تيغراي.. إثيوبيا تطالب باتفاق لوقف إطلاق النار ومنظمة الصحة تعتبر الوضع “أسوأ كارثة في العالم”

جنود إثيوبيون في شاحنة قرب بلدة بإقليم تيغراي - 18 مارس/آذار (رويترز)

دعت الحكومة الإثيوبية إلى توقيع “سريع” على اتفاق لوقف إطلاق النار مع المتمردين في تيغراي حتى تتمكن من إعادة الخدمات الأساسية، في وقت وصفت فيه منظمة الصحة العالمية الوضع بأنه “أسوأ كارثة في العالم”.

وحذرت منظمة الصحة العالمية أمس الأربعاء من الوضع الإنساني في تيغراي، متهمة قادة الدول المتطورة بإهمال الأزمة في هذه المنطقة من إثيوبيا التي تشهد نزاعًا داميًا بين الحكومة والمتمردين.

وأدان المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم، ما وصفه بـ”الوحشية التي لا يمكن تصورها” في حق 6 ملايين شخص يعيشون في هذه المنطقة الواقعة بشمال إثيوبيا ويدور نزاع فيها بين متمردين والحكومة الفدرالية.

وبدأ النزاع في نوفمبر/ تشرين الثاني عام 2020 عندما شنّ رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عملية عسكرية في المنطقة لإطاحة سلطات تيغراي المنبثقة من جبهة تحرير شعب تيغراي، متهما إياها بمهاجمة معسكرات الجيش الاتحادي.

إثيوبية تنتظر الحصول على مساعدات غذائية (رويترز أرشيف)

ومنذ بداية النزاع عانت المنطقة من نقص في المواد الغذائية والوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والاتصالات والبنوك.

وقال تيدروس الذي ينحدر من تيغراي، خلال مؤتمر صحفي في جنيف إن سكان تيغراي يواجهون أوبئة متعددة مثل الملاريا والجمرة الخبيثة والكوليرا والإسهال وأمراض أخرى.

وأكد أن هذا الوضع “الرهيب الذي لا يمكن تصوره يجب أن ينتهي”، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو السلام، داعيًا الحكومة الإثيوبية إلى حل النزاع بطريقة سلمية.

وأشار تيدروس إلى أن ما وصفه بالتمييز والعنصرية، يفسر استمرار الوضع في تيغراي على هذا النحو وسط لامبالاة حتى لو كان ما يحصل “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”.

وقال “ربما يكون السبب لون بشرة سكان تيغراي. في الأشهر الماضية لم أسمع رئيس دولة في أي مكان يتحدث عن الوضع في تيغراي خصوصًا في الدول المتطورة، لماذا؟ أعتقد أننا نعرف السبب”.

إثيوبيون يعبرون الحدود إلى السودان أثناء فرارهم من القتال في تيغراي (رويترز ـ أرشيف)

اتفاق لوقف إطلاق النار

من جهتها، دعت أديس أبابا إلى التوقيع “السريع” على اتفاق لوقف إطلاق النار مع متمردي تيغراي حتى تتمكن من إعادة الخدمات الأساسية التي حرمت منها المنطقة، وأعلنت إرسال “مقترح سلام” إلى الاتحاد الأفريقي.

وتوقف القتال في إقليم تيغراي بشمال إثيوبيا منذ الهدنة التي قررها طرفا النزاع في نهاية مارس/ آذار، لكن لم يتم التوصل إلى اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار.

ويقول الجانبان إنهما مستعدان لإجراء مفاوضات، وقد عينت الحكومة لجنة سلام لإعدادها، لكن لم تبدأ أي محادثات رسمية بهذا الصدد حتى الآن.

وسمحت الهدنة باستئناف إيصال المساعدات الإنسانية، بعد انقطاع دام 3 أشهر، إلى المنطقة، لكن تيغراي لا تزال محرومة من الخدمات الأساسية (الكهرباء والاتصالات والمصارف) ويطالب متمردو تيغراي الحكومة بإعادة تلك الخدمات قبل البدء في أي مفاوضات.

الإثيوبيون الذين فروا من القتال الدائر في منطقة تيغراي يستعدون لعبور نهر سيتيت على الحدود السودانية الإثيوبية
إثيوبيون فروا من القتال في تيغراي يستعدون لعبور نهر على الحدود السودانية الإثيوبية (رويترز)

وقالت الحكومة في بيان “لتمكين إيصال المساعدات الإنسانية بشكل مستدام والسماح بإعادة الخدمات الأساسية في شمال إثيوبيا ولحل النزاع سلميا، أكدت اللجنة على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار في أقرب وقت ممكن”.

وتشترط الحكومة الإثيوبية وساطة الاتحاد الأفريقي، لكن متمردي تيغراي يشككون في حياد الوسيط (أوباسانغو) مستنكرين التقارب المفترض بين الرئيس النيجيري السابق ورئيس الوزراء آبي أحمد.

وقال المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي، إن لجنة السلام التي شكلها آبي أحمد “تمارس لعبتها المعتادة المتمثلة في التحايل على المجتمع الدولي، بينما تستفز قواتها على نحو نشط قواتنا على جبهات عدة”.

المصدر : الفرنسية