سريلانكا.. الأحزاب تحشد للانتخابات الرئاسية والرئيس بالإنابة “هدف جديد” للمتظاهرين

متظاهرون يلتقطون صورة سيلفي قبل إخلاء مكتب رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكرمسينغ وسط الأزمة الاقتصادية في البلاد (غيتي)

تستعد سريلانكا لسباق يشارك فيه 4 مرشحين لانتخاب رئيس جديد، بعدما أطلقت الأحزاب السياسية في الدولة الواقعة جنوب آسيا التي تمزقها الاحتجاجات، حملة على عجل لكسب التأييد الشعبي، قبل أيام فقط من الانتخابات.

ويسعى المسؤولون الحزبيون لنيل تأييد 225 عضوًا في البرلمان لحشد الدعم لمرشحيهم، قبل تصويت المشرعين، المقرر أن يجرى، الأربعاء المقبل.

والقائم بأعمال رئيس سريلانكا رانيل ويكريمسينجه، من بين المرشحين الأربعة، الذين أعلنوا ترشحهم للانتخابات.

وكان ويكريمسينجه قد أدى اليمين الدستورية، بعد أن فر الرئيس السابق جوتابايا راجاباكسا من البلاد الأسبوع الماضي، وسط انهيار اقتصادي دفع عشرات الآلاف إلى الاحتشاد في الشوارع.

“هدف جديد” للمتظاهرين

وفي اليوم الـ100 من الحركة الاحتجاجية في سريلانكا، بات ويكريمسينجه خليفة الرئيس غوتابايا راجاباكسا الذي فر بعد أن أعلن استقالته، الخميس الماضي، في دائرة اهتمام المتظاهرين.

ومنذ 3 أشهر، تشهد الجزيرة الواقعة في جنوب آسيا والبالغ عدد سكانها 22 مليون نسمة، أعمال عنف ونقصًا حادًا في الوقود وانقطاعًا للكهرباء ومعدّلات تضخّم قياسية، ويتّهم المتظاهرون المسؤولين بتدمير البلاد.

ووحّدت الأزمة الاقتصادية التي أدت إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والوقود والكهرباء، الغالبية العرقية السنهالية البوذية وأقليات التاميل والمسلمين، والمجموعات العرقية التي يصعب التوفيق بينها، في كراهية راجاباكسا ومحيطه.

وبدأت حملة “النضال” المطالبة برحيل راجاباكسا، في التاسع من أبريل/نيسان الماضي، ونصب عشرات آلاف المتظاهرين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء البلاد خيمًا أمام مقر الرئاسة في العاصمة كولومبو.

وكان من المفترض أن تستمر الحركة لمدة يومين، لكن المنظمين فوجئوا باستجابة الحشود التي فاقت التوقعات، فقرروا إبقاء الاعتصام الى أجل غير مسمى.

وبموجب الدستور، تمّ تنصيب رئيس الوزراء السريلانكي رانيل ويكريميسينغه، الخميس، رئيسًا بالإنابة للبلاد بعد استقالة راجاباكسا رسميًا.

وسيلتئم البرلمان، الأربعاء المقبل، لانتخاب خلف لراجابكسا من بين النواب، وسيتولى الرئيس الجديد منصبه حتى نوفمبر/تشرين الثاني 2024.

لكن المتظاهرين يرفضون الرئيس بالإنابة لكونه حليفًا للإخوة راجاباكسا الأربعة الذين تحكّموا بسريلانكا لسنوات، واقتحموا مكتبه الأربعاء، قبل الخروج منه ومن المباني العامة التي سبق أن اقتحموها.

القائم بأعمال رئيس سريلانكا رانيل ويكريمسينجه (غيتي)

تغيير مستبعد

رغم ذلك، يبدو أن ويكريمسينغه يستعدّ للترشح للبقاء على رأس البلاد بعد الأربعاء.

وأعلن حزب بودوجانا بيرامونا الذي ينتمي إليه راجابكسا ويحظى بالأغلبية البرلمانية، الجمعة، أنه لن يرشح أحدًا للرئاسة بهدف دعم ويكريمسينغه.

وكتب الناشط براساد ويليكومبورا في تغريدة “مر 100 يوم على البداية” مطالبًا ويكريميسينغه أيضًا بالتخلي عن السلطة.

وأضاف “لكننا ما زلنا بعيدين من أي تغيير في النظام”.

وكان ماهيندا، الأخ الأكبر لغوتابايا، قد استقال من منصبه في رئاسة الوزراء في مايو/أيار الماضي، وعيّن مكانه ويكريميسينغه على الرّغم من أن الأخير نائب في المعارضة يُمثّل حزبًا لديه مقعد واحد في البرلمان.

وقال متحدث باسم المتظاهرين المعتصمين في كولومبو “ندرس مع المجموعات المشاركة في (حملة) النضال توجيه الحملة ضد رانيل ويكريميسينغه”.

ولا يزال المحتجّون يخيّمون أمام المقر الرئاسي، وإن انخفض عددهم منذ تنحي راجاباكسا.

وأمر الرئيس الموقت الجيش ببذل كل ما في وسعه للحفاظ على النظام، وسيتم إرسال تعزيزات من الشرطة والجيش إلى العاصمة، غدًا الاثنين، لضمان الأمن حول البرلمان قبل التصويت الأربعاء المقبل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات