وزير لبناني للجزيرة مباشر: نعيد النازحين السوريين وبلدهم مُلزمة بهم (فيديو)

برّر وزير المهجّرين اللبناني عصام شرف الدين شهيب قرار بلاده ترحيل النازحين السوريين إلى بلدهم بأن الدول المضيفة تعاني من مشاكل في استقبالهم.

ودعا الوزير -في حوار مع برنامج المسائية على الجزيرة مباشر- مفوضية شؤون اللاجئين إلى قطع معونات العائدين، مستطردًا أن بلاده طالبت بتوفير مأوى وفرص عمل لهم.

ويقترح الوزير عودة تدريجية بأعداد “مقبولة تتمكن الدولة السورية من استقبالها شهريًّا”، وهو ما حددته وزارة المُهجّرين بين 10 آلاف و15 ألفًا.

وقال شهيب إنه يجري التنسيق مع وزارة الإدارة المحلية السورية “لتأمين مراكز إيواء لهذا العدد، مع توفير كل البنى التحتية اللازمة، مع المساعدة على تأمين وظائف من أجل العيش الكريم”.

ويرى الوزير اللبناني أن توفير مراكز إيواء منوط بالنظام السوري، قائلًا إنه جرى ترميم 67 ألف بناء متضرر حتى الآن، على حد قوله.

وعن ضمان أمان العائدين، قال شهيب للمسائية إن لجنة ثلاثية تتكون من لبنان وسوريا ومفوضية شؤون اللاجئين تشرف دوريًّا على وضع العائدين.

وأضاف الوزير اللبناني أن الإحصاءات تفيد أن “من بين 87 ألف عائد أوقفت الدولة السورية 34 شخصًا فقط”، على حد تعبيره، مضيفًا أنه “تم إيقافهم بدعاوى قضائية مدنية”.

ولفت إلى أن جهاز الأمن اللبناني لديه لوائح للمطلوبين من الجهات السورية، موضحًا أنه جرت مناقشة وضعهم مع المبعوث الأممي واقتراح “تعهّد المعارضين بعدم ممارسة أي عمل سلبي ضد الدولة، أو ترحيله من طرف مفوضية شؤون اللاجئين إلى دولة ثالثة”، معتبرًا أن “الخيار بيد النازح”.

من المسؤول؟

وردًّا على ما صرّح به الوزير على المسائية، قال الصحفي السوري بسام جعارة، إن الوزير “شريك في تهجير نصف السوريين من لبنان”، مضيفًا أن “40% من السوريين النازحين إلى لبنان قادمون من مناطق يسيطر عليها حزب الله”.

ومضى الصحفي في حديث لبرنامج المسائية على الجزيرة مباشر إلى أن “الدولة اللبنانية مطالبة بتعويض الشعب السوري عن الخراب الذي ألحقه الحزب والمليشيات الشيعية بسوريا”.

ونفى الصحفي السوري انتهاء الحرب في بلاده، مضيفًا أن “الاعتقال لم ينته والتعذيب والقتل”.

وقال جعارة إن “الاعتقالات تتم يوميًّا بالعشرات”، مضيفًا أن الأمم المتحدة ذكرت أن المعتقلين الذين جرى الإفراج عنهم لا يتجاوزون 550 من أصل مئات الآلاف.

وعن الأعباء الاقتصادية التي يتحمّلها لبنان باستقبال النازحين السوريين، والتي تحدّث عنها الوزير، قال جعارة إن الدولة اللبنانية “حصلت على 9 مليارات دولار من 2015 إلى اليوم، مخصصة للاجئين السوريين، دون أن تمدّهم بالمساعدات كاملة”، على حد تعبيره.

وأشار الصحفي السوري إلى أن مراكز الإيواء المعزولة التي يتحدث عنها وزير المُهجّرين اللبنانيين هي “معسكرات اعتقال”.

تحت الأزمة

ووفق تقديرات رسمية، يعيش في لبنان نحو 1.5 مليون لاجئ سوري غادروا بلادهم بسبب ظروف الحرب، بينهم حوالي 855 ألفًا مسجلون رسميًّا لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهو ما يقارب ربع سكان لبنان.

ويعيش اللبنانيون واللاجئون السوريون على حد سواء تحت وطأة انفجار للأسعار بسبب أزمة السيولة وارتفاع تكلفة الواردات، كما بلغ معدل التضخم مستويات عالية، وتضاعفت بشكل خاص أسعار المواد الغذائية والمشروبات غير الكحولية 5 مرات.

وحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة، يعاني نصف الأسر السورية اللاجئة في لبنان من انعدام الأمن الغذائي.

المصدر : الجزيرة مباشر