دبلوماسي مصري سابق للجزيرة مباشر: المقبرة الجماعية لجنودنا في إسرائيل ليست الوحيدة (فيديو)

أكدّ السفير حسين هريدي -مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق وأحد ضباط سلاح المدفعية بالجيش المصري خلال حرب أكتوبر 1973- أن المجزرة الإسرائيلية بحق الجنود المصريين التي كشف عنها الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان “ليست الوحيدة”.

ورأى الدبلوماسي السابق -في حديث لبرنامج (المسائية) على الجزيرة مباشر- أن البحث والكشف عن المقابر الجماعية للجنود المصريين في الأراضي المحتلة “سيثير الشعب المصري، في حال علِم بها”، مشدّدًا على أنها ليست حالة نادرة.

وذهب إلى وجود انتهاكات أخرى مسجّلة لقانون الحرب، مؤكدًا أنه “لن يتم الكشف عنها”، قبل أن يعبّر عن رفضه الكشف عن أي تفاصيل واصفًا الأمر أنه “في غاية الحساسية”.

وقال إن الحكومة المصرية ستنتظر التحقيقات الإسرائيلية “راجية أن تكشف الحقيقة كاملة”، واعتبر عدم إبلاغ مصر خرقًا للقانون الدولي وقانون الحرب.

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد قال إنه ناقش مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأحد، ما تم الكشف عنه من وجود مقبرة جماعية قرب القدس المحتلة لجنود مصريين قُتلوا خلال حرب 1967.

وقالت الرئاسة المصرية في بيان إن لابيد أكد للسيسي خلال اتصال هاتفي أن الجانب الإسرائيلي سيتعامل مع هذه القضية بكل إيجابية وشفافية، مشيرًا إلى التواصل والتنسيق مع السلطات المصرية بشأن مستجدات التحقيق بغية الوصول إلى الحقيقة.

وأضاف هريدي أنه رغم معاهدة السلام مع إسرائيل لن ينسى الشعب المصري شهداء مصر في 1948 و1956 و1967 وفي حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر.

وعبّر عن أمل الحكومة المصرية أن تعمل السلطات الإسرائيلية باتفاقية جنيف 1894 الأولى، التي تفرض على الدول المحاربة أن تبلغ الطرف الآخر بقائمة بأسماء القتلى والجرحى التابعين لها.

وكلّفت الخارجية المصرية سفارتها في تل أبيب بالتواصل مع السلطات الإسرائيلية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلاميًّا والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات ومطالبة إسرائيل بـ”إفادة السلطات المصرية بشكل عاجل بالتفاصيل ذات الصلة”.

أزيد من 80 جندي

من جهته، أوضح المحلل السياسي الإسرائيلي إيلي نيسان لبرنامج (المسائية) أن الجنود الذين يعودون للكوماندوز المصري -وعددهم أكثر من 80- نُقلوا في 1967 من مصر إلى الأردن لاستهداف المطارات في إسرائيل.

واعترف أن الرقابة داخل الجيش الإسرائيلي لم تسمح بالكشف عن المقبرة الجماعية بدعوى أنها “لا ترغب بأن تضر بالعلاقات الإسرائيلية المصرية”، وأنها كشفت عنه تحت ضغوط.

وتساءل عن سبب عدم مطالبة السلطات المصرية بمعرفة مصير جنودها على طوال هذه السنوات، حتى بعد توقيع معاهدة السلام مع إسرائيل، والأمر نفسه عن المفقودين من الجيش المصري.

وادّعى المحلل الإسرائيلي أن الجنود المصريين لم يُحرقوا بل إنهم قتلوا نتيجة الحرب، قائلًا “في الحروب تُرتكب أخطاء، يجب إصلاحها ولذلك وعد بينيت السيسي البحث في الموضوع”.

والجمعة الماضية، كشف الصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان عما لا يقل عن 20 جنديًّا مصريًّا أُحرقوا أحياء ودُفنوا في مقبرة جماعية مجهولة مقام عليها الآن حديقة عامة في إسرائيل.

وكتبت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية -حيث يعمل ميلمان- في بداية تحقيقها “موقف السيارات المجاور لحديقة (ميني إسرائيل) من أكثر المواقف ازدحامًا في البلاد، لكن لم يعرف أي زائر حتى يومنا هذا ما الذي يختبئ تحته”.

وتابعت “هناك مقبرة جماعية لجثث مقاتلي الكوماندوز المصريين الذين قُتلوا في حرب الأيام الستة (حرب يونيو/حزيران 1967)، الآن انكشف السر: هكذا قُتل واختفى جنود عبد الناصر. إليكم القصة الكاملة”.

خرق قوانين الحرب

وفي ردّه على المحلل الإسرائيلي، قال وزير الخارجية المصري الأسبق خلال حلقة (المسائية) إنه حاول الابتعاد بالقضية إلى موضوع فرعي والابتعاد عن قضية احترام قانون الحرب بين الأطراف.

وجزم بأن المسؤولية الأخلاقية والقانونية تقع على إسرائيل بخرق قواعد الحرب والإنسانية بغض النظر عن ردود فعل الجانب المصري عنها، وشدّد على أنه “لا يمكنه الحسم في أن مصر طالبت بمعرفة مصير جنودها أم لا”.

وقال إيلي نيسان إن مصر هي التي كانت تبدأ بالحرب مع إسرائيل، معتبرًا أن للأخيرة “حق الدفاع عن نفسها”.

ورفض الضابط السابق في الجيش المصري القول إن مصر هي التي بدأت العدوان ضد إسرائيل واتهام الجنود المصريين بارتكاب جرائم، مشدّدا أنها ارتُكبت في حقهم.

المصدر : الجزيرة مباشر