استخراج مئات الجثث من إيزيوم.. لجنة أممية تتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا

أوكرانيا إيزيوم مقابر جماعية
قالت السلطات الأوكرانية إن غالبية الجثث تحمل آثار موت عنيف (رويترز)

أعلنت أوكرانيا أنها استخرجت 447 جثة، بعضها تحمل “آثار تعذيب”، كانت مدفونة قرب مدينة إيزيوم التي استعادتها من روسيا، فيما اتهمت لجنة تحقيق مكلفة من الأمم المتحدة موسكو بارتكاب جرائم حرب في أوكرانيا.

وقالت النيابة في منطقة خاركيف عبر فيسبوك إنه تم “إخراج جميع الجثث من موقع المقبرة الجماعية”، وأوضحت أن من بين الجثث المستخرجة 425 جثة لمدنيين بينهم خمسة أطفال، إضافة إلى جثث 22 عسكريًا أوكرانيًا.

عمليات تعذيب “رهيبة”

وفي وقت سابق، قال حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف على تلغرام إن “غالبية الجثث تحمل آثار موت عنيف و30 منها تحمل آثار تعذيب”، وأضاف “هناك جثث مع حبل حول العنق وأيادٍ مكبّلة وأعضاء تعرضت لكسور أو جروح بالرصاص”.

وأشار إلى بتر الأعضاء التناسلية للعديد من الرجال الذين تم العثور على جثثهم، وأوضح سينيغوبوف أن ذلك يشكّل “دليلًا على عمليات التعذيب الرهيبة” التي تعرض لها السكان.

وعُثر قبل أيام على مئات من القبور التي تحمل صلبانًا وعلى مقبرة جماعية قرب مدينة إيزيوم التي احتلها الروس لأشهر عدة قبل أن تستعيدها القوات الأوكرانية في الآونة الأخيرة. وكانت الشرطة الأوكرانية أكدت العثور أيضًا على “غرف تعذيب” في المنطقة نفسها.

“جرائم حرب”

يأتي هذا فيما قال إريك موس، رئيس لجنة التحقيق المستقلة المكلفة من الأمم المتحدة بشأن أوكرانيا، إن روسيا ارتكبت جرائم حرب من بينها الاغتصاب والتعذيب والإعدام وحبس الأطفال في المناطق التي احتلتها بأوكرانيا.

وقال موس لمجلس حقوق الإنسان ومقره جنيف “بناء على الأدلة التي جمعتها اللجنة، فقد خلصت إلى أن جرائم حرب ارتكبت في أوكرانيا”.

ولم يقدم موس تقديرًا عن عدد تلك الجرائم، لكنه قال -في مقابلة لاحقًا- إن روسيا ارتكبت “عددا كبيرًا” من الجرائم، وإن أوكرانيا متورطة في قضيتين فقط تتعلقان بإساءة معاملة جنود روس.

وقال موس إن اللجنة وجدت عددًا كبيرًا من حالات الإعدام في المناطق التي زارتها، وكان من بينها جثث مقيدة الأيدي أو مذبوحة أو مصابة بأعيرة نارية في الرأس.

وتابع أن المحققين حددوا ضحايا عنف جنسي تتراوح أعمارهم بين أربعة و82 عامًا. وقال إن الأطفال تعرضوا للاغتصاب والتعذيب والحبس بشكل غير قانوني.

وأضاف أنه بينما استخدم بعض الجنود الروس العنف الجنسي كاستراتيجية، فإن اللجنة “لم تجد أن هذا كان نمطًا عامًا”. وذكر موس أنه على اتصال بالمحكمة الجنائية الدولية بشأن نتائج اللجنة.

أدلة ميدانية

وزار محققون من اللجنة الأممية، 27 مكانًا في مارس/آذار الماضي وأجروا مقابلات مع أكثر من 150 من الضحايا والشهود في مناطق كييف وتشرنيهيف وخاركيف وسومي التي كانت استولت عليها روسيا في السابق.

وتعد اللجنة واحدة من أوائل الجهات الدولية التي تخلص لهذه النتيجة على أساس الأدلة الميدانية. ومن المقرر أن تقدم تقريرًا كاملًا إلى مجلس حقوق الإنسان يشمل قائمة محتملة بالجناة وتوصيات حول كيفية محاسبتهم في نهاية مهمتها في مارس 2023.

وطُلب من روسيا الرد على الاتهامات في اجتماع المجلس، لكن مقعدها تُرك شاغرًا.

واتهمت أوكرانيا والدول الغربية الجنود الروس بارتكاب انتهاكات منذ بداية الحرب في فبراير/شباط الماضي، لكن موسكو تنفي هذه الاتهامات باستمرار وتصفها بأنها حملة تشويه.

المصدر : وكالات