البرغوثي: هذا ما يعنيه تبادل السفراء بين تركيا وإسرائيل وأثره على الفلسطينيين (فيديو)

قال الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، إن تركيا تحركها المصالح لا المبادئ والأفكار الأيديولوجية، وإن تجديد علاقاتها مع إسرائيل يأتي في إطار التنافس الإقليمي القائم في المنطقة.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الأربعاء، أن بلاده وإسرائيل قررتا إعادة تبادل تعيين السفراء، وأضاف أن القرار جاء في إطار القرار المشترك بإعادة رفع العلاقات الدبلوماسية إلى أعلى مستوى.

ووصف البرغوثي في حديث لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر، العلاقة بين أنقرة وتل أبيب بأنها متناقضة من جانبين، أولهما الرغبة في التعاون والتبادل التجاري والمصالح الاقتصادية المشتركة.

وأضاف أن الجانب الثاني هو التنافس الإقليمي في المنطقة، الذي تشترك فيه إيران وتركيا وإسرائيل، معتبرًا أن العلاقة تتخبط حسب الأوضاع.

ومضى إلى أنه “من المفهوم أن الدول تحركها المصالح”، وتابع “لكن لا يمكن التوفيق بين سياسة تبنى على المصالح وبين ادعاء أخلاقي أيديولوجي فكري بأن هناك دعما مطلقا للقضية الفلسطينية”، مضيفا “هذان أمران لا يلتقيان في الواقع”.

وقال البرغوثي “لكن ما نخشاه ولا نريده أن تتطور هذه العلاقات لصالح ما تريده إسرائيل في تطبيع علاقاتها مع المحيط العربي والإقليمي”، موضحًا أنها “كلّما فعلت ذلك أمعنت في اضطهادها للشعب الفلسطيني والاستفراد به”.

وأفاد أن الجانب الفلسطيني حذر جدًّا من هذه التطورات خشية أن تؤثر سلبًا على ما تقوم به إسرائيل في حق الفلسطينيين، وأنهم يرغبون في أن تقاطعها الدول وتفرض عليها عقوبات، لا أن تطور العلاقات معها.

وتحدث الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية عن أن التوتر بين أنقرة وتل أبيب أتى بعد واقعة سفينة مرمرة التي قتل فيها جيش الاحتلال عددًا من المواطنين الأتراك.

تطبيع لأجل الانتخابات

من ناحيته، أوضح الدكتور سمير صالحة أستاذ العلاقات الدولية لـ(المسائية)، أن التحوّل في سياسة تركيا الخارجية، هو عملية إعادة تموضع بدأت منذ عامين لأسباب سياسية واقتصادية ثم أمنية استراتيجية في الداخل التركي والإقليم.

ومع ما سبق يرى صالحة أن القضية الفلسطينية من الثوابت في السياسات التركية، ليس فقط لحزب العدالة والتنمية (الحاكم)، بل لكل الأحزاب في الحكومة والمعارضة.

واعتبر أستاذ العلاقات الدولية أن “التقارب التركي الإسرائيلي ربما يزعج ويقلق الجانب الفلسطيني”، ثم استطرد “لكن هذا التقارب قد يتحول إلى فرصة مهمة بالمساهمة في إيجاد تسوية أو حل”.

ولم ينفِ الدكتور صالحة ارتباط عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب بالانتخابات الرئاسية المقبلة في تركيا، موضحًا أن “للأمر علاقة بالأجواء السياسية والاقتصادية الداخلية”.

وذهب إلى أن “تحسين العلاقات مع إسرائيل سيخدم عودة أقوى لحكومة العدالة والتنمية على المستوى الاقتصادي والتجاري”، موضحًا أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2021 زاد بعكس التبادل مع باقي دول المنطقة.

تقتنع أنقرة، وفق أستاذ العلاقات الدولية، بأن توتر علاقاتها مع إسرائيل يأتي لفائدة اللاعب الإقليمي الآخر، الذي قد لا يكون دولة واحدة.

وعلى المستوى الداخلي، اعتبر صالحة أن الانقسام في المواقف الفلسطينية يتحكم بدوره في السياسات التي تتبناها العديد من دول المنطقة.

لا يخدم الفلسطينيين

أما الدكتور البرغوثي فقد رفض “الادعاء بأن التطبيع مع إسرائيل يساعد الفلسطينيين، وأن تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل سيفتح باب عملية سلام”. مشددًا على أن ذلك غير صحيح على الإطلاق وأنه يضر الفلسطينيين.

ورأى في حديثه للمسائية، أن الادعاء نفسه استخدم من قبل حكومات عربية لتبرير تطبيعها مع إسرائيل، ليَثبت عكس ذلك في ما بعد، مؤكدًا أن التطبيع يعني احتداد شراسة الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.

ومن جهة أخرى، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية إنه من المفهوم أن لتركيا موقفًا إيجابيًّا من القضية الفلسطينية ودعمًا لشعبها، مضيفًا “نأمل ألا يتغير هذا الموقف وأن يبقى ثابتًا”.

وقال إن الجانب الفلسطيني يريد أن يحافظ على دعم تركيا للقضية الفلسطينية، خاصة أن العلاقة بين الشعبين ممتازة مثل العلاقة مع شعوب أخرى طبّعت حكوماتها، “وهذا ما نحرص عليه”.

وشدد الدكتور البرغوثي على ضرورة التفريق بين إسرائيل “كدولة في الإقليم”، وبين ما تقوم به تجاه الشعب الفلسطيني من اضطهاد وتطهير عرقي واستعمار استيطاني، مؤكدًا أن الواجب الأخلاقي للقانون الدولي يحتم مقاطعتها.

المصدر : الجزيرة مباشر