شيخ الأزهر: فكرة دمج الأديان مدمرة وخيال عبثي والخطر الداهم يأتي من الإلحاد (فيديو)

قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن فكرة الاندماج بين الأديان فكرة مدمرة للأديان، ومجتثة لها من الجذور، وهي في أفضل أوصافها “خيال عبثي” غير قابل للتصور فضلًا عن التحقق.

جاء ذلك خلال كلمة للطيب في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السابع لزعماء الأديان، اليوم الأربعاء، والذي يعقد بمدينة “نور سلطان” عاصمة كازاخستان.

وقال شيخ الأزهر إن الشعوب في مشارق الأرض ومغاربها تتطلع إلى موضوع المؤتمر باعتباره “طوق النجاة المنقذ من غرق محقق ومن هلاك مؤكد” خاصة بعدما بدأ العالم في التعافي من آثار جائحة كورونا.

وأضاف “ما كاد العالم يفيق من كوابيس كورونا حتى داهمته جوائح وكوارث أخرى طبيعية وسياسية واقتصادية صنعها الانسان بيده، وبدافع من أنانيته المفرطة، وأطماعه الواسعة وضميره الميت”.

وأشار إلى أن “الآثار المدمرة لهذه الكوارث لم تلحق بالمفسدين وحدهم جزاء ما قدمت أيديهم، لكنها حاقت بكوكبنا الأرضي بكل ما عليه من إنسان وحيوان ونبات”. وذكر الطيب أن هذه الكوارث هي من صنع إنسان هذه الحضارة، وبسبب مما اقترفته يداه عن عمد وغطرسة ولا مبالاة بالآخرين.

وقال إن هذا الإنسان التائه الضائع ما كان ليقدم على اقتراف هذه الجرائم، لولا اجتراؤه على مقدسات لم يحدث أن اجترأت عليها أمة من الأمم في مسيرتها الحضارية على امتداد التاريخ.

وأضاف “من المؤلم والمحبط أن يأتي الدين الإلهي في مقدمة المقدسات التي تنكرت لها حضارتنا المعاصرة وسخرت منها ثم ما لبثت أن ألقت بها وراء ظهرها واستبدلت بها دينا آخر يقوم على الكفر والإلحاد”.

حملات مدروسة

ونوّه الطيب إلى أن هناك حملات مدروسة وممولة تصرخ في عقول الشباب ليل نهار، وتدعوهم لأن ينفضوا أيديهم من مؤسسة الأسرة، وأن ينظروا إلى الزواج على أنه “خدعة كبرى” لا تليق بثقافة الأجيال الجديدة، وأن على المرأة ألا تخجل من أن تتزوج بامرأة مثلها أو يكون لها أكثر من زوج وعلى الرجل مثل ذلك.

وأضاف “مع اعترافنا بأن الحضارة الغربية حققت للإنسانية في القرنين الماضيين قفزت واسعة إلا أن اضمحلال الجانب الروحي وغياب البعد الخلقي من مسيرة الانسان المعاصر، وسخريته من رسالات السماء عن عمد وسبق إصرار قد فرغ هذه الحضارة من أية قيمه حقيقية تذكر لها”.

وقال “علينا أن نكون على يقين من أن الخطر الداهم الآن لا يأتي من اختلاف الأديان بقدر ما يأتي من الإلحاد وما يتولد عنه من فلسفات تقدس المادة وتتعبد بأدرانها وتستهين بالأديان وتعدّها هزوًا ولعبًا”.

وشدد شيخ الأزهر على أن الدعوة إلى أولوية صنع السلام بين علماء الأديان ورموزها، لا تعني مطلقًا الدعوة إلى إدماج الأديان في دين واحد، مؤكدا أن “مثل هذا النداء لا يقول به عاقل ولا يقبله مؤمن أيًا كان دينه”.

وتابع “أنا ممن يؤمنون بأن فكره الاندماج هذه فكرة مدمرة للأديان، ومجتثة لها من الجذور، وهي في أفضل أوصافها خيال عبثي غير قابل للتصور فضلا عن التحقق، وكيف لا وقد قضى الله أن يجعل لكل منا شرعة ومنهاجًا”.

وأوضح “ما أقصده هو دعوة إلى العمل الجاد من أجل تعزيز القيم المشتركة بين الأديان وفي مقدمتها قيمة التعارف الحضاري والاحترام المتبادل والعيش المشترك بين الناس”.

المصدر : الجزيرة مباشر