تسريبات بشأن دوافع القتل.. اليابان تودع رئيس الوزراء السابق شينزو آبي (شاهد)

تشييع جنازة رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي في طوكيو (رويترز)

بالصلوات والزهور والأعلام ودّعت اليابان، اليوم الثلاثاء، شينزو آبي الشخصية المثيرة للاستقطاب والذي هيمن على السياسة بصفته رئيس الوزراء الأطول خدمة في البلاد، قبل أن يُقتل في تجمع انتخابي يوم الجمعة الماضي.

وتجمعت الحشود على الأرصفة وسط وجود أمني مكثف لدى مغادرة عربة نقل الموتى لمعبد في وسط طوكيو بعد ظهر الثلاثاء، وهتفت الحشود وصفقت لتودع آبي لدى مرور السيارة، بينما كان البعض يحمل الزهور.

وكان أفراد عائلة وأصدقاء رئيس الوزراء الياباني السابق قد ألقوا نظرة الوداع عليه أمس الاثنين في طوكيو بينما أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن به واصفا إياه بأنه كان “صاحب رؤية”.

وتجمّع المئات داخل المعبد أمس واليوم لإلقاء نظرة الوداع على آبي، الذي توفي عن عمر يناهز 67 عامًا، وأحدث مقتله يوم الجمعة -على يد عاطل استخدم مسدسًا محلي الصنع- حالة من الصدمة في بلد تندر فيه جرائم إطلاق النار والعنف السياسي.

وأُغلقت المراسم أمام وسائل الإعلام واقتصرت على العائلة والأصدقاء المقربين، فيما تشكلت منذ الصباح الباكر صفوف طويلة من المواطنين بملابس سوداء اختلطوا مع آخرين في ملابس غير رسمية خارج المعبد، واصطف آخرون أمام مقر الحزب الديمقراطي الحر الحاكم.

وتدفقت عبارات التأبين من زعماء دوليين، حيث توقف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لفترة وجيزة في طريقه إلى الولايات المتحدة عائدا من جنوب شرق آسيا صباح الاثنين لتقديم العزاء.

وسلّم رئيس الوزراء فوميو كيشيدا رسائل من الرئيس الأمريكي جو بايدن موجّهة لعائلة آبي، كما انضمت أيضًا وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين إلى المعزين.

 

وأرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعازيه في مقطع فيديو نُشر على حساب الرئاسة الرسمي على تويتر بعدما زار السفارة اليابانية في باريس. وقالت وكالة كيودو للأنباء إن ما يقرب من 2000 رسالة عزاء وصلت من دول حول العالم.

دوافع القتل

وأوضحت الوكالة اليابانية -نقلًا عن محققين- أن القاتل الذي أُلقي القبض عليه في مكان الحادث وعرفته الشرطة باسم (تيتسويا ياماغامي) يبلغ من العمر 41 عاًما، ويعتقد أن آبي روّج لمجموعة دينية.

وذكرت تقارير إعلامية يابانية أن القاتل يحمّل المجموعة التي وُصفت بأنها منظمة دينية، مسؤولية الصعوبات المالية التي تواجهها عائلته نظرا إلى أن والدته قدّمت تبرّعات كبيرة لها.

وأطلق ياماغامي النار على آبي من الخلف وأفرغ رصاصتين في ظهره من مسدس ملفوف بشريط لاصق أسود اللون.

ورئيس الوزراء  السابق شينزو آبي هيمن على السياسة اليابانية لعقود، إذ تولى رئاسة الوزراء لأطول فترة في تاريخ اليابان وتنسب له سياسات اقتصادية خاصة به.

وفي الأثناء، أعلن الائتلاف الحاكم في اليابان فوزه في انتخابات جرت في أجواء خيّم عليها الحزن الأحد، بعد يومين من مقتل آبي بالرصاص خلال تجمّع انتخابي.

ونُقل جثمان آبي بعد ظهر الاثنين من منزل عائلته إلى معبد زوجوجي حيث سُجي لإلقاء نظرة الوداع عليه قبل جنازة خاصة الثلاثاء، وستجري مراسم تأبين عامة له في موعد لاحق لم تعلن تفاصيلها بعد.

وينحدر شينزو آبي من أسرة معروفة في عالم السياسة وكان أصغر رئيس وزراء سنًا في البلاد بعد الحرب لدى توليه السلطة أول مرة عام 2006 عندما كان يبلغ 52 عاما.

وأثارت مواقفه القومية المتشددة انقسامات وخصوصا رغبته في تعديل الدستور السلمي، بينما واجه سلسلة فضائح تشمل اتهامات بالمحسوبية.

لكن آخرين أشادوا به خصوصًا فيما يتعلق باستراتيجيته الاقتصادية التي يطلق عليها اسم (آبينوميكس Abenomics)، وجهوده الرامية لتثبيت موقع اليابان في الساحة الدولية، بما في ذلك إقامة علاقات وطيدة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.

المصدر : وكالات