظ بقيادة سيلفيو برلسكوني، يُتوّقع أن يفوز بما يصل إلى 47% من الأصوات.

ومع اللعبة المعقدة للدوائر الانتخابية، يُفترض أن يضمن هذا التحالف لنفسه غالبية المقاعد في مجلسي النواب والشيوخ.

أشبه بزلزال

وبهذا فإن حزب فراتيلي ديتاليا والرابطة سيكونان قد حصلا معًا على “أعلى نسبة من الأصوات التي سجلتها أحزاب اليمين المتطرف على الإطلاق في تاريخ أوربا الغربية منذ عام 1945 إلى اليوم” بحسب المركز الإيطالي للدراسات الانتخابية.

وسيشكل ذلك زلزالًا حقيقيًا في إيطاليا، إحدى الدول المؤسسة لأوربا وثالث قوة اقتصادية في منطقة اليورو، إنما كذلك في الاتحاد الأوربي الذي سيضطر إلى التعامل مع السياسيّة المقربة من رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان.

وجاءت الانتخابات الحالية، وهي الأولى التي تجري في الخريف في إيطاليا منذ نحو قرن، بسبب خلافات سياسية بين الأحزاب أدت للإطاحة بحكومة وحدة وطنية موسعة بقيادة ماريو دراغي في يوليو/تموز.

ولإيطاليا تاريخ طويل مع الاضطرابات السياسية، ومن سيشغل منصب رئيس الوزراء المقبل سيرأس الحكومة رقم 68 منذ عام 1946 وسيواجه العديد من التحديات خاصة ارتفاع تكلفة الطاقة.

ولن يجتمع البرلمان الجديد المصغر قبل يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول، وعندها سيستدعى رئيس الدولة قادة الأحزاب ويقرر شكل الحكومة الجديدة.

المصدر : وكالات