القبض على المدعي العام السابق و64 شرطيا وعسكريا بالمكسيك في قضية الطلاب المفقودين

أقرباء 43 طالبًا فُقدوا في أيوتزينابا يتظاهرون أمام مقر الرئيس المكسيكي في 24 ديسمبر/كانون الأول 2014 (الفرنسية)

أمر القضاء المكسيكي بتوقيف المدعي العام السابق للبلاد خيسوس موريللو كرم و64 شرطيًّا وعسكريًّا في قضية اختفاء 43 طالبًا بمدرسة في أيوتزينابا جنوبي البلاد عام 2014، غداة نشر تقرير للجنة رسمية وصفت الحادثة بأنها “جريمة دولة”.

وقالت النيابة العامة في بيان إن كرم اعتُقل، مساء الجمعة، في منزله بتهم “التسبب بإخفاء قسري وتعذيب ومخالفات ضد إدارة العدالة” موضحة أنه لم يُبد أي مقاومة.

وأعلنت النيابة أن القضاء أصدر أمرًا، الجمعة، بتوقيف 64 مسؤولًا في الجيش والشرطة لتورطهم المفترض في إخفاء الطلاب، وهي القضية التي سببت صدمة كبيرة في المكسيك والخارج.

وأوضحت أن هؤلاء مطلوبون بتهم “جريمة منظمة وإخفاء قسري وتعذيب وجرائم قتل وجنح ضد إحقاق العدل”، ولم تكشف هويات المطلوبين ورتبهم.

وتتعلق القضية بمجموعة من الطلاب توجهت مساء 26 إلى 27 سبتمبر/أيلول 2014، إلى مدينة إيغوالا القريبة من أجل “طلب” حافلات للذهاب إلى مكسيكو من أجل المشاركة في تظاهرة.

وكشف التحقيق أن الشرطة اعتقلت 43 شابًّا منهم في إطار قضية مرتبطة بعصابة تهريب المخدرات “غيهيرو أونيدوس”، ثم أطلقت النار عليهم وأحرقت جثثهم في مكب نفايات لأسباب ما زالت غير واضحة، ولم يتم التعرف على رفات أكثر من 3 منهم.

المدعي العام السابق بعد اعتقاله بتهمة الإخفاء القسري والتعذيب (رويترز)

وقالت “لجنة الحقيقة في أيوتزينابا” التي شكّلها الرئيس الحالي أندريس لوبيز أوبرادور في تقرير نُشر الخميس الماضي، إن عسكريين يتحملون جزءًا من المسؤولية في هذه الحادثة.

وشغل كرم منصب المدعي العام من عام 2012 إلى 2015 في عهد الرئيس السابق إنريكي بينا نييتو، وفي ذلك الوقت أشرف على التحقيق الذي تعرّض لانتقادات شديدة في قضية اختفاء الطلاب الـ43.

ويُعد كرم أهم شخصية تم توقيفها حتى الآن في إطار هذه التحقيقات التي استؤنفت بعد وصول الرئيس اليساري لوبيز أوبرادور إلى السلطة في 2019.

ولم يحمّل التقرير الرسمي الأول الذي أجراه كرم -ورفض خبراء مستقلون وأسر الضحايا نتائجه- الجيشَ أي مسؤولية. واتهم هذا التقرير كارتل لتجارة المخدرات بقتل الطلاب معتقدًا أنهم أعضاء عصابة منافسة.

وأكدت لجنة أخرى -هي “المجموعة المتعددة الاختصاصات لخبراء مستقلين” التي أنشئت بموجب اتفاق بين حكومة الرئيس السابق نييتو ومفوضية الدول الأمريكية لحقوق الإنسان- أن الجنود زوّروا أدلة عُثر عليها في مكب النفايات الذي أُحرقت فيه الجثث”.

جدار به صور لبعض الطلاب البالغ عددهم 43 طالبًا الذين اختفوا (رويترز)

وأكد الرئيس المكسيكي أن “كشف هذا الوضع الفظيع وغير الإنساني على الملأ ومعاقبة المسؤولين في الوقت نفسه يجعل من الممكن منع وقوع مثل هذه الأحداث المؤسفة مرة أخرى، ويعزز المؤسسات”.

وقال إنه سيواصل حث إسرائيل على تسليم الرئيس السابق لوكالة التحقيق الجنائي التابعة لمكتب المدعي العام توماس زيرون، حيث طلب اللجوء فيها.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات